شفق نيوز/ شن مدير تحرير جريدة “عقد” التركية الموالية لحكومة حزب العدالة والتنمية، علي كارا حسن أوغلو، هجومًا على رئيس الوزراء الأسبق أحمد داود أوغلو الذي أعلن أمس الجمعة تأسيس حزبه الجديد حاملا اسم "المستقبل".
علي كارا حسن أوغلو قال عن داود أوغلو وفريقه "سيدخلون التاريخ بأنهم المتدينون الذين حاولوا الإطاحة برئيس جمهورية من خريجي مدارس الأئمة والخطباء الدينية".
ومدارس الأئمة والخطباء في تركيا تقدم تعليمًا دينيًا إسلاميًا يفصل بين الطلاب والطالبات، على عكس باقي المدارس المختلطة، وقد تخرج منها أردوغان.
كما أشار كارا حسن أوغلو إلى أن أردوغان رئيس منتخب بـ52.59% من أصوات الناخبين، قائلًا "إنهم 130 مؤسسًا للحزب ظهروا للإطاحة بطيب أردوغان الذي يستهدفه التيار العلماني بسبب إلغائه حظر الحجاب، وستدوَّن صفحات التاريخ هكذا".
وأوضح أن أردوغان سيسجل في صفحات التاريخ بأنه “الزعيم اليميني الذي أطاح بتحالف أجاويد” (رئيس الوزراء الأسبق قبل حكومة أردوغان الأولى)، قائلًا "هل لدى فريق داود أوغلو احتمال ولو 1% أن يتولوا إدارة البلاد؟"
الباحث محمد أبو سبحة، المتخصص في الشأن التركي، اعتبر أن "حزب داود أوغلو بمثابة ثورة تفجرت ضد سياسة أردوغان الإقصائية لجميع قيادات العدالة والتنمية، الذين عمل أردوغان في السنوات الخمس الأخيرة تحديدًا على تهميشهم، والقضاء على نفوذهم، ليتحول العدالة والتنمية إلى حزب الرجل الواحد".
مجد شخصي
ووفقا لما يقوله الباحث المصري بات واضحا لجميع رفقاء أردوغان أنه يعمل لمجده الشخصي، غير آبه بمستقبل حزب العدالة والتنمية، وإنما يؤسس لضمان بقائه فوق قمة هرم السلطة، لذلك بات أقرب المقربين منه، أمثال عبد الله جول وأحمد داود أوغلو وعلي باباجان ألد أعدائه لمجرد أنهم انتقدوه بصوت عال، ذلك رغم ما قدموه خلال مسيرتهم السياسية وكان أردوغان أكبر المستفيدين منه.
وشدد على أنه لا يمكن القول أن حزب داود أوغلو ولا حتى حزب نائب رئيس الوزراء الأسبق على باباجان المنتظر الإعلان عنه، سيقضيان على حزب العدالة والتنمية، لكنهما بلا شك سيضعفان أولا من شعبيته المتراجعة في الشارع، ثم سيقوضان من سلطويته.
وأشار أبو سبحة إلى أن أبرز المستفيدين من ذلك فسيكون تحالف المعارضة التي يقودها الآن حزب الشعب الجمهوري، والذي أذاق العدالة والتنمية هزيمة مرة في الانتخابات البلدية الأخيرة، بعد نجاحه في الفوز بعدد من المدن على رأسها إسطنبول.
توازن سياسي
ولفت الباحث المتخصص في الشأن التركي، إلى أن الأتراك حاليا يبحثون عن متنفس للخروج من حالة القمع الأمني التي سيطرت على تركيا عقب انقلاب منتصف 2016، والأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد منتصف 2018، وتأسيس الحزبين الجديدين سيقوي شوكة المعارضة التي حجمها أردوغان خلال السنوات الماضية، وينتظر من وراء ذلك البدء في إحداث حالة توازن سياسي تقود للتخفيف من حدة ديكتاتورية نظام العدالة والتنمية، الذي بات فنائه مرتبطًا فقط بشخص أردوغان.