شفق نيوز / كشف مسؤولو دفاع أمريكيون وتقرير استخباراتي أمريكي سري، سُرِّب مؤخراً، عن إطلاق طائرة مقاتلة روسية صاروخاً على طائرة استطلاع بريطانية، كانت تحلق فوق البحر الأسود، في أيلول الماضي، لكن الذخيرة تعطّلت.
وبحسب صحيفة The New York Times الأمريكية، ووفقاً لمسؤولين دفاعيين أمريكيين، أساء الطيار الروسي تفسير ما قاله له عامل الرادار على الأرض، معتقداً أنَّ لديه إذناً بإطلاق النار، لذا أطلق الطيار، الذي كان قد تعقب الطائرة البريطانية، النيران، لكن الصاروخ لم ينطلق كما يجب.
وكان هذا الحادث أخطر بكثير مما تُصوِّر في الأصل، وكان يمكن أن يرقى إلى حد العمل الحربي، وفقاً للصحيفة.
"شبه إسقاط"
في أكتوبر/تشرين الأول، وصف وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، الوثيقة في إحاطة لأعضاء البرلمان قائلاً: "يُحتمَل أن تكون خطيرة بعدما أطلقت المقاتلة الروسية صاروخاً بالقرب من" الطائرة البريطانية"، لكن إحدى الوثائق المُسرَّبة قالت إنَّ حدث 29 سبتمبر/أيلول كان يرقى لـ"شبه إسقاط".
وبدأت لعبة القط والفأر بين طائرات الاستطلاع الأمريكية ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأخرى والطائرات المقاتلة الروسية فوق البحر الأسود منذ سنوات، خاصة بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني في عام 2014.
وفي مارس/آذار الماضي، اصطدمت طائرة حربية روسية بطائرة استطلاع أمريكية بدون طيار فوق البحر الأسود، لتضرب الطائرة المُسيَّرة وتتسبب في تحطمها في المياه الدولية. وكان هذا الاصطدام أول اتصال مادي معروف بين الجيشين الروسي والأمريكي منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
فيما أكد المسؤولان الدفاعيان الأمريكيان، اللذان لهما معرفة مباشرة بالإسقاط الوشيك، في سبتمبر/أيلول، خطورة المواجهة بين الطائرة البريطانية- وهي طائرة استطلاع من طراز "آر سي 135 ريفيت جوينت"- وطائرتين مقاتلتين روسيتين من طراز "سوخوي 27".
مسؤولا الدفاع اللذان تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة الأمور الحساسة، قالا إنَّ طائرة "ريفيت جوينت" كانت تستمع إلى اتصالات اعتُرِضَت بين وحدة تحكم رادار روسية على الأرض، وأحد طيّاري طائرات "سوخوي 27" الروسية التي أُرسِلَت لمراقبة الطائرة.
كانت طائرة "ريفيت جوينت" البريطانية في المجال الجوي الدولي، قبالة سواحل شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا. وقال المسؤولان إنَّ طياري الطائرة الروسية لم يكونوا في مدى الرؤية للدورية البريطانية، لكنهم كانوا مجهزين بصواريخ قادرة على ضربها.
ورداً على طلب للتعليق على تقرير The New York Times والوثيقة المُسرَّبة، قال مسؤول دفاعي بريطاني في بيان: "جزء كبير من محتوى هذه التقارير غير صحيح، أو تعرّض للتلاعب، أو كلاهما، نحن نحذر بشدة من أن يأخذ أي شخص صحة هذه الادعاءات على ظاهرها، وننصحهم أيضاً بتخصيص بعض الوقت للتشكيك في مصدر هذه التسريبات والغرض منها".
وكانت لحادثة سبتمبر/أيلول أصداء مخيفة من واقعة من الحرب الباردة، عندما سارعت الطائرات المقاتلة السوفييتية لاعتراض ما كانت تخشى أنها طائرة معادية، لكنها كانت في الواقع رحلة الخطوط الجوية الكورية 007، وهي طائرة ركاب من طراز "بوينغ 747″، التي طارت بطريق الخطأ في المجال الجوي السوفييتي، وبعد أن قدم طيار سوفييتي وصفاً جزئياً لطائرة الركاب إلى محطة رادار أرضية، حصل على إذن بإطلاق النار.
وقُتِل جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 269 شخصاً بعد أن اصطدم صاروخان جو-جو بالطائرة.
وتشير الوثائق السرية أيضاً إلى عدد من الحوادث الجوية التي تعرضت لها طائرات روسية وطائرات ومُسيَّرات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، منذ يوم 29 سبتمبر/أيلول، وكادت تتسبب في إسقاطها. وفي الفترة بين 1 أكتوبر/تشرين الأول إلى 22 فبراير/شباط، ردت الرحلات الجوية البريطانية والفرنسية والأمريكية على 6 أحداث مختلفة، اقتربت فيها الطائرات الروسية من دورياتها، من مسافات تتراوح من 6 أميال بحرية (11 كيلومتراً) إلى 100 قدم (30 متراً) فقط.