شفق نيوز / كشف مسؤولون أمريكيون، اليوم الثلاثاء، تفاصيل جديدة عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وكيفية تحديد مكانه بعد أن "ساعد بنفسه على استهدافه"، فيما نقلوا تفاصيل مناقشات "دقيقة" جرت مع الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل عملية اتخاذ قرار التصفية.
وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، لوكالة رويترز، إن "الظواهري كان مختبئاً منذ سنوات، وان عملية تحديد مكانه وقتله كانت نتيجة عمل دقيق ودؤوب لمجتمع مكافحة الإرهاب والمخابرات".
وأكد مسؤول أميركي آخر، أن العملية تمت عبر طائرة دون طيار تابعة للمخابرات المركزية الأميركية"، مشيرا إلى أن "العملية تضمنت تعقبه عبر أسرته"، وفقا لصحيفة "بولتيكو" الأمريكية، مبيناً أن "العملية وقعت بينما كان زعيم القاعدة يقف على شرفة منزله".
ووفقا لرويترز فإن "الحكومة الأميركية، ولسنوات عديدة، كانت على علم بشبكة قدرت أنها تدعم الظواهري، وعلى مدار العام الماضي بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، كان المسؤولون يراقبون المؤشرات على وجود القاعدة في البلاد، وهذا العام، حدد المسؤولون أن أسرة الظواهري، زوجته وابنته وأطفالها، انتقلوا إلى منزل آمن في كابل قبل أن يحددوا أن الظواهري في المكان نفسه".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المسؤول الأميركي قوله "حددنا هذا العام أن أسرة الظواهري، انتقلت إلى منزل آمن في كابل"، مضيفا "ثم حددنا الظواهري في الموقع نفسه من خلال طبقات متعددة من الاستخبارات".
وعلى مدى عدة أشهر، ازدادت ثقة مسؤولي المخابرات في أنهم حددوا هوية الظواهري بشكل صحيح في المنزل الآمن في كابل.
وفي أوائل نيسان الماضي، بدأوا في إطلاع كبار مسؤولي الإدارة، وبعد ذلك أطلع مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، الرئيس جو بايدن.
ووفقا لرويترز فإن المسؤول في الإدارة الأميركية أشار إلى أن "عادة وقوف القائد الإرهابي على شرفته سمحت للولايات المتحدة بمراقبته والتأكد من هويته"، مبينا إنه "بمجرد وصول الظواهري إلى المنزل الآمن في كابل، لم يغادره وتم رصده على شرفته حيث استُهدف في نهاية المطاف".
وبينت رويترز أن "المسؤولين حققوا في طريقة بناء المنزل الآمن وطبيعته ودققوا في قاطني المنزل للتأكد من أن الولايات المتحدة يمكن أن تنفذ بثقة عملية لقتل الظواهري دون تهديد سلامة المبنى وتقليل المخاطر على المدنيين وأسرة الظواهري".
وأوضح المسؤول الأمريكي لرويترز قائلاً إن "الرئيس بايدن عقد في الأسابيع القليلة الماضية اجتماعات مع كبار المستشارين وأعضاء الإدارة لفحص معلومات المخابرات وتقييم أفضل مسار للعمل، وفي أول تموز الماضي، أطلع أعضاء الإدارة، ومن بينهم مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه)، وليام بيرنز، الرئيس بايدن، على عملية مقترحة في غرفة العمليات بالبيت الأبيض"، فيما طرح بايدن "أسئلة تفصيلية عما عرفناه وكيف عرفناه" وفحص عن كثب نموذجاً للمنزل الآمن الذي أعدته المخابرات".
وأضاف المسؤول إن "الرئيس سأل عن الإضاءة والطقس ومواد البناء وعوامل أخرى قد تؤثر على نجاح العملية، كما طلب الرئيس تحليل التداعيات المحتملة لضربة في كابل"،
وبيّن موقع الحرة الأمريكي الى أن "مجموعة منتقاة من كبار المحامين المشتركين بين الوكالات عمدت إلى فحص تقارير المخابرات وأكدوا أن الظواهري هدف قانوني بناءً على قيادته المستمرة للقاعدة".
وقال المسؤول الأمريكي لرويترز، إن "الرئيس دعا في 25 تموز الماضي، أعضاء إدارته الرئيسيين ومستشاريه لتلقي إحاطة أخيرة ومناقشة كيف سيؤثر قتل الظواهري على علاقة أميركا مع طالبان، من بين أمور أخرى، وبعد التماس آراء الآخرين في الغرفة، أذن بايدن بضربة جوية دقيقة بشرط أن تقلل من خطر وقوع إصابات في صفوف المدنيين".
ونفذت طائرة مسيرة الضربة في النهاية الساعة 9:48 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (0148 بتوقيت جرينتش) في، 30 يوليو، باستخدام صواريخ "هيلفاير".
وكانت وكالة أسوشيتد برس الامريكية أعلنت، اليوم الثلاثاء، عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري خلال غارة أمريكية لطائرة بدون طيار في أفغانستان.
من جهتها قالت الحكومة الأفغانية إن الولايات المتحدة نفذت غارة على منزل في كابول في انتهاك واضح للمبادئ الدولية واتفاق الدوحة.
وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، اليوم الثلاثاء، مقتل زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، في غارة بالعاصمة الأفغانية كابل، يوم السبت الماضي.
وقال بايدن، في كلمة إلى الشعب الأميركي بالعاصمة واشنطن، إن "العدالة تحققت بمقتل الظواهري"، مشيرا إلى عدم سقوط ضحايا من المدنيين في العملية.
وتعهد بايدن بـ"ملاحقة الإرهابيين"، مبيناً إن "الولايات المتحدة ستواصل مراقبة التهديدات حيثما كانت".
نجاح استخباراتي
ووفقا لـ"بولتيكو" فإن "مقتل الظواهري، يكشف قدرة الاستخبارات الأميركية على رصد النشاط الإرهابي في أفغانستان، رغم عدم وجود قوات قتالية هناك".
كما وصف عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السناتور الجمهوري، تيد كروز، العملية بأنها "إنجاز مهم"، مبيناً أن "هذه الضربة يجب أن تكون رسالة للإرهابيين قريبا وبعيدا، إذا تآمرت لقتل الأميركيين، فسنقوم بالبحث عنك وقتلك".
من جانبه وصف المسؤول البارز السابق في إدارة الرئيس باراك أوباما، بن رودس، العملية بأنها "تاريخية"، مضيفا أنها "تظهر أن بايدن لم يكن بحاجة إلى إبقاء القوات في أفغانستان للحفاظ على القدرة على مكافحة الإرهاب"، حسب تصريحاته لـ"بولتيكو".
يأتي هذا الإعلان بعد قرابة عام من انتهاء الولايات المتحدة من الانسحاب من أفغانستان، بعد تواجدها هناك منذ عام 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر .