شفق نيوز- كانبرا
شهدت أستراليا 14 هجوماً وصفت كمعادية للسامية منذ اندلاع حرب إسرائيل على قطاع غزة في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، آخرها استهداف احتفال ديني يهودي على شاطئ بوندي في سيدني، اليوم الأحد، أسفر عن مقتل 12 شخصاً وجرح العشرات ما دفع السلطات إلى إعلان استنفار أمني واسع والتحقيق في الهجوم بوصفه "عملاً إرهابياً".
وقبل الهجوم الذي شهده شاطئ بوندي، سجلت أستراليا سلسلة من الهجمات المرتبطة بـ"معاداة السامية" على عدد من المعابد اليهودية والمباني والسيارات.
ففي أيار/ مايو من العام الماضي 2024، شوهدت رسومات غرافيتي على جدران في أكبر مدرسة لليهود في ملبورن، وفق ما أفادت وكالة رويترز.
وفي 13 تشرين الأول/ أكتوبر من العام نفسه، شوهدت أيضاً رسومات غرافيتي معادية للسامية على جدران مخبز لليهود في سيدني، مع ترك رسالة لصاحب المخبز تقول "كن حذراً".
حرق مطاعم
كذلك في 17 تشرين الأول/أكتوبر، أحرق مدخل مصنع "كيرلي لويس" للجعة في منطقة بوندي بسيدني، وفي 20 من الشهر عينه، أقدم مجهولون على إضرام النار في مطعم لويس كونتيننتال كيتشن اليهودي المجاور في بوندي.
فيما وجه فريق عمل يحقق في الهجمات المعادية للسامية، في آذار/مارس من العام الماضي، إلى عضو سابق في عصابة لراكبي الدراجات النارية تهمة تحريض رجلين على إضرام النار في واقعتي مصنع الجعة والمطعم من أجل تشتيت جهود الشرطة.
كما وجه فريق عمل لشرطة مكافحة الإرهاب في ولاية فيكتوريا في آب/أغسطس 2025، اتهامات إلى رجلين على صلة بالهجوم، وبعد ذلك بأيام، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز أن الحادث كان بتحريض من الحكومة الإيرانية أيضاً.
بينما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجمات المعادية للسامية في أستراليا مرتبطة بدعم حكومتها لقرار للأمم المتحدة يؤيد قيام دولة فلسطينية.
علامة نازية
إلى ذلك، رسم مجهولون في 10 كانون الثاني/ يناير 2025 رسوم غرافيتي شملت "الصليب المعقوف" (علامة نازية) على جدران كنيس في جنوب سيدني.
كذلك شوهدت في اليوم التالي رسوم غرافيتي معادية للسامية على جدران كنيس في غرب سيدني، ومحاولة لإضرام النار به، ووصف كريس مينز رئيس حكومة ولاية نيو ساوث ويلز، الهجوم بأنه تصعيد في الجرائم المعادية للسامية.
كما تعرضت سيارات ومنازل في غرب سيدني للتخريب برسوم غرافيتي معادية للسامية.
إلى ذلك، أضرم مجهولون النار في 17 كانون الثاني/يناير 2025 في سيارات، وتم تخريب منزل في شرق سيدني كان يملكه أحد زعماء الجالية اليهودية.
مقطورة مليئة بالمتفجرات
وفي 21 كانون الثاني/يناير أيضاً، وضع مجهولون رسوم غرافيتي على جدران مركز لرعاية الأطفال في شرق سيدني وأضرموا النار فيه.
فيما أعلنت شرطة نيو ساوث ويلز في الشهر عينه العثور على مقطورة مليئة بالمتفجرات في شمال غرب سيدني.
لكن السلطات أوضحت لاحقاً أنها كانت خطة زائفة وضعتها شبكة للجريمة المنظمة لمهاجمة كنيس يهودي في سيدني بهدف تشتيت موارد الشرطة.
قتل مرضى يهود
وفي 12 شباط/ فبراير، أعلنت السلطات الأسترالية إيقاف ممرض وممرضة في مستشفى بسيدني عن العمل بسبب تهديدهما بقتل مرضى يهود، ورفض علاجهم، بحسب مقطع على تطبيق تيك توك، مما دفع الشرطة إلى فتح تحقيق.
إلى ذلك، فر نحو 20 يهودياً في الرابع من تموز/ يوليو 2025 خلال عشاء في كنيس شرق ملبورن من حريق وصفته الشرطة بأنه متعمد، وألقي القبض على رجل وجرى اتهامه بارتكاب جرائم مختلفة، وتزامن ذلك مع تحقيق السلطات فيما إذا كانت الواقعة مرتبطة بمشكلة وقعت في الليلة نفسها بمطعم إسرائيلي في المدينة.
يذكر أن أستراليا اتهمت في 26 أغسطس/آب 2025 إيران بتنفيذ هجومين معاديين للسامية في مدينتي سيدني وملبورن وأمهلت سفيرها في حينها سبعة أيام لمغادرة البلاد، في أول عملية طرد من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال ألبانيز حينها، إن جهاز المخابرات الأمنية يرجح أن تكون إيران أصدرت توجيهات بشن هجمات أخرى، مشيراً إلى أن بلاده قررت تعليق عمل سفارتها في طهران وإن جميع دبلوماسييها بأمان في دولة ثالثة.
وأضاف حينها، أن أستراليا ستصنف الحرس الثوري الإيراني تنظيماً إرهابياً، لتنضم بذلك إلى الولايات المتحدة وكندا اللتين أدرجتا الحرس الثوري بالفعل على القائمة السوداء.
وتعد أستراليا أحدث دولة غربية تتهم إيران بتنفيذ أنشطة عدائية سراً على أراضيها، ونددت 14 دولة، من بينها بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا، في تموز/يوليو 2025 بما وصفته بزيادة مؤامرات أجهزة المخابرات الإيرانية للاغتيال والخطف والمضايقة.
من جهتها تنفي إيران مراراً مثل هذه الاتهامات، وتقول إنها جزء من حملة ضدها تشنها "قوى غربية معادية".
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية في حينها إن قرار أستراليا متأثر بالشؤون الداخلية وإن معاداة السامية لا مكان لها في الثقافة الإيرانية.