شفق نيوز/ تواجه العاصمة الهندية نيودلهي، أزمة تلوث خطيرة، حيث يصطف سكان العاصمة الهندية أمام المستشفيات بسبب مشاكل التنفس التي تزداد سوءا خلال فصل الشتاء.

ويعاني هؤلاء من سعال قوي وآلام في الصدر بسبب الضباب الدخاني الناجم عن مزيج من عوادم المركبات، الصناعات، والحرائق الزراعية، بالإضافة إلى الألعاب النارية التي تُشعل خلال مهرجان ديوالي.

في هذا الموسم، بلغ تركيز الجسيمات الدقيقة "PM2.5" مستويات خطيرة، حيث تجاوز 278 ميكروغراما لكل متر مكعب، وهي نسبة تعادل 18 ضعف المعدل الآمن الذي توصي به منظمة الصحة العالمية.

وعلى الرغم من المبادرات الحكومية، مثل دعوة السائقين لإطفاء محركات سياراتهم عند الإشارات الحمراء، لم تستطع هذه التدابير خفض نسب التلوث إلى مستويات مقبولة.

وكما لاحظ الأطباء زيادة حادة في عدد مرضى الجهاز التنفسي بنسبة 20-25% بعد مهرجان ديوالي، وتتمثل الأعراض في السعال الجاف، تهيج الحلق، ودمع العينين. يحاول الأطباء تقديم المساعدة عبر توعية المرضى وتوزيع الكمامات وبعض الأدوية المجانية، لكن هذا لا يبدو كافيا.

وتشير تقارير صحية إلى أن تلوث الهواء يؤدي إلى أمراض خطيرة كأمراض القلب وسرطان الرئة، حيث أظهر تقرير لمجلة "لانسيت" أن سوء نوعية الهواء تسبب بوفاة 1.67 مليون شخص في الهند خلال عام 2019. كما وجدت دراسة أخرى أن التلوث مسؤول عن 7% من الوفيات في أكبر المدن الهندية، تصل إلى 11.5% في نيودلهي، أي حوالي 12 ألف حالة وفاة سنويا.

ورغم إصدار المحكمة العليا قرارا ينص على أن الهواء النظيف حقا من حقوق الإنسان، لم تُثمر هذه الجهود كثيرا بسبب ضعف الالتزام بالحظر المفروض على الألعاب النارية. يجد الكثيرون أنفسهم في حالة عجز، مثل العامل كانشي رام الذي يمنعه السعال من العمل، ما يضعه أمام خيار صعب بين صحته ومعيشته.