شفق نيوز/ تواجه أوكرانيا أزمة كبيرة حيث تنتشر الألغام على مساحات كبيرة من أراضيها، في ظل الغزو الروسي الذي بدأ منذ نحو 18 شهرًا، وسط تقديرات بأن هذه الألغام ستكلف كييف مليارات الدولارات وعدد كبير من الضحايا على مدار عقد تقريبًا.
وكشف تقرير لمجلة "نيوزويك"، اليوم السبت، أن أوكرانيا تعاني من أكبر وجود للألغام والأجسام غير المنفجرة منذ الحرب العالمية الثانية.
ونقلت المجلة عن مايك نيوتن، المسؤول بمنظمة "هالو تراست - HALO Trust" غير الحكومية المتخصصة في إزالة الألغام، قوله إن خلال العام الماضي تم إجراء مقارنات بالوضع أثناء الأزمات في البوسنة والهرسك وكرواتيا في غرب البلقان "لكن بلا شك اتضح أن هذا الوضع هو الأسوأ في أوروبا وربما في العالم منذ الحرب العالمية الثانية".
وكشفت الحكومة الأوكرانية أن مساحة تصل إلى 170 ألف كيلومتر باتت مزروعة بالألغام أو بالأجسام التي لم تنفجر. وفي الوقت الذي تتقدم فيه القوات الأوكرانية لاستعادة المناطق التي احتلتها روسيا منذ بدء الغزو، تبذل كييف جهودًا كبيرة على مستوى البلاد لإزالة الألغام قد تستغرق عقدا من الزمن وتكلف نحو 40 مليار دولار.
وتخطط كييف لإزالة الألغام من 80٪ من المساحة المتضررة خلال عشر سنوات. من جانبه يقول نيوتن لنيوزويك، إن هذه خطة طموحة وبناء على الخبرات السابقة حول العالم، من المحتمل أن يتطلب الأمر عقودا لتتمكن من حل المشكلة، والحياة بشكل طبيعي دون معوقات.
ويرى رئيس المركز الأوكراني للشراكة الدولية، أناتولي بولكوفنيكوف، أن الحكومة الأوكرانية تحتاج إلى نحو 35 عاما لإنجاز مثل هذه المهمة.
ولفت في حديثه لنيوزويك، إلى أن تقديرات الخبراء تشير إلى وجود أكثر من مليون جسم خطير في المناطق المتضررة بأوكرانيا.
ولفت نيوتن إلى أن عملية زرع الألغام في المناطق جنوب وشرقي أوكرانيا بواسطة القوات الروسية، تمت بشكل "متعمد ومدروس" لحرمان أوكرانيا من الاستفادة بمساحات كبيرة من أراضيها "في محاولة لزعزعة استقرارها وشل الاقتصاد وإرهاب السكان".
وأشار التقرير إلى أن مثل هذه السلوكيات الروسية، جعلت السكان خائفين من العودة إلى منازلهم في مدن مثل خاركيف وميكولايف بعد مغارة القوات الروسية منها، وأوضح نيوتن أنه متيقن من استمرار روسيا في مثل هذه التحركات في مستقبل الحرب الدائرة. كانت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، يوليا سفيريدينكو، صرحت الشهر الماضي، بأن حلفاء كييف تعهدوا بتخصيص 244 مليون دولار بالإضافة إلى معدات خاصة من أجل جهود إزالة الألغام في البلاد، وفقا لوكالة رويترز.
وأضافت سفيريدينكو، التي تشغل منصب وزيرة الاقتصاد أيضا: "مهمتنا ليست فقط إزالة الألغام من المنطقة بأكملها من أجل إنقاذ أرواح الناس، وإنما أيضا تسريع هذه المهمة... هذه مسألة انتعاش اقتصادي لأنه كلما أسرعنا في استخراج الألغام من الأرض، تطور العمل عليها بشكل أسرع".
وزرعت روسيا الألغام في مساحات شاسعة من أراضي أوكرانيا بعدما أوقفت هجومها في بداية الغزو، في النصف الأول من العام الماضي، قبل أن تنقل قواتها إلى الشرق.
وقدرت وزارة الخارجية الأميركية، في أوائل ديسمبر، أن نحو 160 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الأوكرانية ربما تحتوي على ألغام ومتفجرات. وهذه المساحة تقارب نصف مساحة ألمانيا.