شفق نيوز/ باتت الرحلة التي أقلّت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى جزيرة تايوان، امس الثلاثاء، الأكثر تعقباً في تاريخ "Flightradar24"، كما أفاد موقع تتبع الرحلات الجوية عبر "تويتر".
وقال الموقع المتخصص في بيان: "في اللحظة التي هبطت فيها (طائرة بيلوسي) في تايبيه، كان أكثر من 708 آلاف شخص حول العالم يتعقب رحلة SPAR19، وحوالى 3 ملايين شخص منذ إقلاعها من كوالالمبور، وحتى هبوطها في مطار تايبيه، ما يجعلها الرحلة الأكثر مشاهدة بشكل مباشر في تاريخ Flightradar24".
وتجيب "الشرق" في ما يلي عن تساؤلات بشأن آلية عمل تقنية التتبع بشكل مباشر، والتي توفرها خدمات أو مواقع تعقب الطائرات خلال تحليقها.
وتعتمد مواقع وخدمات تتبع رحلات الطيران الجوية خلال تحليقها، على مجموعة من التقنيات المتطورة، والتي تعتمد على أجهزة إرسال توجد على متن الطائرات، وأجهزة استقبال للبيانات في المحطات الأرضية، من أجل تقديم مستوى تتبع دقيق للرحلات ومحاكاة الوقت الفعلي "Real-Time".
وتعتمد التقنية التقليدية لتتبع حركة الطائرات، على آلية الرادار، إلى جانب أبراج المراقبة في المطارات، من خلال إرسال موجات "كهرومغناطيسية"، بحيث تتمكن الأجهزة من التقاط أي أجسام محلقة في الجو.
وتتم هذه الآلية عبر قياس المدة التي تستغرقها الموجات من لحظة اصطدامها بأي جسم في الهواء وحتى عودتها إلى جهاز الاستقبال في المحطات الأرضية.
ويطلق على التقنية الثانية والتي تعتمد عليها مختلف منصات خدمة تتبع الطائرات وأبرزها "FlightRadar24"، اسم "Automatic Dependent Surveillance Broadcast"، أو عملية البث التلقائي لبيانات التتبع المستقل.
وتعتمد التقنية على قيام الطائرة بتحديد موقعها الجغرافي، والتي غالباً ما تكون عبر أحد الأقمار الاصطناعية الخاصة بشبكة التتبع الجغرافي "GPS"، ومن ثم تقوم الطائرات بإرسال البيانات إلى محطات الاستقبال الأرضية التابعة للخدمات، سواء كان موقع خدمات أو تطبيق، ليتم إظهار بيانات الموقع الجغرافي الدقيق للطائرة.
وتعد التقنية جديدة نسبياً وما زالت في مراحل التطوير، ما يجعلها غير مستخدمة بشكل مكثف من جانب منصات التحكم في الملاحة الدولية، ولكنها تشهد تطوراً كبيراً ودعماً من جانب مجتمع الملاحة الجوية.
وأصبح وضع جهاز إرسال "ADS-B" أمراً إلزامياً على كافة المركبات الجوية منذ عام 2020، وذلك بعدما حلت تلك التقنية محل نظام الرادار التقليدي الذي كانت تعتمد عليه أبراج المراقبة في المطارات.
كما تعتمد هذه التقنية على استخدام موجات بتردد 1090 ميجاهيرتز، لإرسال بيانات عبر إشارات اتصالات غير مشفرة، وبالتالي يسهل على أي شخص يحمل منصة استقبال قادرة على رصد هذا النطاق من الموجات، الحصول على بيانات الطائرات.
وتعتبر تقنية "MLAT" أو ما يعرف باسم الرصد متعدد الأطراف "Multilateration Tracking"، من البدائل العملية لتتبع الطائرات غير المزودة بأجهزة "ADS-B"، وذلك عبر استخدام 4 أجهزة استقبال لالتقاط إشارة الطائرة، بشكل منتظم حيث يتم حساب الفروقات الزمنية وتقدير موقع الطائرة، فضلاً عن بيانات الرادار جنباً إلى جنب.
وتقوم هذه التقنية بالمحاكاة عبر حساب الفروقات الزمنية (فارق التوقيت للوصول)، من خلال قياس الوقت المستغرق لاستقبال الإشارة من الطائرات وحساب موقعها.
كما تعمل بشكل دقيق على الطائرات التي ترتفع بين 3000 إلى 10000 قدم عن سطح الأرض، وذلك على مستوى مناطق شمال أميركا وأوروبا، وكذلك لدى بعض الدول مثل المكسيك والبرازيل وجنوب إفريقيا واليابان وشيلي وتايوان وتايلاند وماليزيا وأندونيسيا وأستراليا ونيوزيلاندا.
وعندما تحلق الطائرات على مناطق المسطحات المائية الضخمة مثل المحيطات، يصبح من الصعب الاعتماد تقنية أجهزة إرسال "ADS-B" الدقيقة بشكلها التقليدي. ويكون الحل في هذه الحالة على شبكة الأقمار الاصطناعية، التي ترسل وتستقبل بيانات الموقع الجغرافي للطائرات بدقة عالية، ومن ثم تقوم بإعادة بثها لمنصات الاستقبال الأرضية العاملة بنفس التقنية في الوقت الفعلي.
وعندما تحلّق طائرة خارج نطاق أنظمة التتبع السابقة، تلجأ منصات هذه الخدمة إلى الاستمرار في وضع تقديرات تقريبية لموضع الطائرة الجغرافي كل ساعتين من بدء تحليقها، وذلك يسهم في تسهيل تتبع الطائرات، في حالة كانت وجهتها معلومة.
ولكن في حالة كانت وجهتها مجهولة، يصبح أسلوب التقدير التقريبي للموضع الجغرافي للطائرات مفيداً في حيز زمني ضيق، بحد أقصى 10 دقائق.
عادة ما تفيد عمليات التقدير التقريبية في أغلب الرحلات ذات المسافات القصيرة، ويتم الاعتماد على العديد من المتغيرات، ولكن في الرحلات الطويلة يكون حيز التقدير بنطاق يصل إلى 100 كيلومتر.