شفق نيوز/ تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، بتقديم مساعدات طارئة جديدة "للشعب اللبناني" بقيمة 100 مليون يورو (118.54 مليون دولار)، فضلا عن 500 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19.
وقال ماكرون، بينما كان يفتتح مؤتمرا للمانحين الدوليين يهدف لمساعدة لبنان على التعافي من أزمته بعد انفجار مرفأ بيروت العام الماضي، إنه "لن يكون هناك شيك على بياض للبنان".
وأوضح أن الأولوية بالنسبة للبنان ما زالت تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ إصلاحات. ويسعى ماكرون لجمع أكثر من 350 مليون دولار من المساعدات للبنان خلال مؤتمر المانحين الذي يحيى الذكرى السنوية لانفجار مرفأ بيروت، وكذلك إرسال تحذير آخر إلى النخبة السياسة اللبنانية المتناحرة.
وبعد مرور عام على انفجار هز ميناء العاصمة، وأغرق لبنان في أزمة اقتصادية، لم يشكل الساسة بعد حكومة قادرة على إعادة بناء البلاد على الرغم من الضغوط الفرنسية والدولية.
من جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن في كلمة له خلال مؤتمر دعم لبنان الذي عقد اليوم الأربعاء بدعوة من فرنسا، تقديم 100 مليون دولار لدعم لبنان.
وأكد بايدن تضامن الجميع من أجل إنقاذ لبنان بعد الانفجار المهول الذي أصابه منذ عام، لافتا إلى المعاناة الإضافية للشعب اللبناني خلال العام المنصرم جراء الأزمات السياسية والاقتصادية التي كان يمكن تفاديها.
وأعلن الرئيس الأمريكي عن مساعدات إنسانية من الولايات المتحدة بقيمة 100 مليون دولار تضاف إلى قرابة 560 مليون دولار قدمتها واشنطن كمساعدات إنسانية خلال السنوات الماضية.
وفي السياق، انطلقت بعد ظهر الأربعاء، مسيرات عدة في بيروت في ذكرى مرور عام على انفجار المرفأ الذي أودى بحياة أكثر من مئتي شخص ودمر أحياء في المدينة وفاقم انهياراً اقتصادياً ينهش البلاد، مطالبة بالعدالة ومحاسبة المسؤولين عن الكارثة.
ووسط انتشار لقوى الجيش والأمن، انطلق عند الساعة الثالثة والنصف (12:30 بتوقيت غرينتش) مئات المتظاهرين، بينهم محامون بردائهم الأسود وأطباء بزيهم الأبيض، من نقاط عدة باتجاه المرفأ.
وستكمل بعض التظاهرات مسيرها لاحقاً إلى مجلس النواب.
وفي الرابع من آب/أغسطس 2020، اندلع حريق في مرفأ بيروت تلاه عند الساعة السادسة وبضع دقائق (15:00 ت غ) انفجار هائل وصلت أصداؤه إلى جزيرة قبرص، وألحق دماراً ضخماً في المرفأ وأحياء في محيطه وطالت أضراره معظم المدينة وضواحيها.
ونتج الانفجار عن كميات ضخمة من مادة نيترات الأمونيوم مخزنة منذ 2014 في العنبر رقم 12 في المرفأ من دون إجراءات وقاية.
وتبين أن موظفين ومسؤولين سياسيين وأجهزة أمنية وعسكرية كانوا يعلمون بمخاطر تخزينها ولم يحركوا ساكناً.
وقتل الانفجار 214 شخصاً على الأقل بينهم موظفون في المرفأ وصوامع القمح وعناصر من فوج إطفاء كانوا يحاولون إخماد الحريق، كما قضى أشخاص في منازلهم جراء الزجاج المتساقط وآخرون في سياراتهم أو في الطرق والمقاهي والمحلات. ودفنت عائلات كثيرة مجرد أشلاء بقيت من أبنائهم.