شفق نيوز/ كشفت الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، ملامح الشراكة الاستراتيجية التي تريد أن تجمعها بالعراق، مؤكدة أن أولوياتها هي عراق مستقر وديمقراطي يسيطر على الميليشيات، ومنع عودة تنظيم داعش للظهور في البلاد.
وذكرت شبكة Voice of America الأميركية، أن إدارة الرئيس جو بايدن أعلنت في وقت سابق أنها ستعيد النظر في قرار الرئيس السابق دونالد ترامب القاضي بسحب أكبر عدد ممكن من قواته في العراق.
ونقلت الشبكة عن نائب السفير الأميركي في الأمم المتحدة ريتشارد ميلز، خلال اجتماعٍ افتراضي لمجلس الأمن الدولي حول العراق، عقد أمس الثلاثاء، قوله "ستظل الولايات المتحدة شريكاً ثابتاً وموثوقاً للعراق والشعب العراقي"، مضيفاً أن بلاده ستسعى لمساعدة العراق على فرض سيادته في مواجهة أعدائه داخلياً وخارجياً، عن طريق منع عودة ظهور داعش والعمل من أجل عراقٍ أكثر استقراراً.
وأشار إلى أنّ الإدارة الجديدة ستدعم جهود الإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد في العراق، وستواصل تقديم المساعدات الإنسانية، مؤكداً أن واشنطن ستدعم أيضاً جهود السيطرة على الميليشيات وأنشطة إيران المُزعزعة للاستقرار، مع توفير المشورة والدعم لقوات مكافحة الإرهاب التابعة للحكومة العراقية.
وبشأن الانتخابات البرلمانية المبكرة، أوضح ميلز أنّ الاستقرار يتطلّب انتخابات وطنية ذات مصداقية، والتي من المقرر عقدها في تشرين الأول المقبل.
وأكد أن أميركا تدعم المراقبة الدولية للانتخابات العراقية من أجل ضمان حرية، ونزاهة، ومصداقية الانتخابات، مشيراً إلى أن بلاده تتطلّع إلى التعاون مع العراق، ومجلس الأمن، والدول الأعضاء، والأمم المتحدة من أجل تحديد الشكل الأمثل الذي يجب أن تأخذه هذه الجهود.
وبينت الشبكة الأميركية أن الولايات المتحدة قدمت بالفعل 9.7 مليون دولار لبعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي) من أجل التحضير للانتخابات.
ودعا ميلز السلطات العراقية إلى التخطيط لتشديد الإجراءات الأمنية للانتخابات قائلاً إن "ظهور الميليشيات المسلحة، والمتشددين العنيفين، والمخربين هي من أخطر العقبات في طريق توفير البيئة المواتية للانتخابات".
فيما لفتت الشبكة الأميركية في تقريرها إلى أن جو بايدن لم يأتِ على ذكر العراق ولو مرة واحدة منذ توليه المسؤولية، ولا حتى عندما تحدث عن "عودة أميركا" للمسرح الدولي، لكن هذا التجاهل لأبرز حروب واشنطن اللانهائية لا يمكن أن يستمر، وهذه هي الأسباب.
وأشارت إلى أن بايدن ألقى بثقل إدارته وراء هدف معلن، وهو إنهاء الحرب المستمرة في اليمن منذ نحو 6 سنوات، واتخذ قرارات منها وقف الدعم الأميركي للعمليات العسكرية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية، وإلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، وهو ما قابلته جماعة الحوثي بالتصعيد العسكري داخل اليمن وخارجه وتحديداً في السعودية.
وتحدث بايدن مراراً عن الاتفاق النووي الإيراني وضرورة التزام طهران أولاً بالعودة لالتزاماتها، بموجب الاتفاق الموقع عام 2015، قبل رفع العقوبات الأميركية التي فرضها سلفه دونالد ترامب عندما انسحب من الاتفاق عام 2018، ولا تزال لعبة "عض الأصابع" قائمة بين إيران والولايات المتحدة، إذ يرغب كلاهما في إحياء الاتفاق النووي، ولكن من يرضخ أولاً هو لبّ الصراع الآن.
لكن رغم أن العراق يمثل إحدى أبرز نقاط الصراع المفتوح بين طهران وواشنطن منذ عام 2003، فإنه كان لافتاً عدم ذكر الرئيس الأميركي العراق مرة واحدة حتى الآن في خطاباته، بشأن السياسة الخارجية الأميركية، وهو ما أثار انتقادات داخلية وخارجية، وأطلق العنان لتفسيرات وتحليلات متعددة بشأن أسباب ذلك التجاهل.