شفق نيوز/ شب خلاف ، بعد أن خلصت تجربة سريرية لمنظمة الصحة العالمية إلى أن عقار "ريمديسيفير" المضاد للفيروسات ليس له تأثير يذكر على فرص مرضى "كوفيد-19" في النجاة.
وقالت شركة "جيلياد ساينسز" الأمريكية التي طورت العقار، إن تلك النتائج تبدو متعارضة مع الأدلة التي خلصت إليها دراسات أخرى أثبتت الفائدة السريرية لـ"ريمديسيفير" الذي استخدم كأحد الأدوية لعلاج إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكورونا.
وقالت الشركة: "نحن قلقون من أن البيانات من تلك التجربة العالمية المعروف عنها كل شيء سلفا لم تخضع للمراجعة الصارمة المطلوبة ليتسنى على أساسها إقامة نقاش علمي بناء"، لكن ريتشارد بيتو، وهو خبير مستقل عينته منظمة الصحة العالمية للتدقيق في نتائج الدراسة رفض انتقادات جيلياد.
وقال ريتشارد بيتو للصحفيين: "إنها نتيجة يعتمد عليها ولا تتركوا أي شخص يقول لكم خلاف ذلك لأنهم سيحاولون.. هذا دليل واقعي".
ووجهت نتائج الدراسة التجريبية التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية الخميس ضربة لأحد الأدوية القليلة المتاحة لعلاج مرضى "كوفيد-19".
وقالت المنظمة إن "ريمديسيفير" ليس له تأثير يذكر على مدة بقاء مرضى "كوفيد-19" في المستشفى أو فرصهم في النجاة.
وأجريت الدراسة التجريبية على 11266 مريضا بالغا في أكثر من 30 دولة، وشملت تقييم آثار أربعة أدوية محتملة، هي "ريمديسيفير"، و"هيدروكسي كلوروكين"، وعقار مضاد لفيروس "اتش.آي.في" مكون من خليط من عقاري "لوبينافير" و"ريتونافير"، وعقار "إنترفيرون".
وقالت منظمة الصحة العالمية إن الدراسة وجدت أن تلك الأدوية لم يكن لها تأثير يذكر على ما يبدو على معدل الوفيات أو مدة بقاء مرضى "كوفيد-19" في المستشفى.
وكانت بيانات من دراسة أمريكية لـ"ريمديسيفير" أجرتها جيلياد قد أظهرت أن العلاج قلص مدة التعافي من "كوفيد-19" بواقع خمسة أيام بالمقارنة مع المرضى الذين تناولوا دواء وهميا في تجربة شملت 1062 مريضا.
وكانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد أجازت استخدام "ريمديسيفير" للطوارئ في الأول من مايو، وأجازت عدة دول استخدامه بعد ذلك.
في غضون ذلك قال باحثون من جامعة نيومكسيكو إنهم تمكنوا من تحديد ثلاثة أدوية تساعد في سرعة الشفاء من عدوى كورونا الفيروسية، حسب موقع ساينز دايلي.
وقال تيودور أوبريا أستاذ الطب والعلوم الصيدلية بالجامعة، في ورقة بحثية، "نعتقد أننا وجدنا دواء مكافئا لريمديسفير وهو أرخص بكثير.. هو دواء مضاد للفيروسات ثبت أنه يقصر مدة الإقامة في المستشفى لأولئك الذين يتعافون من فيروس كورونا الجديد".
وفي الورقة البحثية التي نُشرت هذا الأسبوع في ACS Pharmacology & Translational Science ، أفاد أوبرا وزملاؤه، بالشراكة مع فريق في مركز العلوم الصحية بجامعة تينيسي، أن عقارا قديما مضادا للملاريا يسمى "أمودياكين" كان فعالًا في القضاء على الفيروس في تجارب أنبوب الاختبار.
وقال أوبريا، أحد معدي الورقة الجديدة، إن العقارين الآخرين، أحدهما مضاد للذهان ويُدعى "زوكلوفينتيكسول"، فيما الآخر لضغط الدم ويسمى "نيبيفولول"، تمكنا أيضا من إزالة الفيروس في المعمل.
ويعتقد الباحثون أن أيا من هذه الأدوية الثلاثة يمكن دمجه مع ريمديسفير أو دواء مضاد للفيروسات يسمى "فافيبيرافير" لشن هجوم أقوى على الفيروس، مشيرين إلى أن أي أدوية تُظهر نشاطا مضادا للفيروسات في بيئة معملية، ليس لديها نفس التأثير في الكائنات الحية.
واستخدم الباحثون طرقا حسابية لتحديد الأدوية المرشحة للقضاء على الفيروس.
وتم تكرار التجارب من قبل علماء في جامعة تينيسي بشكل مستقل، وقد أكدت أيضا فعالية الأدوية ضد الفيروس على حد قول أوبريا.
يشار إلى أن دكتور أوبريا كان واحدا من بين ثلاثة مرشحين واعدين تم تحديدهم في عملية تضمنت دراسة الخصائص الجزيئية لحوالي أربعة آلاف دواء معتمد للاستخدام البشري من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية والوكالات الأخرى. ويأمل الباحثون في العثور على أدوية تستهدف نقاط الضعف المعروفة في الفيروس.