شفق نيوز/ حذر المدير المشارك في مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي، جيمس أكتون، من أن أي هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية سيدفع الأخيرة إلى تسريع إنتاج سلاحاً نووياً.

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، عن أكتون قوله إن أي استهداف للمنشآت النووية الإيرانية سيزيد من إصرار طهران على صناعة أسلحة نووية بدلاً من ردعها.

ويوضح أكتون أن إيران تعتمد على أجهزة طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، على عكس المفاعلات النووية التي استهدفتها إسرائيل في العراق عام 1981 وسوريا عام 2007.

ويشرح أن إيران قد تستجيب لأي هجوم بنقل منشآتها إلى مواقع أكثر عمقًا تحت الأرض أو توزيع أجهزة الطرد المركزي في منشآت صناعية عادية، مما يصعّب من تعقبها. وهذا سيجبر إسرائيل على شن هجمات مستمرة كل عام أو عامين للحفاظ على تفوقها.

ويشير إلى أن إسرائيل قد تحتاج إلى القنبلة الخارقة للتحصينات (MOP) التي طورتها الولايات المتحدة لاستهداف منشآت مثل فوردو. ومع ذلك، حتى لو وافقت الولايات المتحدة على توفير هذه القنبلة، فإن استخدامها سيتطلب دعمًا أميركيًا لوجستيًا وعسكريًا.

ويحذر الخبراء من أن الهجوم قد يؤدي إلى اتخاذ إيران قراراً نهائياً بإنتاج سلاح نووي. يقول أكتون: "القيام بهذا الهجوم يجعل من المحتمل جدًا أن تتخذ إيران قرار إنتاج السلاح النووي".

وأضاف أن حصول إيران على سلاح نووي سيعزز جرأتها في مهاجمة إسرائيل أو استهداف المدنيين بالصواريخ، وقد يجعلها أكثر انفتاحًا في دعم وكلائها الإقليميين مثل حزب الله.

ويتفق كل من أكتون والبروفيسور هوشانغ أمير أحمدي، رئيس المجلس الأميركي الإيراني، على أن الدبلوماسية هي الخيار الأفضل. ويفضل المسؤولون الأميركيون هذا المسار لتجنب التصعيد العسكري.

وصرح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في حزيران/ يونيو 2024، أن إيران قد تنتج ما يكفي من المواد الانشطارية في غضون أسبوع أو أسبوعين. ومع ذلك، تحتاج إيران إلى خطوات إضافية لتحويل هذه المواد إلى سلاح نووي فعلي.

ورغم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي (JCPOA) في العام 2018، يرى أكتون إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد، ولو كان أقل شمولاً من الاتفاق السابق.

ويحذر أكتون من أن التخلي عن الدبلوماسية قد يكون مرجحًا إذا عاد دونالد ترامب إلى السلطة. وفي المقابل، يعتقد أن كامالا هاريس، إذا أصبحت رئيسة، ستكون أكثر ميلاً للتوصل إلى اتفاق، لكن من غير المرجح أن يكون ذلك أولوية بالنسبة لها.

وبحسب أمير أحمدي، فإن خياراً آخر يتمثل في استهداف البنية التحتية النفطية الإيرانية، مشيرًا إلى أن مثل هذا الهجوم قد يكون له تأثير أكبر من استهداف البرنامج النووي. وأوضح أن ضرب منشآت النفط الإيرانية قد يؤدي إلى شل الاقتصاد الإيراني، وربما إلى تغيير النظام.

لكنه حذر من أن مثل هذه الخطوة قد تؤدي إلى فقدان السيطرة على الوضع، قائلاً: "إذا حدث ذلك، فلن يكون بالإمكان التحكم في إيران".