شفق نيوز/ نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية، اليوم الإثنين، عن المرشد الأعلى في إيران "آية الله علي خامنئي"، ترحيبه بتطوير العلاقات مع مصر، بعدما شهدت علاقات البلدين فتوراً منذ العام 1979 الذي شهد وصول روح الله الخميني إلى السلطة عقب الإطاحة بنظام الشاه.
وجاءت تصريحات خامنئي خلال لقائه بسلطان عُمان هيثم بن طارق، الذي وصل إلى العاصمة طهران برفقة وفد مرافق له.
وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء قالت على موقعها الإلكتروني، إن "قائد الثورة الاسلامية خامنئي أكد أن تطوير العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وسلطنة عمان في جميع المجالات يخدم مصلحة البلدين، مرحّباً باستئناف العلاقات بين إيران ومصر بقوله:إن طهران ترحب بتحسين العلاقات الدبلوماسية مع مصر".
وجاءت تصريحات خامنئي في الوقت الذي تتخذ فيه دول بالشرق الأوسط من بينها مصر، خطوات لتخفيف التوتر في المنطقة، وفي شهر مارس/آذار 2023 وضعت السعودية وإيران حداً لسنوات من العداء واتفقتا على إعادة العلاقات
الدبلوماسية بموجب اتفاق توسطت فيه الصين.
إلا أنه منذ العام 1979 دخلت إيران تحت حكم الخميني في حالة عداء مع المعسكر الغربي، وتوترت علاقاتها مع مصر، خاصة بعد أن استضاف السادات، في مارس/آذار 1980 شاه إيران المعزول، الذي لم يجد بلداً آخر يقبله.
ورغم أن مصر اعترفت في أبريل/نيسان 1979 بجمهورية إيران الإسلامية، فإن الخميني قرر في مايو/أيار من العام نفسه قطع العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة، بسبب اتفاقية كامب ديفيد.
كذلك انزلقت العلاقات الثنائية إلى أسوأ مراحلها مع اندلاع الحرب بين إيران والعراق، في سبتمبر/أيلول 1980، والتي استمرت حتى 1988م، في تلك الحرب وقف السادات في البداية على الحياد الظاهري، مستنكراً قصف المدنيين في البلدين، لكنه لم يلبث أن اندفع بقوة مع الجانب العراقي، ثم تابعه الرئيس الراحل حسني مبارك.
تحسن طفيف بالعلاقات
ومع اندلاع ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 في مصر، سارعت إيران عن طريق مرشدها علي خامنئي إلى دعمها بصورة صريحة، حتى قبل أن يسقط مبارك، إذ أعلن خامنئي في خطبة الجمعة بطهران، يوم 4 فبراير/شباط 2011، أن نظام مبارك كان عميلاً لإسرائيل.
مع تولي الرئيس الراحل محمد مرسي كان واضحاً أن مصر تسعى لاتباع نهج أكثر استقلالية في سياستها الخارجية، فسعى لإعادة العلاقات مع إيران إلى سياق إقليمي متوازن، فقام بزيارة إلى طهران، في سابقة تاريخية.
كذلك زار الرئيس الإيراني الأسبق أحمدي نجاد مصر، في فبراير/شباط 2013، وتعددت اللقاءات بين المسؤولين والوفود الاقتصادية، ولم تصل هذه التطورات إلى غايتها، إذ سرعان ما وقع الانقلاب العسكري في مصر في يوليو/تموز 2013، لتعود العلاقات الإيرانية المصرية إلى المقاربة التي كانت سائدة في عهد مبارك.
وقبل أن يتولى منصب الرئاسة بأيام قليلة، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عودة مصر في علاقتها مع إيران إلى "مقاربة مبارك"، فقال: "نقول لأشقائنا في الخليج هي مسافة السكة.. لدينا القدرة على حماية أمننا القومي العربي".
أضاف السيسي أن "إيران تدرك أن العلاقة مع مصر تمر عبر الخليج العربي. الخليج أهلنا ويهمنا أن يعيش بسلام"، ثم ألمح إلى أن هذه المقاربة لا تشمل العداء أو التباعد التام مع إيران، فقال: "كل ما نسعى إليه مع إيران هو علاقة عادلة، من حقنا تأمين مصالحنا، كما يحق لإيران القلق على مصالحها".
حتى الساعة 10:30 بتوقيت غرينتش من الإثنين 29 مايو/أيار 2023، لم يصدر تعليق رسمي مصري على تصريحات خامنئي.