شفق نيوز- واشنطن
مصطفى هاشم
كشف البيت الأبيض عن المرتكزات الأساسية لإستراتيجية الأمن القومي الجديدة للرئيس دونالد ترمب، مؤكداً أن الإدارة الأميركية تمكنت خلال أقل من عام من "محو" المنشآت النووية الإيرانية وإنهاء ثماني حروب حول العالم، في سياق استعراض ما وصفه بـ"الإنجازات التاريخية" للعام الأول من الولاية الثانية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، في حديثها لمراسل شفق نيوز في واشنطن، إن "إستراتيجية الأمن القومي للرئيس ترمب تبني على الإنجازات التاريخية لعامة الأول بعد عودته إلى منصبه"، مشيرة إلى أن "الإدارة تحركت بسرعة تاريخية لاستعادة القوة الأميركية في الداخل والخارج وإحلال السلام في العالم".
وفي تطور لافت للنظر، أكدت كيلي في سياق استعراضها للإنجازات الأمنية أن ترمب "في أقل من عام، أنهى ثماني حروب، وأقنع أوروبا بتحمل مسؤولية أكبر عن دفاعها الخاص، وسهل مبيعات الأسلحة الأميركية لحلفاء الناتو، وتفاوض على صفقات تجارية أكثر عدلاً".
وأضافت بعبارة صريحة أن ترمب "محا المنشآت النووية الإيرانية".
واعتبرت أنه "بينما يواصل الرئيس ترمب جعل أميركا أكثر أماناً وثراءً وحرية وقوة من أي وقت مضى، فإن هذه الإستراتيجية هي خارطة طريق لضمان بقاء أميركا أعظم وأنجح دولة في تاريخ البشرية".
وفي سياق متصل، أوضح مسؤول في البيت الأبيض لوكالة شفق نيوز، أن إستراتيجية الأمن القومي تركز على أربعة محاور رئيسية تعيد تعريف الدور الأميركي عالمياً وهي كالتالي:
أولوية نصف الكرة الغربي: إعادة تأكيد التفوق الأميركي في نصف الكرة الغربي من خلال العمل مع الشركاء الإقليميين للسيطرة على الهجرة، ووقف تدفق المخدرات، وتعزيز الأمن براً وبحراً، في إشارة إلى تركيز الجهد الأمني على الحدود والحديقة الخلفية للولايات المتحدة.
إلزام الحلفاء بالدفع: ضمان تولي الحلفاء المسؤولية الأساسية عن الدفاع عن مناطقهم. واستشهد المسؤول بنجاح الرئيس ترمب في تأمين تعهد من حلفاء "الناتو" بإنفاق 5% من ناتجهم المحلي على الدفاع، وهو ما يمثل تحولاً كبيراً عن المعدلات السابقة.
السلام لفتح الأسواق: السعي لإبرام اتفاقيات سلام تهدف إلى تعزيز الاستقرار العالمي وتقوية النفوذ الأميركي، مع التركيز على "إعادة تنظيم الدول والمناطق بما يخدم مصالحنا" وفتح أسواق جديدة للاقتصاد الأميركي.
الاقتصاد كركيزة للأمن: تعزيز الاقتصاد الأميركي من خلال تجارة متوازنة، وتأمين الوصول إلى سلاسل التوريد والمعادن الحيوية، وإعادة التصنيع، وإحياء القاعدة الصناعية الدفاعية، وتنشيط قطاع الطاقة.
ويأتي هذا التصريح ليوضح أن الإدارة الأميركية الحالية ترى في القضاء على التهديدات النووية (مثل إيران) وإبرام الصفقات الاقتصادية والدفاعية الكبرى بديلاً عن التواجد العسكري المباشر أو خوض الحروب التقليدية.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد كشفت عن إستراتيجيتها للأمن القومي لعام 2025، والتي تحدد ملامح السياسة الخارجية والدفاعية للولايات المتحدة للسنوات المقبلة.
الوثيقة التي جاءت تحت شعار "أميركا أولاً"، وأطلعت عليها وكالة شفق نيوز، لم تكتفِ بإعلان نهاية حقبة التدخلات العسكرية وتغيير الأنظمة، بل قدمت هندسة جديدة كلياً للشرق الأوسط، تحوله من "مصدر للكوارث" إلى "شريك استثماري"، مسقطة في طريقها أحد أهم ملفات واشنطن طيلة عقدين "العراق".
وجاء في الوثيقة، التي تصدرها كل إدارة أميركية جديدة وتوجّه عمل عدد من الوكالات الحكومية، إن ترمب "سيستعيد التفوق الأميركي" في نصف الكرة الغربي ويضع المنطقة على رأس أولويات السياسة الخارجية للإدارة.
وتظهر الوثيقة المكونة من 29 صفحة، أن سياسة ترمب مدفوعة "قبل كل شيء بما يصلح لأميركا".
وحددت الوثيقة، أمن الحدود كعنصر أساسي في الأمن القومي (إنهاء الهجرة الجماعية)، وحماية القاعدة الصناعية الأميركية، والتفوق التكنولوجي.
أما بالنسبة للشرق الأوسط، فقد حددت الإستراتيجية هدفاً واضحاً وهو "منع أي قوة معادية من السيطرة على الشرق الأوسط وموارده"، مع التشديد الصارم على تجنب "الحروب الأبدية" التي استنزفت أميركا في الماضي.