شفق نيوز/ يصوّت حزب المحافظين البريطاني، يوم الاثنين، على سحب الثقة من رئيس الوزراء بوريس جونسون بعدما أطلق 54 نائبا من حزبه الخطوة في أعقاب سلسلة فضائح سددت ضربة للثقة في قيادته.
وذكرت وسائل اعلام غربية، ان جونسون قاوم على مدى شهور الدعوات لاستقالته بعدما بات على اثر الفضيحة التي تعرف بـ"بارتي غيت" أول رئيس وزراء بريطاني يخرق القانون وهو في منصبه.
وفي حال خسر جونسون، فسيتعيّن عليه التخلي عن زعامة الحزب المحافظ ومنصب رئيس الوزراء.
وكشفت نتائج تحقيق داخلي بأن جونسون أشرف على ثقافة قائمة على تنظيم حفلات خرقت قواعد الإغلاق المرتبطة بكورونا واستمرت حتى ساعات متأخرة من الليل وتخللها عراك بين موظفين في حالة سكر.
وحقق جونسون فوزاً ساحقاً في انتخابات كانون الأول/ديسمبر 2019 بعد تعهّده بـ"إنجاز بريكست" وتمسّك برفضه التنحي.
وأفاد رئيس الوزراء البالغ 57 عاماً بأنه يتحمّل المسؤولية عن حفلات "داونينغ ستريت"، مشيراً إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي للحكومة بينما شدد في الوقت نفسه على أن عليه المضي قدما في أداء مهامه.
وأكد ناطق باسم "داونينغ ستريت" أن جونسون "يرحّب بالفرصة التي تتيح له عرض موقفه أمام النواب"، واعتبر أن جلسة الاثنين ستمثّل "فرصة لوضع حد لتكهنات مستمرة منذ شهور والسماح للحكومة بطي الصفحة والمضي قدما للانتقال إلى تحقيق أولويات الناس".
من جانبه، قال رئيس "لجنة 1922" المسؤولة عن التنظيم في حزب المحافظين، غراهام برادي، إنه "تم تجاوز عتبة 15% من الفريق البرلماني الساعي للتصويت على الثقة في زعيم الحزب المحافظ".
وأضاف "بناء على القواعد القائمة، ستعقد جلسة التصويت بين الساعة 18,00 و20,00 (17,00 و19,00 ت غ) اليوم"، مشيرا إلى أنه سيتم عد الأصوات فورا بعد ذلك وستصدر النتيجة في وقت يُعلن عنه لاحقا.
وأفاد برادي بأنه تم إبلاغ جونسون في الليلة السابقة، بعد انتهاء أربعة أيام من الاحتفالات الوطنية باليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية، باكتمال النصاب الذي يحاجه إجراء التصويت.
وأكد "اتفقنا على جدول زمني لإجراء تصويت الثقة وشاركني الرأي نفسه وهو ما يتوافق أيضا مع القواعد المعمول بها بأن على التصويت أن يتم فور إمكانية إجرائه بما يتوافق مع المعقول وهو اليوم".
ولم يكشف برادي عدد الرسائل بشأن سحب الثقة التي تلقاها جونسون من النواب المحافظين، مشيرا إلى أن البعض وضعوا تواريخ على رسائلهم لما بعد الانتهاء من احتفالات اليوبيل.
وسيقرر النواب المحافظون الحاليون في البرلمان وعددهم 359 نائباً مصير جونسون عبر تصويت سري. وفي حال حصوله على تأييد نصف النواب زائد واحد، فلن يكون من الممكن إجراء تصويت مشابه بحقه قبل مرور عام.
لكن يمكن للحزب المحافظ أن يبدّل القواعد الداخلية للسماح بخطوة مشابهة تتحدى سلطة جونسون قبل عام.
وفي حال خسارته، لن يكون بإمكانه الترشّح في انتخابات رئاسة الحزب.
وتسري تكهّنات منذ فترة بأن جونسون قد يواجه تحديا لزعامته، في وقت يتراجع الدعم له في أوساط المحافظين.
واعتقد كثيرون بأنه سيواجه تصويتا لسحب الثقة في وقت سابق من العام في وقت تصاعدت حدة السجال المرتبط بـ"بارتي غيت"، لكنه تمكن من شراء الوقت جراء حرب أوكرانيا وقيامه بدور ريادي في الاستجابة لها.
لكن انتهاء تحقيق الشرطة في الفضيحة الذي تم بموجبها تغريم عشرات موظفي الحكومة والمسؤولين لحضورهم تجمّعات مخالفة للقانون خلال الوباء ونشر التقرير الداخلي أعادا إثار الجدل.
وكان النائب المحافظ جيس نورمان من بين آخر الشخصيات التي أعلنت عن عدم رضاها حيال رئيس الوزراء إذ نشر رسالة على الإنترنت صباح الاثنين موجّهة إلى جونسون شرح له فيها سبب فقدانه ثقته به.
وبينما عدد سلسلة مشاكل في ولايته، كتب نورمان "عملك على إطالة هذه المهزلة عبر بقائك في السلطة لا يشكّل إهانة للناخبين فحسب.. بل يجعل من حدوث تغيّر حاسم في الحكومة في الانتخابات المقبلة أمرا مرجحا أكثر".