ارتفع عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كوفيد-19 في بعض دول أميركا اللاتينية حتى أعلنت منظمة الصحة العالمية المنطقة بؤرة جديدة، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه دول عديدة حول العالم التخفيف من إجراءات الإغلاق العام الذي فرضته منذ أكثر من شهرين لمكافحة الوباء.
وفي حين تستعيد أوروبا حيث أودى الوباء بأكثر من 170 ألف شخص، إيقاع حياة طبيعية في شكل تدريجي، فإن أميركا اللاتينية تشهد تفشيا واسع النطاق للوباء مع تداعيات كارثية على الاقتصاد والوظائف.
وأمس الجمعة أعلنت المنظمة أن أميركا اللاتينية باتت تشكل "بؤرة جديدة" لوباء كوفيد-19، مع وضع يثير القلق خصوصا في البرازيل.
وقال مسؤول الحالات الطارئة في المنظمة مايكل راين في مؤتمر عبر الإنترنت من جنيف إن "أميركا الجنوبية باتت بؤرة جديدة للمرض"، ثم أضاف "نحن نرى أن عدد الإصابات يزداد في العديد من الدول الأميركية الجنوبية".
والقلق يشمل العديد من هذه الدول، ولكن من الواضح أن البرازيل هي الأكثر تضررا حتى الآن".
البرازيل:
سجلت البرازيل أكثر من 330.890 إصابة و21048 ألف وفاة، علما بأن عدد سكانها يناهز 210 ملايين نسمة، ما يجعلها البلد الثاني الأكثر تضررا على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة.
وغالبية الحالات أحصيت في منطقة ساو باولو لكن مقدار الإصابة وفق عدد السكان هو الأكبر في ولاية الأمازون حيث أصيب نحو 490 شخصا من كل مئة ألف شخص، وهي نسبة عالية".
وقالت مجموعة من العلماء البرازيليين إن الأرقام الرسمية لا تعكس إلى حد بعيد واقع تفشي الوباء في البلاد، موضحة أنها أدنى بخمس عشرة مرة على الأقل من الحقيقة ما يعني أن عدد المصابين يتجاوز 3,6 ملايين شخص.
بيرو:
أعلنت وزارة الصحة البيروفية، أن بيرو، ثاني أكثر الدول تضررا من وباء كوفيد 19 في أميركا اللاتينية بعد البرازيل، تجاوزت عتبة 100 ألف إصابة مؤكدة و3000 حالة وفاة.
وبلغ عدد الحالات المبلغ عنها الآن 108769 حالة منها 3148 حالة وفاة، وفقا لأحدث تقرير صادر عن الوزارة نشر على تويتر، بينما تعيش البلاد أسبوعها التاسع من الإغلاق.
الإكوادور:
تجاوزت الإكوادور الجمعة عتبة الثلاثة آلاف وفاة جراء جائحة كوفيد-19، على ما أعلن وزير الصحة في هذه الدولة التي تُعتبر بين البلدان الأكثر تضررا من فيروس كورونا المستجد في أميركا اللاتينية.
وقال الوزير خوان كارلوس زيفالوس في مؤتمر صحفي "للأسف لدينا 3056 وفاة" بسبب الفيروس، لافتا إلى أن هناك 35828 إصابة مؤكدة في الإكوادور.
وإضافة إلى الوفيات الـ 3056 التي سبّبتها الجائحة، تقول الحكومة إن هناك 1892 حالة وفاة اخرى يرجح أن تكون مرتبطة بفيروس كورونا.
واعترف رئيس الإكوادور لينين مورينو في وقت سابق بأن حكومته تواجه "مشاكل" في معالجة تكدس جثث ضحايا فيروس كورونا المستجد بسبب انهيار نظام المستشفيات ونقص الأماكن في المشارح.
الأرجنتين:
في الأرجنتين، ضرب فيروس كورونا العاصمة بشكل خاص، إذ قال الرئيس في مؤتمر صحفي إنّ "منطقة العاصمة البالغ عدد سكّانها 14 مليون نسمة "فيها أعلى كثافة سكّانية وأكبر عدد مصابين بالفيروس".
وأضاف "منطقة العاصمة تضمّ 86% من حالات الإصابة على المستوى الوطني، وهي المركز الرئيسي للإصابات".
وأحصت الأرجنتين 10649 إصابة بكوفيد-19، فضلاً عن 433 وفاة، بينما تماثل 1659 للشفاء.
وتمّ تمديد فترة الحجر في بوينس آيرس ومحيطها حتّى 24 مايو الجاري، لكن من المرجح أن تقرر الحكومة تمديدا آخر بسبب تزايد عدد الحالات المؤكدة مع تزايد عدد الاختبارات.
في حين قد يُعاد فتح بقيّة أنحاء الأرجنتين اعتمادًا على قرارات السلطات المحلّية، حسب ما أعلن الرئيس ألبرتو فرنانديز الجمعة. ويتواصل الحجر في الأرجنتين منذ خمسين يوماً.
المكسيك
أشارت بيانات وزارة الصحة بالمكسيك إلى تسجيل عدد قياسي من حالات الوفاة اليومية بفيروس كورونا الجمعة، بلغ أكثر من 479 حالة إضافة إلى 2960 حالة إصابة جديدة.
وسجلت المكسيك في المجمل 62527 حالة إصابة بكورونا و6989 حالة وفاة منذ اكتشاف أول حالة في أواخر فبراير .
وتم تسجيل الذروة السابقة في حالات الوفاة في 20 مايو عندما أعلنت السلطات وفاة 424 شخصا.
ومن بين البلدان الأخرى الأكثر تضرراً في المنطقة، كولومبيا (143 ألفا و939 إصابة و562 حالة وفاة) وجمهورية الدومينيكان (11 ألفا و739 إصابة و424 وفاة) وبنما (9449 إصابة و69 وفاة).
خطر الجوع والفقر يتربص بأميركا اللاتينية
منظّمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) حذرت في تقرير نشر الثلاثاء، من أنّ جائحة كوفيد-19 ستؤدّي إلى زيادة الجوع والفقر في أميركا اللاتينية.
وقالت المنظمة في تقريرها إنّ "الأمن الغذائي للمنطقة تفاقم في السنوات الأخيرة، وقد يكون لهذه الأزمة الجديدة تأثير خطر على بعض البلدان والمناطق".
ولهذا السبب، ناشدت المنظمة الأممية حكومات هذه الدول إعلان الغذاء والزراعة أنشطة استراتيجية ذات مصلحة عامة وطنية.
وقال الممثّل الإقليمي للفاو خوليو بيرديغو في بيان إنّه "من الضروري الحفاظ على ديمومة النظام الغذائي كي لا تتحوّل الأزمة الصحية إلى أزمة غذائية".