شفق نيوز/ قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الفيضانات والحرائق والحرارة شديدة الارتفاع تمثل جرس إنذار لتهديد وشيك لكوكب الأرض.
وأضافت الصحيفة في تقرير، "نستطيع أن نشاهد ذلك من خلال موجات الحر الحارقة في شوارع تكساس وفلوريدا وإسبانيا والصين، وحرائق الغابات غير المسبوقة التي لا تزال مشتعلة في كندا، والتي تسببت في تصاعد أعمدة من الدخان الخطير إلى الولايات المتحدة".
ونقلت عن علماء قولهم: "هذه الظواهر ناجمة عن تغير المناخ، إنها ستزداد مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب".
ولفت العلماء إلى أن الأبحاث تظهر أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري البشرية، خاصة من حرق الوقود الأحفوري، قد رفعت درجة حرارة الأرض بنحو 1.2 درجة مئوية (2.2 فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.
وأكدوا أنه "ما لم تغير البشرية بشكل جذري طرق السفر وتوليد الطاقة وإنتاج الغذاء، فإن متوسط درجة الحرارة العالمية في طريقه للزيادة بأكثر من 3 درجات مئوية (5.4 فهرنهايت)".
وقاس العلماء متوسط درجة حرارة الأرض العالمية في 4 يوليو/ تموز الجاري، وهو يوم يكون عادة دافئًا، ليكتشفوا بأنه الأكثر سخونة على الإطلاق، حيث زاد متوسط درجة الحرارة عن 17 درجة مئوية (62.6 فهرنهايت)، وهي أعلى درجة حرارة وصلت إليه في آخر 125 ألف عام.
وفسرت أوتو "عضو في الشبكة العالمية لتتبع الطقس" ما يجري حاليًا من فيضانات وجفاف وحرائق ودرجات حرارة مرتفعة جدًا، كما يلي: "كلما كان الهواء أكثر دفئًا، زادت كمية المياه التي يمكن أن يحتفظ بها؛ مما يحول الغلاف الجوي إلى إسفنجة عطشة تمتص الرطوبة من الغطاء النباتي والتربة.. يؤدي هذا إلى تفاقم موجات الجفاف، ويمهد الطريق لحرائق الغابات مثل تلك التي اجتاحت كندا هذا الصيف".
وتابعت: ارتفعت درجات الحرارة في الأقاليم الشمالية الغربية إلى 100 فهرنهايت خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أدى إلى اشتعال الحرائق التي كانت بالفعل خارجة عن السيطرة، أما الجانب الآخر لهذه الظاهرة فهو أن الجو الأكثر دفئًا ورطوبة يزيد أيضًا من كمية المطر التي يمكن أن تسقط خلال عاصفة معينة، فعلى سبيل المثال في فيرمونت ونيويورك هذا الأسبوع، سقطت كمية أمطار على مدى يومين تعادل تلك التي تسقط في شهرين، أسرع بكثير مما يمكن أن تمتصه الأرض المشبعة والتضاريس الجبلية في المنطقة، مع العلم أن آثار هطول الأمطار الغزيرة أكثر كارثية في البلدان الفقيرة، حيث يكون لدى الناس والحكومات موارد أقل بكثير للتعامل معها.
واختتمت الصحيفة تقريرها بدعوة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ دول العالم إلى خفض الانبعاثات إلى النصف تقريبًا بحلول عام 2030، والقضاء على التلوث الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الأرض بحلول منتصف القرن.
وقالت: "يمكن للبشر إطلاق حوالي 500 جيجا طن إضافي من ثاني أكسيد الكربون فقط للحصول على فرصة متساوية في الحفاظ على درجات الحرارة أقل من عتبة يمكن التحكم فيها".