شفق نيوز/ اعتبرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، الاسرائيلية أن التطورات الاخيرة في المنطقة تشير الى الحلف والشراكة المتنامية بين الاتراك والايرانيين والروس، وان هدفهم هو استبدال النفوذ الاميركي وتقاسم مناطق النفوذ بينهم في الشرق الاوسط.
وأشارت الصحيفة الاسرائيلية في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز بداية الى زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الاخيرة الى انقرة ومحادثاته الرائعة والاخوية التي اجراها، وهي بحسب الصحيفة تعكس الحلف المتنامي بين تركيا وإيران في المنطقة، ناقلة عن ظريف قوله ان هناك 400 سنة من خبرة العلاقات بينهما من اجل السلام في المنطقة وان الدولتين معا "كل شيء ممكن التحقق".
كما ذكرت الصحيفة بانحياز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى روسيا بعدما هاجم الرئيس الاميركي جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين واصفا اياه ب "القاتل"، حيث قال اردوغان ان هذا تصريح بايدن هذا غير مقبول ولا يليق برئيس.
واعتبرت الصحيفة ان هذه الامور أبعد من مجرد تصريحات كلامية، اذ تعكس رسالة من أنقرة بأن روسيا وتركيا يتزايد تقاربهما اكثر كلحفاء وشركاء، وانهما يعملان معا في سوريا وليبيا والقوقاز، وان هدفهما استبدال النفوذ الاميركي وتقاسم الشرق الاوسط بينهم.
وعلى سبيل المثال، اشارت الصحيفة الاسرائيلية الى ان تركيا جعلت المتمردين السوريين الذين كانوا يقاتلون النظام السوري المدعوم من الروس، يبدلون مسارهم ويحاربون الكورد، كما ان تركيا شحنت المتمردين السوريين للقتال في أماكن أخرى لإضعاف الثورة، مضيفة انه بعد عشرة اعوام على اندلاع النزاع الصراع السوري، فإن تركيا هي المسؤولة عن "تهميش" الثورة.
وبالاضافة الى ذلك هناك إيران. وتعمل تركيا وروسيا وايران معا في عملية استانا منذ العام 2017 لادارة سوريا، وقد استبعدوا الولايات المتحدة. وتمثل زيارة ظريف الى انقرة، واحدة من العديد من الزيارات التي عمل خلالها المسؤولون الاتراك ونظرائهم الايرانيون معا واظهروا حرارة ارتباطهم.
وتسعى تركيا الى تعزيز التجارة مع ايران مع خلال روابط سكك الحديد، وتريد من روسيا المزيد من صواريخ "اس 400" وغيرها من المعدات العسكرية.
وعبرت وسائل الاعلام التركية عن مدى تعزز العلاقات، وذكرت صحيفة "حرييت" ان رئيس جهاز الاستخبارات حقان فيدان حضر محادثات ظريف في انقرة بحسب مصادر وزارة الخارجية التركية.
واشارت الصحيفة الاسرائيلية الى ان الاتفاق الاخير بين بغداد واربيل حول أمن سنجار والحوار المكثف بين تركيا والعراق، يستهدف كبح نفوذ حزب العمال الكوردستاني في الشمال العراقي والشرق السوري.
وفي هذه الاثناء، اصدرت تركيا وروسيا وقطر بيانا مشتركا في الاسبوع الماضي، بعد محادثات بين وزراء خارجية الدول الثلاث في الدوحة، يتعهدون فيه بالدفاع عن "وحدة الاراضي السورية وفقا لميثاق الامم المتحدة".
واشارت "جيروزاليم بوست" الى انه قبل شهر كانت هناك شائعات بأن تركيا وايران قد تصطدمان في العراق، ولكن يبدو الان ان الدولتين وضعتا خلافاتهما جانبا، مضيفة ان تركيا تريد من ايران ان تساعدها في محاربة الكورد الذين تعتبر انهم جزء من حزب العمال الكوردستاني.
واعتبرت الصحيفة ان تركيا تحاول حظر احزاب المعارضة بوصفهم ب"الارهاب" مثل حزب العمال الكوردستاني، وانه بينما اعربت واشنطن عن قلقها ازاء ذلك، فان تركيا تأمل ان تحتذي بنموذج النظام الاستبدادي كذلك القائم في روسيا وايران، وهي تتعلم من روسيا كيفية التعامل مع المعارضين، كما فعلت في قضية المعارض الروسي اليكسي نافالني.
وتابعت الصحيفة ان أنقرة اعتادت طوال سنوات ان تقول شيئا لموسكو وطهران حول الشراكة، بينما تقول شيئا آخر لواشنطن بأنها تقف ضد روسيا وايران، مضيفة ان انقرة استفادت من اللوبيات القوية المؤيدة لها في واشنطن من اجل تصحيح الصورة حول كيفية محاربة انقرة الارهاب، الى كيفية تحديها لروسيا وايران جيوسياسيا.
لكن الحقيقة، بحسب الصحيفة الاسرائيلية، ان تركيا كانت دائما تعمل عن كثب مع روسيا وايران، وهي "اخترعت" تهديدا ارهابيا وهميا من منطقة عفرين الكوردية في العام 2018 لتبرير الغزو. واضافت ان تركيا ادعت انها تحارب داعش بينما كانت تسمح لعائلات الدواعش بالانتقال من الرقة من ادلب.
واشارت الى ان الزعيم السابق لداعش ابوبكر البغدادي تم العثور عليه في ادلب على بعد مسافة مئات الامتار عن الحدود التركية. وتابعت ان تركيا تزعم الان انها تنأى بنفسها عن بعض الناشطين المتطرفين لجماعة الاخوان المسلمين من اجل محاولة اصلاح الامور قليلا مع بعض الدول العربية في المنطقة.
وختمت بالقول ان هذا هو الهدف البعيد المدى لتركيا في تحسين العلاقات مع دول في المنطقة، وتركيب تحالفها مع ايران وروسيا من اجل شرعنة احتلالها المستمر لاجزاء من سوريا وقواعدها في العراق.