شفق نيوز/ أفادت منظمة استقصائية سويسرية غير حكومية بأن حوثيين من اليمن يقاتلون في أوكرانيا إلى جانب القوات الروسية عبر شركة ضالعة في تهريب الأسلحة، مؤكدة وجود تواصل وثيق بين جماعة "أنصار الله" والكرملين.
قال نشطاء إن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين. وتتهم الولايات المتحدة روسيا منذ أشهر بالسعي إلى توفير أسلحة للمتمردين الحوثيين اليمنيين المدعومين من إيران والذين يعوقون منذ عام حركة التجارة الدولية عبر استهدافهم سفنا في البحر الأحمر.
وسُجِّل تقارب بحكم الأمر الواقع بين موسكو وطهران اللتين يجمعهما خصوصا عداؤهما لواشنطن.
وذكرت لو أوزبورن، من منظمة "إنباكت" Inpact السويسرية غير الحكومية (واسمها مختصر لعبارة Investigations with impact أي "استقصاءات ذات تأثير")، إن العقود المبرمة بين المرتزقة الحوثيين والجيش الروسي تمر عبر شركة مقرها في سلطنة عمان مرتبطة بالبرلماني اليمني المؤيد للحوثيين عبد الولي عبده حسن الجابري.
وأكدت أوزبورن لوكالة فرانس برس الأربعاء (27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024) أن الجابري "ضالع في تجارة الأسلحة بين روسيا والحوثيين"، مؤكدة ما أورده تحقيق استقصائي أجرته صحيفة "فايننشل تايمز" نهاية الأسبوع الجاري.
ولم يردّ الحوثيون على استفسارات وكالة فرانس برس التي تواصلت معهم أمس الثلاثاء. وقال دبلوماسي أوكراني طلب عدم نشر اسمه "ليس لدينا أي دليل"، معتبرا أن "لا حدود" لدى الروس.
ويستهدف الحوثيون منذ أشهر سفنا في البحر الأحمر يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو بريطانيا، في إطار عمليات يقولون إنها لدعم الفلسطينيين على خلفية الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وزار وفد حوثي رسمي موسكو في يناير/كانون الثاني الفائت حيث بحث مع المسؤولين الروس في "ضرورة تكثيف الجهود للضغط" على الولايات المتحدة وإسرائيل لوقف الحرب في قطاع غزة، بحسب ما أعلن الناطق باسم المتمردين اليمنيين محمد عبد السلام. وكتب عبد السلام على منصّة "إكس" يومها أن الوفد التقى نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف.
واتهمت الولايات المتحدة روسيا في أيلول/سبتمبر الفائت بأنها تجري مباحثات مع الحوثيين الذين باتوا يسيطرون على أجزاء كبيرة من اليمن نتيجة حرب أهلية مستمرة منذ عشر سنوات.
وأشارت لو أوزبورن إلى أن "بعض المقاتلين يُجنّدون في العاصمة الأردنية عمّان أثناء عملهم في المطاعم" ولا يتمتعون بخبرة عسكرية فعلية. وأضافت أنهم "يتلقون وعودا بتقاضي عشرة آلاف دولار في البداية، ثم 2500 دولار شهريا، لكن عندما يصلون، يستقبلهم الجيش الروسي ويدفع لهم 260 دولارا شهريا"، مشيرة إلى أن عددهم بضع مئات.
وكانت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية قد ذكرت أن بعض الرجال تلقوا وعودا بالحصول على وظائف ذات رواتب عالية وفرصة للحصول على الجنسية الروسية. ولكن عند وصولهم إلى روسيا، تم إجبارهم على القتال مع الجيش الروسي وتم إرسالهم فورا إلى جبهة القتال في أوكرانيا.
ويمر المقاتلون عبر سلطنة عمان قبل إرسالهم إلى روسيا. ولم تتوافر لدى "إنباكت" الثلاثاء معلومات إضافية عن تدريبهم المحتمل قبل إرسالهم إلى الجبهة وعن كيفية تأمين الترجمة اللغوية لهم.