شفق نيوز/ أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، اليوم الخميس، العمل على برنامج لبناء شبكة من المسيرات البحرية بالتعاون مع إسرائيل والسعودية ودول أخرى في منطقة الخليج العربي لمراقبة أنشطة الجيش الإيراني، فيما بيّن مسؤولون أمريكيون أن البرنامج يعكس جهودا بقيادة واشنطن لتوحيد إسرائيل وجيرانها في الخليج لإنشاء شبكة دفاع جوي إقليمية.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن "البحرية الأميركية تعمل مع إسرائيل والسعودية ودول أخرى في الشرق الأوسط لبناء شبكة من المسيرات البحرية (زوارق غير مأهولة يتم التحكم بها عن بعد) في إطار سعيها لتقييم نشاط الجيش الإيراني بالمنطقة،
وأضافت الصحيفة أن "وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تأمل من هذا البرنامج أن يكون نموذجا للعمليات في جميع أنحاء العالم".
وامتنع الضباط الأميركيون عن "الكشف عن عدد المسيرات الجوية والبحرية التي نشرتها الولايات المتحدة وحلفاؤها أو الإدلاء بتفاصيل حول مكان وكيفية استخدامها، قائلين إن هذه المعلومات سرية"، لكنهم قالوا إن "الزوارق المسيرة والطائرات بدون طيار تمنحهم رؤية أفضل لمياه المنطقة".
وبحسب الصحيفة، فان البحرية الأميركية تتوقع أن "يكون لديها 100 مسيرة بحرية صغيرة مخصصة للاستطلاع - ساهمت بها دول مختلفة - تعمل من قناة السويس في مصر إلى مياه الخليج العربي قبالة الساحل الإيراني، حيث تزود هذه الزوارق غير المأهولة مقر الأسطول الأميركي الخامس في البحرين، بالمعلومات".
وبينت الصحيفة الأمريكية أن "جهود الولايات المتحدة وحلفائها تأتي مع تزايد القلق بشأن نفوذ إيران المتزايد في أحد أهم الطرق الاقتصادية بالعالم"، مبينا أن "طهران ونشرت سفناً وغواصات مزودة بطائرات مسيرة وحذرت من استعدادها لاستخدامها".
وقال قائد الجيش الإيراني، عبد الرحيم موسوي، للصحفيين أثناء زيارة قام بها الرئيس بايدن مؤخرا إلى المنطقة: "إذا أخطأ الأعداء، فإن هذه الطائرات بدون طيار ستقدم لهم ردا مؤسفا".
واتهمت الولايات المتحدة، طهران باستخدام طائرات مسيرة لاستهداف ناقلة تجارية تابعة لإسرائيل قبالة سواحل إيران العام الماضي في هجوم أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الطاقم. ونفت إيران ذلك.
وقال مسؤولون أميركيون، يوم أمس الثلاثاء، إن سفينة يديرها الحرس الثوري الإيراني حاولت الاستيلاء على مسيرة بحرية أميركية - مزودة بكاميرات ورادار وأجهزة استشعار أخرى - لكنها تخلت عن ذلك عندما اقتربت سفينة حربية وطائرة هليكوبتر أميركية من الموقع في مياه الخليج.
وقال النقيب مايكل براسور، الذي يرأس فرقة البحرية الأميركية العاملة على بناء أسطول المسيرات البحرية في الشرق الأوسط، "أعتقد أننا حقا على أعتاب ثورة تكنولوجية للزوارق المسيرة غير المأهولة".
ويعد البرنامج، الذي دخل شهره السادس، جزءا من "علاقة تعاونية مزدهرة" بين الولايات المتحدة وإسرائيل ودول الخليج في أعقاب اتفاقيات إبراهيم.
ويعكس البرنامج "جهودا أخرى بقيادة الولايات المتحدة لتوحيد إسرائيل وجيرانها في الخليج لإنشاء شبكة دفاع جوي إقليمية".
ويدير الأسطول الخامس للولايات المتحدة شبكة من الأنظمة المأهولة وغير المأهولة وفقا للقانون الدولي. ,يعزز دمج الأنظمة غير المأهولة والذكاء الاصطناعي في عمليات الأسطول من اليقظة البحرية للقوات الأمريكية والشركاء الدوليين في المياه في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما تقول البحرية الأميركية.
ووفقا للصحيفة فإن "أفراداً من البحرية الأميركية والمتعاقدين من مركز العمليات الروبوتية في المنامة، يراقبون تقدم المسيرات البحرية، حيث تعرض شاشات الفيديو تنبيهات حمراء وامضة عندما تحدد هذه الزوارق غير المأهولة الأهداف المظلمة أو التهديدات المشتبه بها تختبر البحرية الأميركية مجموعة من المسيرات البحرية، بما في ذلك واحدة تشبه قارب سريع ويمكن أن تصل سرعتها إلى ما يقرب من 90 ميلا في الساعة، كما تعمل البحرية الأميركية، مع المسيرات من طراز "Predator" وزوارق غير مأهولة من نوع "Saildrone"، والتي يمكنها البقاء في البحر لمدة ستة أشهر".
وقال نائب الأدميرال براد كوبر، إن الأسطول أثبت قيمته من خلال الكشف عن نشاط مثل تحرك سفينة بحرية صينية عبر المنطقة، وعمليات النقل المشبوهة من سفينة إلى سفينة، والسفن التي تستخدم أجهزة التعقب الإلكترونية لإخفاء هوياتهم.
وتابع: "لقد تمكنا من اكتشاف نشاط لم نكن نعلم أنه كان يحدث من قبل".
وتعد المسيرات البحرية التي يجري اختبارها الآن غير مسلحة. لكن محللي الدفاع يتوقعون أن تتحرك البحرية نحو تجهيز بعضها بالأسلحة في المستقبل - وهو أمر من المرجح أن يثير جدلا حادا، وفقا للصحيفة الأميركية.