شفق نيوز/ تصاعدت النزعة القومية التركية قبيل جولة إعادة الانتخابات التركية لتحديد الفائز برئاسة البلاد، مما أثار قلق الكورد الذين يشكلون عنصر حسم في التصويت، خشية فوز رجب طيب أردوغان الذي تتهمه القوى الكوردية بانتهاج سياسة عدائية خلال عقدين، بحسب تقرير لرويترز.
وأعلنت الأحزاب الموالية للكورد في تركيا اليوم الخميس، دعمها لمرشح الرئاسة المعارض كمال كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية.
ويخشى الكورد المعارضون للرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن فوزه في الانتخابات الرئاسية قد يعزز حملة القمع التي تشنها الدولة ضدهم منذ سنوات، مع تصاعد النبرة القومية قبل الانتخابات التي ستجرى يوم الأحد.
ويُنظر إلى الكورد، الذين يشكلون نحو خُمس سكان تركيا، على أنهم ربما يكونوا عنصر الحسم بالنسبة للمعارضة التي تأمل في إنهاء حكم أردوغان المستمر منذ 20 عاما.
وبدأ الرئيس التركي عهده في البداية بالتودد للكورد لكنه قمعهم بشدة بعد ذلك.
لكن نسبة التأييد لأردوغان مرتفعة قبيل انتخابات يوم الأحد بعدما تفوق في الجولة الأولى على المعارض كمال كليتشدار أوغلو، رغم دعم ستة أحزاب له إلى جانب حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للكورد.
وبالنسبة لبعض الناخبين الكورد، لن تكون هناك مخاطر أكبر من ذلك مع تشديد أردوغان نبرته القومية في محاولة لكسب أصوات المزيد من الناخبين قبل جولة الإعادة.
وقال مسؤولون من حزب الشعوب الديمقراطي وحلفاؤهم من حزب اليسار الأخضر إنهم يسعون إلى التغيير في جولة الإعادة، وإن موقفهم بقي كما هو لكنهم لم يذكروا كليتشدار أوغلو بالاسم.
وذكرت برفين بولدان، الرئيسة المشاركة لحزب الشعوب الديمقراطي، إنهم سيصوتون يوم الأحد لإنهاء "نظام الرجل الواحد" لأردوغان.
وأضافت "النظام الغريب الذي أسسه أردوغان وشركاؤه سبب المشاكل المجتمعية التي نعاني منها، ما سيتم التصويت عليه في 28 ايار/ مايو هو مدى إمكانية استمرار هذا النظام الغريب من عدمه".
وفاز حزب الشعوب الديمقراطي بنسبة 61% في مدينة ديار بكر التي تقطنها أغلبية كوردية في جنوب شرق تركيا، في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 14 أيار/ مايو، بينما حصل حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان على 235. لكن على مستوى البلاد، حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 8.9%.
وتعقدت مسألة دعم حزب الشعوب الديمقراطي لكليتشدار أوغلو هذا الأسبوع بسبب اتفاق مع حزب مناهض للهجرة قال عنه حزب الشعوب الديمقراطي إنه "يتعارض مع مبادئ الديمقراطية العالمية".
وفي سنواته الأولى في السلطة، منح أردوغان المزيد من الحقوق السياسية والثقافية للكورد، وألغى القيود المفروضة على استخدام اللغة الكوردية، وأشرف على عملية سلام مع حزب العمال الكوردستاني، الذي حمل السلاح ضد الدولة في عام 1984، وتعتبره تركيا وحلفاؤها في الغرب جماعة إرهابية.
لكن بعد انهيار وقف إطلاق النار في عام 2015، غير أردوغان مساره وشنت السلطات حملة قمع أدت إلى اعتقال الآلاف من أعضاء حزب الشعوب الديمقراطي، عادة بتهمة الضلوع في أعمال مسلحة، مع عزل العديد من المشرعين ورؤساء البلديات المنتمين للحزب من مناصبهم وسجنهم.
واستغل أردوغان دعم حزب الشعوب الديمقراطي لكليتشدار أوغلو، واتهم المعارضة مرارا بتأييد الإرهاب.
وينفي حزب الشعوب الديمقراطي الاتهامات بأن له علاقات مع مسلحين.
كما لفت أردوغان الانتباه مرارا إلى شريط فيديو مزيف لاتهام كليتشدار أوغلو بأن له صلات بحزب العمال الكوردستاني، الذي يشن تمردا راح ضحيته أكثر من 40 ألف قتيل.
ووصف كليتشدار أوغلو هذه الاتهامات بأنها افتراءات.
لكن موقف أردوغان أيده سنان أوغان، وهو قومي متشدد حل في المركز الثالث في الجولة الأولى من الانتخابات.
وقال أوغان إن تأييده للرئيس التركي يستند إلى مبدأ "النضال المستمر ضد الإرهاب" في إشارة إلى الجماعات الموالية للكورد.