شفق نيوز/ أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اعتقال 340 شخصاً على خلفية الأحداث التي اندلعت خلال التوترات في مدينة "فان" جنوب شرقي البلاد، بعدما اعترض حزب معارض على إلغاء فوز مرشحه، بسبب سجله الجنائي ومنح المنصب لمرشح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم.
وقال يرلي كايا، في منشور له على منصة "إكس"، إن قوات الأمن أطلقت عملية "بوزدوغان-20" التي أسفرت عن اعتقال 340 مشتبهاً بهم نفذوا أعمالاً غير قانونية في الشوارع نيابة عن "المنظمة الإرهابية الانفصالية"، وفق تعبيره.
وأضاف الوزير التركي أن "عمليات الاعتقال تمت في 14 مقاطعة منها فان وديار بكر وإزمير وماردين وأنطاليا ومرسين والعاصمة أنقرة".
وأكد وزير الداخلية التركي أن المشتبه بهم هاجموا قوات الأمن بالحجارة، وأبدوا مقاومة بعدم التفرق رغم التحذيرات، ورددوا شعارات تشيد بـ"المنظمة الإرهابية الانفصالية"، وقاموا بالدعاية لها عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
وخرج المئات من أنصار الحزب "الكردي" إلى شوارع مدينة فان قبل أن تتدخل الشرطة وتلقي غازات مسيلة للدموع لتفريق المظاهرات، فيما أعلنت السلطات حظر المسيرات والتظاهرات في المقاطعة لمدة 15 يوماً.
ورغم قرار السلطات استمر المتظاهرون بأعمال الشغب، قبل أن يقبل المجلس الأعلى للانتخابات الطعن المقدم من حزب "ديم" لإعادة مرشحه عبدالله زيدان لمنصب رئيس بلدية الولاية.
وبعد قرار المجلس الأعلى للانتخابات، خرج أيضاً المئات إلى الشوارع لإظهار الفرحة رغم حظر المسيرات والتجمعات، فيما أصدر الحزب بياناً قال فيه، إن قرار المجلس الأعلى للانتخابات جاء نتيجة لـ"مقاومة الشعب الكردي".
وكانت ولاية فان شرقي تركيا، قد شهدت أعمال شغب دفعت الشرطة وقوات حفظ النظام للتدخل، وذلك بعد أن خرج المئات من أنصار حزب الحركة الديمقراطية "ديم" الكردي إلى الشوارع اعتراضاً على قرار المجلس الأعلى التركي للانتخابات بسحب فوز مرشح الحزب، بسبب سجله الجنائي، ومنح رئاسة البلدية للمرشح الثاني من حيث عدد الأصوات وهو مرشح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم.
احتجاج من المعارضة
ومثل الطعن الذي تقدم به الحزب، ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي، والذي حقق أداء جيداً في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية، أكبر خلاف على نتائج الانتخابات المحلية التي أجريت الأحد، ومني فيها حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بزعامة الرئيس رجب طيب أردوغان بهزيمة ساحقة.
وحصل عبد الله زيدان، مرشح حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" في مدينة فان، على 55.5% من الأصوات مقابل 27.2% لمرشح "العدالة والتنمية".
لكن حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب"، قال إن وزارة العدل بعثت برسالة قبل 5 دقائق من إغلاق المكاتب، الجمعة الماضي وقبل يومين من التصويت، تعترض فيها على ترشيح زيدان، ثم قضت محكمة بعد ذلك بعدم أحقيته في الترشح.
وأظهرت وثيقة صادرة عن مجلس الانتخابات في فان أن الفائز بالمركز الثاني من حزب "العدالة والتنمية" سيحصل على التفويض لمنصب رئيس البلدية بدلاً من زيدان.
وأحالت الوزارة التساؤلات بشأن هذه القضية إلى اللجنة العليا للانتخابات في البلاد، التي أحالت القضية إلى مكتب لجنة الانتخابات في فان.
وتنفي الحركة اتهامات لها بتأييد الأكراد، لكن آلافاً منها اعتقلوا وأقيل رؤساء بلديات بعد الانتخابات السابقة ليحل محلهم مسؤولون في الدولة. وتأسس حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" العام الماضي، ليحل محل حزب يواجه محاكمة بشأن مثل هذه الصلات المزعومة قد تفضي إلى صدور حكم بإغلاقه.
واشتبك أنصار حزب "العدالة والتنمية" مع أنصار حزب "الديمقراطية والتقدم" المعارض في منطقة بيرفاري بمدينة سيرت في منطقة ذات أغلبية كردية بجنوب شرق تركيا مساء الثلاثاء، وقُتل شقيق أحد مرشحي المعارضة، وأصيب 4 أشخاص خلال المواجهات.
في أعقاب انتخابات محلية أجريت، الأحد، وأبلت المعارضة فيها بلاء حسناً بالأساس في شتى أنحاء تركيا.
وفاز مرشح حزب "العدالة والتنمية" برئاسة بلدية بيرفاري بعد أن حصد 52% من الأصوات، بينما جاء مرشح حزب "الديمقراطية والتقدم" في المركز الثاني بنحو 40%.
وذكر مكتب الحاكم أن 5 أصيبوا في الاشتباكات، وتوفي أحدهم متأثراً بجراحه. وقال نائب رئيس حزب "الديمقراطية والتقدم" محمد أمين إيكمان إن الضحية هو شقيق مرشح الحزب.
خسارة لأردوغان
وأظهرت النتائج النهائية الرسمية للانتخابات البلدية التركية، بعد فرز جميع الأصوات، تصدر حزب "الشعب الجمهوري" المعارض، بحصوله على 37.76% من الأصوات في عموم البلاد البالغ عدد سكانها 85 مليون نسمة، وحل بعده حزب "العدالة والتنمية" الحاكم بنسبة 35.48%.
وشكل فوز حزب "الشعب الجمهوري" الكاسح في إسطنبول وأنقرة وإزمير وباقي بلديات المدن التركية، صدمة لأردوغان الذي كان يسعى لتكريس هيمنته على المشهد السياسي في البلاد، كون هذه الانتخابات المحلية التي رغم أنها "خدمية"، إلا أنها أخذت طابعاً سياسياً كبيراً.
ولم يعد حزب "العدالة والتنمية" المحافظ يسيطر على أي من كبرى المدن التركية، بل خسر محافظات وبلديات كان يعتبرها معاقل منيعة في الماضي لصالح حزب الشعب الجمهوري.
وقال أردوغان نفسه مساء الأحد: "سنتعاون مع رؤساء البلديات الذين فازوا"، داعياً معسكره إلى ممارسة "النقد الذاتي".
وفاجأ خطاب الرئيس الهادئ أمام حشد من أنصاره الذين شعروا بالصدمة، المراقبين، إذ تقبّل بشكل مباشر صعود المعارضة، واصفاً الأمر بأنه "نقطة تحوّل" بالنسبة لـ"العدالة والتنمية".
لكن بسيطرته على 265 مقعداً، ما زال حزب "العدالة والتنمية" الكتلة الأقوى في البرلمان المكوّن من 598 مقعداً، ويرفع تحالفه مع حزب "الحركة القومية" عدد مقاعده في البرلمان إلى 314.