شفق نيوز/ رحبت الرئاسة الروسية "الكرملين"، اليوم الخميس، بالمكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الصيني شي جين بينغ، ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأربعاء، وهو الموقف الذي أعلنته واشنطن ايضاً لكن مع حالة "عدم التأكد" من نتائج هذا الاتصال على الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وفي رد على سؤال حول موقف روسيا، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن "موسكو ترحب بأي شيء قد يُسهم في إنهاء الصراع في أوكرانيا"، لكنه أوضح ايضاً أنه لا تزال هناك حاجة لتحقيق أهداف ما تسميه روسيا "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا.
وأضاف بيسكوف إن روسيا على علم بتفاصيل ما ناقشه الرئيسان، وإن مواقفهما بشأن الصراع "معروفة جيداً"، مضيفاً: "إننا مستعدون للترحيب بأي شيء يمكن أن يعجل بإنهاء الصراع في أوكرانيا وقيام روسيا بتحقيق كل الأهداف التي حددتها لنفسها".
لكنه عقّب على ذلك بالقول "أما مجرد أنهما تواصلا فهذه مسألة سيادية لكل منهما، وأمر يتعلق بحوارهما الثنائي".
ورداً على سؤال عما إذا كانت روسيا والصين قد ناقشتا خلال زيارة الرئيس الصيني لموسكو مؤخراً مسألة إعادة أوكرانيا لحدودها عام 1991، أجاب بيسكوف "لم تتم مناقشة ذلك".
الاتصال الأول منذ الحرب بأوكرانيا
وتحدّث الرئيسان الصيني والأوكراني، الأربعاء 26 أبريل/نيسان، للمرة الأولى منذ إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا، في فبراير/شباط العام الماضي، ليتحقق بذلك أحد أهداف كييف، التي سعت علانية منذ أشهر لإجراء مثل هذه المحادثات.
قناة "سي سي تي في" الصينية قالت إن المكالمة الهاتفية تمت بمبادرة من كييف، وذكرت أن الرئيس الصيني أكد لزيلينسكي أن "المحادثات والتفاوض" هما "السبيل الوحيد" للخروج من الحرب، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك نقلت القناة عن جين بينغ قوله إن "الصين لَطالما وقفت إلى جانب السلام، وموقفها الأساسي هو تعزيز محادثات السلام"، وأضاف أن الصين "لن تقوم بمراقبة النيران من الجانب الآخر، ولن تقوم بصب الزيت على النار أو حتى الاستفادة من الأزمة لتحقيق مكاسب".
وفي سياق متصل، وفي أول تعليق لها على المحادثة بين جين بينغ وزيلينسكي، قال جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، للصحفيين إن المكالمة كانت "أمر جيد"، ورداً على ما إذا كانت ستؤدي إلى تحرك ذي مغزى نحو السلام، قال: "لا أعتقد أننا نعرف ذلك حالياً".
إرسال مبعوث خاص
في سياق متصل، أبلغ الرئيس الصيني جين بينغ، نظيره الأوكراني أن بكين سترسل مبعوثاً خاصاً في "إطار الجهود الرامية إلى تحقيق تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية".
كانت بكين قد نشرت وثيقة من 12 نقطة، تحض موسكو وكييف على الدخول في مفاوضات سلام، في فبراير/شباط 2023، في خطوة اعتبرت دول غربية أنها تميل إلى روسيا، وزار جين بينغ موسكو، في مارس/آذار 2023، للقاء بوتين.
ولقيت الخطة تشكيكاً من حلفاء أوكرانيا، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إنها "لا تملك مصداقية كبيرة، لأنهم لم يكونوا قادرين على إدانة" غزو أوكرانيا. يُذكر أنه في 24 فبراير/شباط 2022، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا تبعها رفض دولي وعقوبات اقتصادية على موسكو، التي تشترط لإنهاء عمليتها تخلي كييف عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية، وهو ما تعده الأخيرة "تدخلاً" في سيادتها.