شفق نيوز- متابعة

أثار الحكم القضائي الصادر بحق الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو بالسجن، غضب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيث شنت إدارته هجوماً لاذعاً على البرازيل، وهو ما رفضته الأخيرة.

وحُكِم على الرئيس اليميني المتطرف، جايير بولسونارو، بالسجن مدة 27 عاماً وثلاثة أشهر بعد إدانته بتهمة التخطيط لانقلاب على منافسه لويس إينايسو لولا دا سيلفا، رغم الضغوط الشديدة من قبل ترامب دعماً لبولسونارو.

وصدر الحكم على بولسونارو البالغ 70 عاماً بتأييد أربعة من قضاة المحكمة البرازيلية العليا الخمسة، وبموجب الحكم، أُدين الرئيس السابق (2019-2022) بتهمة تزعم "منظمة إجرامية" تآمرت لضمان "بقائه الاستبدادي في السلطة" بعد هزيمته أمام الرئيس اليساري الحالي.

وبحسب الادعاء فإن المخطط كان ينطوي خصوصاً على اغتيال دا سيلفا، لكنه لم يتحقق بسبب غياب الدعم من القيادة العسكرية.

وغاب بولسونارو الممنوع من الترشح للانتخابات حتى العام 2030، عن جلسة النطق بالحكم لدواع صحية، بحسب وكلاء الدفاع عنه.

وأصدرت المحكمة العليا كذلك أحكاماً بالسجن تراوحت بين سنتين إلى 26 عاماً في حق سبعة معاونين سابقين كبار لبولسونارو، بينهم وزراء سابقون وضباط كبار.

من جانبه، وصف ترامب أمس الخميس، إدانة القضاء البرازيلي الرئيس السابق بأنها "مفاجئة للغاية"، وذلك بعد أسابيع من الضغوط الشديدة التي مارستها واشنطن على برازيليا لتجنيب حليفه اليميني المتطرف هذا المصير.

وقال ترامب للصحفيين إنّه "من المفاجئ للغاية أن يحدث هذا الأمر. إنه يشبه حقاً ما حاولوا فعله بي"، في إشارة إلى مشاكله القضائية السابقة، مضيفا: "لقد عرفته رئيسا للبرازيل. لقد كان رجلاً صالحاً".

كما هاجم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حكم الإدانة "الظالم" الذي أصدرته المحكمة العليا البرازيلية الخميس، مؤكداً أنّ الولايات المتّحدة "ستردّ بما يتناسب مع حملة الاضطهاد هذه".

وكتب روبيو على منصة "أكس" قائلاً إن "المحكمة العليا البرازيلية حكمت ظلما بسجن الرئيس السابق جايير بولسونارو"، مضيفاً أنّ الولايات المتّحدة التي سبق لها وأن فرضت رسوماً جمركية ضخمة على أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية بسبب محاكمة حليف رئيسها دونالد ترامب "ستردّ بما يتناسب مع حملة الاضطهاد هذه".

وتفاعلت البرازيل مع التصريحات الأمريكية بقولها إن "التهديدات" الأمريكية لن تنجح في "ترهيبها"، وذلك رداً على توعّد واشنطن بالردّ على حكم الإدانة الصادر عن المحكمة العليا في برازيليا، بحقّ الرئيس السابق جايير بولسونارو بتهمة التخطيط لانقلاب.

وقالت وزارة الخارجية البرازيلية في منشور على منصة "أكس" للتواصل الاجتماعي إنّ "التهديدات" التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو "لن ترهب ديموقراطيتنا"، مؤكّدة أنّ الحكومة ستدافع عن "سيادة البلاد في وجه العدوان ومحاولات التدخّل".

ومن جهة أخرى، أعلن وكلاء الدفاع عن الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو، أنهم سيقدمون طعوناً "بما في ذلك على المستوى الدولي"، بحكم الإدانة الصادر بحق موكلهم.

وقال فابيو واجنغارتن، أحد مساعدي الرئيس السابق، في منشور على منصة "أكس" للتواصل الاجتماعي إنّ "فريق الدفاع يعتبر أنّ الأحكام الصادرة هي بشكل مهول مُفرطة وغير متناسبة، وبعد تحليل بنود الحُكم، سيتقدّم بالطعون المناسبة، بما في ذلك على المستوى الدولي".

يذكر أن جايير بلوسونارو هو رابع رئيس برازيلي يدان قضائياً منذ عودة الحكم الديموقراطي قبل أربعين عاماً. فقد حكم على فرناندو كولور دي ميللو وميشال تامر ولولا الذي سبق أن تولى ولايتين رئاسيتين بين 2003 و2010 بتهم الفساد. وسجن لولا بين العامين 2018 و2019 لكن ألغي الحكم الصادر في حقه بسبب عيب إجرائي.