شفق نيوز / عد تقرير لمجلة تايم الأمريكية، اليوم الخميس، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري "انجازاً كبيراً" للاستخبارات الأمريكية، وفيما نفت حركة طالبان "علمها" بتواجد الظواهري في كابل، اكد خبراء أن "مسؤولي" القاعدة يحظون بمعاملة خاصة منذ تولي طالبان زمام الحكم في أفغانستان.
وفي تقرير لمجلة تايم الأمريكية، ونقله موقع الحرة الأمريكي بينت المجلة أن "مقتل زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي، أيمن الظواهري، في كابل يعد إنجازاً كبيراً لأجهزة الاستخبارات الأميركية ودليل واضح على مدى نفوذها رغم مرور عام على خروج قوات التحالف الدولي من أفغانستان".
ونقلت المجلة عن خبراء في مكافحة الإرهاب قولهم إن "العملية أظهرت أن التنظيم الإرهابي لا يزال يتمتع بمكانة خاصة لدى حركة طالبان مما يثير الكثير من القلق والترقب".
ونفت حركة طالبان، اليوم الخميس، "معرفتها بأن الظواهري كان في كابل"، في حين أوضح الخبراء للمجلة أن "تواجد الظواهري مع عائلته في العاصمة يكشف إلى أي مدى قد منحت طالبان تنظيم القاعدة رخصة للعمل داخل البلاد، وأنها وضعت قادة منها متعاطفين ومتعاونين مع الجماعة الإرهابية في مناصب حكومية عالية".
وكان مستشار الأمن القومي في الإدارة الأميركية، جيف سولفان قد كشف لشبكة "إن بي سي نيوز" عن اعتقاده بأن هناك "أعضاء بارزين في شبكة حقاني ينتمون إلى طالبان يعرفون أن الظواهري كان في كابل".
وقال مسؤولون في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن "الظواهري كان مسؤولاً عن قيادة تلك الجماعة الإرهابية حتى لحظة مقتله".
وأوضح مايكل آلن، الذي شغل منصب مدير موظفي لجنة المخابرات بمجلس النواب الأميركي من 2011 إلى 2013 إن "ظروف عملية التخلص من الظواهري تعيد إلى الأذهان الخط الحازم الذي اتخذته إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش آنذاك، تجاه البلدان التي سمحت للإرهابيين بالدخول إلى حدودها في أعقاب هجوم 11 سبتمبر".
وأضاف آلن: "كانت عقيدة بوش تتمحور فيما إذا كنت تؤوي إرهابياً، فسوف نعاملك كما لو كنت إرهابياً.. والظواهري لم يكن إرهابياً عادياً، فقد كان متورطاً في هجمات سبتمبر، والاعتداء على سفارات أميركية".
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكين، قد أكد في بيان يوم الاثنين الماضي أن "حركة طالبان ومن خلال استضافة وإيواء" زعيم القاعدة في كابول قد خرقت شروط اتفاق الدوحة الذي وقعته في فبراير 2020 مع إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
وأوضح بلينكين أن "طالبان قد انتهكت بشكل صارخ اتفاق الدوحة ولم تحترم تأكيداتها للعالم بأنها لن تسمح باستخدام الأراضي الأفغانية من قبل الإرهابيين لتهديد أمن الدول الأخرى".
طالبان تنفي
ووفقا لممثل طالبان لدى الأمم المتحدة، فإن" الحركة تحقق في ادعاءات أميركية بأن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري قُتل في غارة بطائرة مسيرة في كابل"، مؤكدا أنها لم تكن على علم بوجوده في المدينة".
وقال سهيل شاهين، للصحفيين في رسالة: "لم تكن الحكومة أو القيادة على علم بهذه المزاعم"، وأضاف "التحقيق جار الآن لمعرفة مدى صحة الإدعاءات"، مشيراً إلى أنه سيتم نشر نتائج التحقيق علناً.
بدوره أوضح بروس هوفمان الخبير في مكافحة الإرهاب والأمن الداخلي في "مجلس العلاقات الخارجية" المختص بدراسة الإرهاب وتطور تنظيم القاعدة أن "الظواهري "كان يتلقى معاملة كبار الشخصيات كابل وأنه يمكن للمرء أن يتخيل نوع المعاملة التي يتلقاها مسؤولو ومقاتلو القاعدة الآخرون".
ونبه هوفمان إلى أنه كان قد جرى إطلاق سراح 36 من كبار قادة القاعدة من السجن عندما وصلت طالبان إلى سدة الحكم في منتصف أغسطس من العام الماضي، مشيرا إلى أن وزير الداخلية في الحكومة المؤقتة، سراج الدين حقاني، يعد حليفا مقربا منذ فترة طويلة للتنظيم الإرهابي.
تحذيرات.. ومخاوف
ويحذر خبراء مكافحة الإرهاب من أن دعم طالبان للقاعدة قد يتجاوز مجرد تمكين قادتهم، إذ يقول الباحث البارز في معهد الدفاع عن الديمقراطيات، بيل روجيو، إن "الحركة الأصولية قد تسمح مرة أخرى للقاعدة بإقامة معسكرات تدريب في البلاد، وأن أفغانستان قد تصبح منطلقا لتخطيط وتنفيذ هجمات إرهابية،بالإضافة إلى إدارة فروعها في اليمن وسوريا وجميع أنحاء أفريقيا".
وزاد روجيو: "مقتل الظواهري في كابول يكشف إلى أي مدى يعتقد تنظيم القاعدة أن أفغانستان قد أصبحت آمنة بما يكفي لقادتها لتجميع صفوفهم هناك وأنهم بإمكانهم أن يحصلوا على قسط من الراحة هناك".
وأوضح روجيو أن "في العام 215، وبينما كانت قوات التحالف الدولي تتواجد داخل البلاد، فقد سمحت الحركة الأصولية لذلك التنظيم الإرهابي بإقامة معسكرات تدريب في مقاطعة قندهار"، ونقل روجيو عن وثائق وزارة الخارجية الأميركية، إن "الجيش الأميركي قد أغار على المعسكر في أكتوبر من ذلك العام، مما أسفر عن مقتل العشرات من المتدربين في القاعدة".
وقدر تقرير صادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 15 تموز الماضي أن "القاعدة لديها ملاذ آمن في أفغانستان، وأن لديها طموحات ليتم الاعتراف بها مرة أخرى كزعيمة للتنظيمات الأصولية في باقي أصقاع الكرة الأرضية".
وقال التقرير إن الجماعة، "لا يُنظر إليها على أنها تشكل تهديدًا دوليًا فوريًا من ملاذها الآمن في أفغانستان لأنها تفتقر إلى القدرة التشغيلية الخارجية ولا ترغب حاليًا في التسبب في أي مصاعب أو إحراج دولي لطالبان".
ولعب الظواهري دورًا رئيسيًا في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر 2001، بالإضافة إلى مشاركته في التخطيط للتفجيرات التي استهدفت سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في العام 1998، وقد تولى زعامة تنظيم القاعدة بعد مصرع المؤسس، أسامة بن لادن، في العام 2011.