شفق نيوز/ سلّطت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على برنامج تدريب بتمويل من الولايات المتحدة، يشارك فيه العراقيون، بجزيرة قبرص، هدفه تطوير مهارات الكشف عن مواد خطيرة تستخدم في أسلحة الدمار الشامل، ما يجعل الدول أكثر أمناً.

وأشار التقرير الأمريكي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إلى أن مسؤولين من دول عديدة بينها العراق والجزائر وجورجيا، يشاركون في دورة في منشأة صغيرة للتدريب في لارنكا، على أيدي كبار الخبراء الأمريكيين لمنع أنواع المواد المستخدمة لصنع أسلحة الدمار الشامل من عبور الحدود إلى أراضيهم.

ولفت التقرير إلى أن هذا البرنامج في عامه الثالث، تخطى بنتائجه التوقعات، موضحاً أنه كان من المقرر تنظيم عشر دورات كهذه، إلا أنه من المتوقع أن يتجاوز عددها للعام المقبل 50 دورة، حسبما يؤكد مدير المركز كريسيليوس كريسيليو.

وبحسب التقرير، فإن هذا "المركز القبرصي لأمن الأراضي والبحار المفتوحة والموانئ CYCLOPS"" بتمويل أمريكي، موضحاً التقرير أن أكثر من 2000 مسؤول يمثلون 20 دولة، بينها أيضاً اليمن وليبيا وأرمينيا وأوكرانيا، حصلوا على تدريبات مرتبطة بالكشف الإشعاعي والنووي لموظفي الجمارك، ووسائل تهريب أسلحة الدمار الشامل وتحقيقات متعلقة بالإرهاب الكيمياوي.

وبعد الإشارة إلى ندوة نظمت حول الأمن السيبراني البحري بين مسؤولين قبارصة ومصريين، نقل التقرير عن كريسيليو قوله إن الكثير من النجاح قد تحقق والذي لم يكن من الممكن توقعه عندما تم إنشاء مركز "CYCLOPS" في بداية الأمر.

ونقل التقرير عن كريسيليو إشارته إلى أن مفتاح نجاح المركز هو المستوى العالي من التعليمات التي يتلقاها المشاركون من جانب خبراء مقيمين في الولايات المتحدة، بما في ذلك من "مختبر شمال غرب المحيط الهادئ الوطني"، و"مختبر لورانس ليفرمور الوطني"، المتخصصين في برامج مكافحة انتشار الأسلحة النووية.

وبحسب التقرير، فإن المركز القبرصي يضم مجموعة من أكثر أجهزة الكشف تطوراً وهي قادرة على اكتشاف العناصر والمواد الإشعاعية والكيمياوية والبايولوجية والمتفجرات التي لا تمتلكها دول المنطقة، موضحاً أنه يتاح للمشاركين الوصول لأكثر التقنيات حداثة للكشف عن جميع أنواع التهديدات.

وتناول التقرير مثالاً على ما يجري قائلاً إنه يجري تعليم المتدربين على كيفية اكتشاف عناصر مشعة موجودة في معدات طبية والتي يمكن استخدامها لصناعة سلاح، والقدرة على التخلص منها بشكل صحيح.

كما أشار التقرير إلى أن التهديد الأخير المتمثل باحتمال استخدام الطائرات المسيرة لنشر مواد كيمياوية أو بايولوجية على مناطق مأهولة بالسكان.

وبعدما تحدث التقرير عن أن مركز "CYCLOPS" يعكس التقارب القبرصي الأمريكي على الصعيدين الدفاعي والأمني، أوضح أن المركز أقيم بمنحة من الحكومة الأمريكية قدره سبعة ملايين دولار، منها مليونيّ دولار لشراء معدات أمن الحدود.

وتابع أن قرب جزيرة قبرص من الشرق الأوسط كان ينظر إليه على أنه مصدر قوة للمساعدة في تدريب المسؤولين من المنطقة، مشيراً إلى أن الحكومة القبرصية حصلت أيضاً على 5.6 مليون دولار أخرى من الاتحاد الأوروبي لتوسيع المركز وشراء معدات إضافية متطورة تقنياً.

ونقل التقرير عن كريسيليو قوله إن الاهتمام من جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة بهذا المركز الواقع قرب لارنكا، "لأنهم رأوا قيمة استخدامه بسبب قربه من الدول المجاورة لها".

وبرغم أن التقرير لفت إلى أنه من المبكر توقع ظهور أخبار تتصدر العناوين الرئيسية في الإعلام تتعلق بكشف تهريب أسلحة دمار شامل، إلا أنه نقل عن كريسيليو قوله إن الأمر الذي لا يقل أهمية، يتعلق بعنصر "الردع القوي" المتمثل بتوجيه رسالة مفادها أن الخبراء المدربين "لديهم الوسائل والطرق لكشفك وإيقافك".

وتابع كريسيليو قائلاً إنه "في حال علمنا العراقيين أو اليمنيين أو الليبيين أو من بلدان أخرى القيام بعمل أفضل في السيطرة على حدودهم، وفي السيطرة على انتشار أسلحة الدمار الشامل، فإن ذلك يجعل مواطنيهم آمنين بشكل أكبر".

ترجمة وكالة شفق نيوز