شفق نيوز/ وجهت السلطات الباكستانية من منبر الأمم المتحدة نداءً "يائساً" من أجل إنقاذ كوكب الأرض المهدد بفعل التغيّر المناخي، داعية إلى إنصاف الدول النامية التي تتحمل أعباء هذه الظاهرة في حين أنها من فعل الدول الغنية.
وقال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن "باكستان لم يسبق أن رأت مثل هذا التجسيد المطلق والمدمر لوطأة الاحترار المناخي".
"كارثة" مناخية
وتضمن خطاب شهباز شريف إنذارا قاتما، إذ حذّر الأسرة الدولية من أن هذه "الكارثة" المناخية الناجمة عن أمطار "موسمية رهيبة" ما هي إلا مقدمة لما ينتظر بقية العالم.
وقال بنبرة غاضبة أحيانا "هناك أمر واضح للغاية، ما حدث في باكستان لن يبقى محصوراً في باكستان".
ورأى أن "تعريف الأمن القومي نفسه تغير اليوم، وما لم يتّحد قادة العالم ويتصرفوا الآن بناء على برنامج من الحدّ الأدنى، فلن تبقى هناك أرضٌ لشنّ حروب عليها".
وحذر الزعيم البالغ 71 عامًا الذي يتولى السلطة في إسلام أباد منذ نيسان/ أبريل الماضي، من أن "الطبيعة سترد، والبشرية ليست بالمستوى" المطلوب لمواجهة ذلك.
وشهدت باكستان أمطارا طوفانية زادت من شدتها بحسب الخبراء ظاهرة الاحتباس الحراري، فغمرت الفيضانات ثلث أراضي البلد وتسببت بمقتل نحو 1600 شخص منذ حزيران/ يونيو الماضي، وفق آخر حصيلة.
ودمرت الفيضانات العديد من المساكن والمحلات التجارية والطرقات والجسور وأتت على محاصيل زراعية.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش زار البلد في 10 أيلول/ سبتمبر الجاري لتفقد مناطق جنوبية غمرتها الفيضانات الكاسحة، فأعلن من هناك "لم أشاهد يوماً مجزرة مناخية بهذا الحجم".
خسائر بـ30 مليار دولار
وقدرت إسلام آباد حجم خسائرها المالية بثلاثين مليار دولار وأعلن وزير المالية مفتاح اسماعيل الجمعة في تغريدة أنه سيطلب من الجهات الدائنة الثنائية تخفيف أعباء ديون باكستان.
ونزح أكثر من سبعة ملايين شخص في البلد الواقع بين أفغانستان وإيران والهند والصين، ويقيم العديد منهم في مخيمات مؤقتة من دون حماية من البعوض، ويعانون نقصاً في مياه الشفة وخدمات الصرف الصحي.
وحض غوتيريش من أفغانستان في مطلع أيلول/ سبتمبر الجاري الدول الملوِّثة الكبرى على "وقف جنون" الاستثمار في الطاقات الأحفورية.
أنجيلينا جولي
كذلك أعلنت نجمة هوليوود أنجيلينا جولي أثناء زيارة لباكستان كمبعوثة من المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الأربعاء الماضي "لم أشاهد شيئا مماثلا من قبل"، معتبرة أن هذا "إنذار للعالم".
وترى إسلام آباد أن من الظلم أن تكون وطأة التغير المناخي بمثل هذه الشدة على بلد نام فقير يبلغ عدد سكانه 220 مليون نسمة ولا يتخطى إجمالي ناتجه المحلي السنوي 350 مليار دولار بحسب أرقام البنك الدولي للعام 2021.
وتساءل شهباز شريف "لماذا يدفع شعبي ثمن ارتفاع درجة حرارة الأرض" في حين أن باكستان لا تمثل سوى 0,8% من انبعاثات الكربون في العالم.
كذلك خاطب وزير الخارجية بيلاوال بوتو زرداري الصحفيين في الأمم المتحدة قائلا "باكستان والباكستانيون لم يولّدوا هذه الأزمة لكنهم ضحاياها" بسبب "النشاط الصناعي لدول أكبر".
وأضاف "لا نستعطي، ولا نريد اسلحة أو مساعدة، بل نريد العدل لشعبنا وللدول الأخرى المتضررة جراء التغير المناخي".
وعرضت في ردهة قصر الأمم المتحدة في نيويورك صور وخرائط لباكستان تغمرها الفيضانات، وكتب على إحداها "اليوم باكستان. غدا ربما أي دولة أخرى".