شفق نيوز/ رجحت مجلة "فورن أفيرز" الأمريكية، يوم الأربعاء، قيام الولايات المتحدة بإشعال فتيل حرب ثالثة في آسيا، بالتزامن مع الحربين الدائرتين في أوكرانيا وقطاع غزة.
وناقشت المجلة في تقرير، قدرة الولايات المتحدة على تعديل إستراتيجيتها وخوض حرب في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط في وقت واحد.
وبحسب التقرير، ارتكزت إستراتيجية الدفاع الأمريكية، في عهد الرؤساء باراك أوباما ودونالد ترامب وجو بايدن، على "فكرة متفائلة مفادُها أن الولايات المتحدة لن تحتاج أبدًا إلى خوض أكثر من حرب واحدة في وقت واحد".
وفي مواجهة التقشف المالي، تخلت وزارة الدفاع الأمريكية عن سياستها الطويلة الأمد المتمثلة في الاستعداد لخوض حربين كبيرتين والفوز فيهما للتركيز على اكتساب الوسائل اللازمة للقتال والفوز في حرب واحدة فقط.
وأدت هذه الخطوة إلى تسريع الاتجاه نحو جيش أمريكي أصغر.
كما إنها ضيقت الخيارات المتاحة أمام صناع القرار في الولايات المتحدة، نظراً لأنَّ إلزام الولايات المتحدة بالحرب في مكان ما، من شأنه أن يحول دون القيام بعمل عسكري في مكان آخر.
وأضاف التقرير، أن هذا التحول في إستراتيجية أمريكا أصبح غير فعال الآن.
وتابع أن "الولايات المتحدة متورطة حالياً في حربين، حرب أوكرانيا في أوروبا وحرب إسرائيل في الشرق الأوسط، في حين تواجه احتمال خوض حرب ثالثة حول تايوان أو كوريا الجنوبية في شرق آسيا".
ورأى التقرير، أن "الإستراتيجية المعمول بها أدت إلى تقليل الاهتمام بأوروبا والانفصال عن الشرق الأوسط، وهو ما قد يتسبب بإضعاف أمن الولايات المتحدة".
ويتعاون خصوم الولايات المتحدة مع بعضهم البعض: إيران تبيع النفط للصين، وترسل الصين الأموال إلى كوريا الشمالية، وترسل كوريا الشمالية الأسلحة إلى روسيا، بحسب التقرير.
وأشار التقرير، إلى أن "واشنطن محظوظة بوجود حلفاء وأصدقاء أكْفاء في شرق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط؛ وبشكل جماعي، لديهم القدرة على مساعدتها في تقييد المحور الاستبدادي" على حد تعبير التقرير.
ويتعيَّن على الغرب بشكل خاص أن يعمل على إنشاء المزيد من الذخائر والأسلحة والقواعد العسكرية ومشاركتها.
واعتبر التقرير، أنه "يتعين على الولايات المتحدة، أيضاً، صياغة إستراتيجيات عسكرية أفضل للقتال إلى جانب شركائها؛ وإلا فإنها تخاطر بقدرتها على التغلب على أعدائها المتزايدي القدرة والمتشابكين".
وأكد ضرورة أن "تُحسِّن أمريكا وحلفاؤها من قدراتهم على الدفاع عن منشآتهم ضد الصواريخ ذات القدرة المتزايدة باتباع تقنيات أكثر حداثة، مثل: الليزر، والنبض الكهرومغناطيسي، وأقل كلفة".
وتابع: "من المرجح أن يفوز الأمريكيون بالحروب على جبهات متعددة عندما يعملون مع شركاء متعددين".
وبينما تواجه واشنطن مخاطر متزايدة في ثلاث مناطق، يجب عليها أن تتعلم كيفية التعاون والمشاركة بشكل أفضل مع أصدقائها الكثيرين.
وخلُص التقرير إلى أنه في الحروب الكبرى، لا تستطيع أي دولة، ولا حتى أقوى دولة في العالم، أن تخوض غمارها بمفردها.