شفق نيوز/ ذكرت مجلة "نيوزويك" الامريكية، يوم الاحد، أن جهاز الخدمة السرية الامريكي المكلف بحراسة الرؤساء الامريكيين، يقوم بمراقبة وملاحقة تهديدات الانتقام التي تطال الرئيس السابق دونالد ترامب، بعد عامين على مقتل قائد قوة القدس الايراني الجنرال قاسم سليماني، وهو الاغتيال الذي صدم المنطقة.
ونقلت المجلة الامريكية، عبر تقرير لها، ترجمته وكالة شفق نيوز، عن المتحدثة باسم جهاز الخدمة السرية جوستين ويلان قولها، إن "الجهاز ياخذ على محمل الجد جميع التهديدات".
وأضاف المجلة الامريكية أنه وفقاً للبروتوكول المعمول به، فأن المتحدثة الامريكية لن تدلي بتفاصيل اضافية حول العملية المنفذة للتدقيق في التهديدات المحتملة.
واوضحت المتحدثة ويلان أنه "من اجل الحفاظ على امن العمليات، فان جهاز الخدمة السرية لا يناقش الوسائل والاساليب المتبعة في العمليات الوقائية او المسائل المتعلقة بالاستخبارات الوقائية".
وبين تقرير المجلة أنه سبق أن ظهرت دعوات علنية للانتقام من ترامب وكبار مسؤوليه منذ 3 يناير/كانون الثاني العام 2020 عندما قتلت غارة جوية سليماني والرجل الثاني في قوات الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس، في مطار بغداد، إلا أن زيادة طفيفة في التهديدات ظهرت في الاسابيع الاخيرة مع حلول الذكرى السنوية الثانية للاغتيال.
وأوضحت أن "بعض تلك التهديدات صدرت من خلال خطابات عامة، مثلاً عندما طالب الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي "بضرورة تقديم ترامب الى العدالة، وضرورة الانتقام"، ضده وضد شخصيات من الدائرة الداخلية المحيطة به مثل وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، كما يلوح الرئيس الايراني متوجهاً الى رجال الدولة الامريكية قائلا إنه اذا لم تجري محاكمة عادلة لترامب وبومبيو واخرين فأن "الانتقام آت بلا شك".
وأفاد تقرير المجلة، بأن تهديداً آخراً جاء عبر شريط فيديو لرسوم متحركة نشره الخميس الماضي المرشد الاعلى اية الله علي خامنئي، يصور غارة جوية افتراضية تشمل طائرات تجسس مسيرة ضد ترامب ومسؤوليه السابقين وهم يلعبون الجولف في مرزعة في بالم بيتش في ولاية فلوريدا الامريكية. ويتضمن شريط الفيديو المصور رسالة تقول "مقتل سليماني ومن اعطى الامر سيدفع الثمن".
وأشار التقرير إلى أنها ليست المرة الاولى التي يطرح فيها مكتب خامنئي تصوراً لاستهداف ترامب اثناء ممارسة الجولف، وهي رياضته المفضلة، في مقر اقامته في المنتجع، موضحاً أن حساباً على "تويتر" يعتقد انه مرتبط بمكتب المرشد الايراني، نشر صورة افتراضية في كانون الثاني/يناير الماضي، تظهر ظل قاذفة شبح امريكية من طراز " B-2" تحوم فوق ترامب ومرافقيه في مرزعته في ميامي، وذلك تحت عنوان "الانتقام مؤكد".
وتابع أن تلك التغريدة تسببت في ايقاف هذا الحساب على غرار حساب ترامب نفسه الذي تم الغاء امتيازاته على "تويتر" قبل ذلك باسبوعين فقط بعد اقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن العاصمة في 6 يناير/كانون الثاني العام 2021.
وأوضحت المجلة، أنه بينما يتوقع القليلون حدوث مثل هذه العملية الايرانية غير المحتملة على الاراضي الامريكية، إلا انها أشارت إلى أن الغضب الايراني ازاء تصرفات ترامب لا يزال ملموساً، حيث اعلن المسؤولون الايرانيون أمراً باعتقاله في حزيران/يونيو العام 2020.
ومع حلول الذكرى السنوية الاولى لاغتيال سليماني في يناير/كانون الثاني الماضي، اتهم القضاء العراقي ايضاً ترامب بالقتل، وهي جريمة يعاقب عليها بالاعدام وفقاً لقانون العقوبات في البلاد.
كما أشارت المجلة إلى أن التدهور الحاد في العلاقات بين واشنطن وطهران في ظل ادارة ترامب كانت له تداعيات دائمة على الرئيس جو بايدن، مضيفة أن اغتيال سليماني جاء في اعقاب سلسلة من التوترات بدأت مع قرار ترامب في العام 2018 بالانسحاب من الاتفاق النووي التاريخي الذي ابرم مع ايران والقوى الكبرى قبلها بثلاث سنوات، فيما لا يزال المسؤولون الامريكيون حتى اليوم عالقين في مفاوضات في محاولة من اجل العودة الى الاتفاق.
وبالاضافة الى ذلك، فأن هجمات ما زالت تستهدف القوات الامريكية في العراق وسوريا، حيث تقع هجمات صاروخية من جانب الميليشيات المتحالفة مع ايران، في حين تعرضت سفن لهجمات اتهمت الولايات المتحدة واسرائيل ايران بالتورط فيها، في حين تنفي طهران مسؤوليتها وتتهم اسرائيل بدلاً من ذلك بشن هجمات بحرية على سفن مرتبطة بايران.
وذكرت المجلة أن مستشار الامن القومي للبيت الابيض جاك سوليفان حذر الاحد الماضي من انه "اذا هاجمت ايران أياً من مواطنينا، بما في ذلك اي من الاشخاص الـ 51 الذين وردت اسماؤهم، فستواجه عواقب وخيمة"، وذلك في اشارة الى قرار ايران الاخير بفرض عقوبات على 51 امريكياً، معظمهم من المسؤولين العسكريين الحاليين والسابقين، للاشتباه بدورهم في اغتيال سليماني.