شفق نيوز/ كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، يوم الأحد، عن تزايد الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب حرب غزة، مبينة أن هذا التباعد جاء بسبب تعارض أهدافهما الخاصة في المنطقة.
ووفقاً للصحيفة فإن هناك أهدافاً وإستراتيجيات مختلفة طويلة المدى لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، إذ تنظر الأخيرة إلى حماس باعتبارها تهديداً وجودياً، مع التصميم على القضاء عليها تماماً.
جبهة موحدة
ومن ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة إسرائيل في هزيمة حماس، ولكن التهديد بالنسبة للرئيس جو بايدن يمتد إلى ما هو أبعد من حماس وحدها، إذ تركز إدارته على الحفاظ على جبهة موحدة مع حلفاء أمريكا ضد الخصوم المحتملين، مثل: إيران، وروسيا، والصين.
وتحث إدارة بايدن إسرائيل على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين واعتماد نهج أكثر استهدافاً في ضرب قادة حماس، إلا أن إسرائيل تشن ضربات واسعة النطاق.
ورغم أن البلدين يهدفان إلى منع نشوب صراع إقليمي أوسع نطاقاً، فإن إسرائيل على استعداد لخوض مجازفات أعظم في سبيل تحقيق هدفها المتمثل في هزيمة حماس.
وأضاف التقرير أن الرئيس بايدن، في بداية الصراع، أعرب عن دعمه الثابت لإسرائيل، إلا أن الضغوط المتزايدة من المنتقدين داخل حزبه دفعته إلى التأكيد أن إسرائيل يجب أن تنفذ حملتها العسكرية بما يتوافق مع القانون الإنساني الدولي.
الضغوط الداخلية والخارجية
كما تحث الولايات المتحدة أيضاً على وقف مؤقت للقتال لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة والإفراج الآمن عن الرهائن، رغم أنها لا ترقى إلى مستوى تأييد وقف كامل لإطلاق النار.
وردّاً على هذه الضغوط، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن معارضته لوقف إطلاق النار المؤقت الذي لا يشمل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، بينما أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن إسرائيل أوقفت في السابق غاراتها الجوية عندما تم إطلاق سراح رهينتين أمريكيين، رغم أن إسرائيل لم تعترف رسمياً بالتوقف في ذلك الوقت.
وتحث إدارة بايدن إسرائيل على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين واعتماد نهج أكثر استهدافاً في ضرب قادة حماس، إلا أن إسرائيل تشن ضربات واسعة النطاق رغم ارتفاع عدد القتلى في غزة وتدهور الوضع الإنساني.
وامتنع البيت الأبيض عن التعليق على مدى ملاءمة هذه الضربات، لكنه أعرب عن إحباطه إزاء الخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين.
مستقبل غزة الغامض
أما فيما يتعلق بمستقبل غزة الغامض، فإن الرئيس بايدن يدعو بشكل متزايد إلى حل الدولتين، بينما صرَّح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن الهدف هو تفكيك القدرات العسكرية لحماس، لكنه شدد على أن إسرائيل ليس لديها مصلحة في إعادة احتلال غزة بشكل دائم.
ومع استمرار الصراع دون حل واضح، يواجه الرئيس بايدن، الذي تمت الإشادة به في البداية لدعمه إسرائيل، الآن انتقادات طالته من أعضاء حزبه، وخاصة من الناخبين الشباب والمسلمين والأمريكيين العرب، الذين يشعرون بالقلق إزاء ارتفاع عدد القتلى في غزة ويضغطون من أجل وقف إطلاق النار.
كما إن هناك دعوة متزايدة بين أعضاء الكونغرس لمزيد من ضبط النفس في الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد حماس بسبب المعدل غير المقبول للضحايا المدنيين.
وفي الوقت نفسه، يستخدم بعض الجمهوريين، بمن في ذلك المتنافسون الرئاسيون المحتملون من الحزب الجمهوري لعام 2024، دعوة بايدن لوقف إطلاق نار مؤقت في غزة كدليل على أن دعمه لإسرائيل يضعف.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي كان يواجه بالفعل انعدام شعبية بسبب الإصلاح القضائي المثير للجدل قبل الصراع، فإنه يواجه الآن انتقادات بشأن هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، خصوصاً في ظل رفضه قبول المسؤولية عنها.