شفق نيوز- لندن
كشفت منظمة "تيل ماما"، المعنية برصد
جرائم الكراهية ضد المسلمين في المملكة المتحدة، أن ما لا يقل عن 22 مسجدًا في
أنحاء البلاد تعرضت لهجمات أو استهداف بدافع الكراهية خلال الأشهر الثلاثة
الماضية، فيما اعلنت الشرطة اعتقال 4 اشخاص في إطار التحقيق بإحراق مسجد.
وقالت المنظمة في بيان صحفي، إن هذه الأرقام
تمثل واحدة من أعلى معدلات استهداف المساجد خلال فترة ثلاثة أشهر منذ بدء عمل
"تيل ماما" عام 2011، مشيرةً إلى أن الزيادة المماثلة الوحيدة سُجلت عقب
مقتل الجندي البريطاني لي ريغبي في جنوب لندن عام 2013.
ووفقًا للبيان، فإن تصاعد استهداف أماكن
العبادة الإسلامية يعكس تطبيعًا متزايدًا لظاهرة الكراهية ضد المسلمين، خاصة في ظل
الاعتداء المتطرف الأخير على كنيس "هيتون بارك" العبري في مانشستر، ما
يثير مخاوف بشأن تصاعد التطرف الموجه ضد مختلف الديانات.
وقالت مديرة المنظمة، إيمان عطا، الحاصلة على
وسام الإمبراطورية البريطانية، إن "هذه الأرقام صادمة ومثيرة للقلق، خصوصًا
بعد الهجوم المعادي للسامية الذي استهدف كنيس هيتون بارك، حيث نشهد استهدافًا
متزايدًا لدور العبادة".
وتابعت أن "هذه الاعتداءات تُحدث أثرًا
نفسيًا واجتماعيًا بالغًا على رواد المساجد، وتزرع الخوف والغضب والشعور بالتهديد
في نفوسهم".
وأضافت عطا أن صندوق "أماكن العبادة"
الذي تديره وزارة الداخلية البريطانية، والذي قدّم سابقًا دعمًا أمنيًا لبعض
المساجد، "غير كافٍ"، داعيةً إلى تبني "استراتيجيات أوسع لحماية
المؤسسات الدينية من التطرف والكراهية".
تجدر الإشارة إلى أن "تيل ماما"
مشروع تابع لمؤسسة "فيد ماترز"، وهي شركة مجتمعية مسجلة في إنجلترا
وويلز.
إلى ذلك، أعلنت شرطة ساسكس عن اعتقال أربعة
أشخاص في إطار التحقيقات الجارية بشأن حريق متعمد استهدف مسجدًا في بلدة بيسهافن
بمقاطعة شرق ساسكس، ووُصف الحادث بأنه "هجوم مروع" تسبب في أضرار جسيمة
بالمبنى.
وقالت الشرطة إن الحريق اندلع في شارع فيليس
مساء السبت الماضي، مما أدى إلى تدمير واجهة المسجد وإلحاق أضرار بسيارة كانت
متوقفة بالقرب منه، دون وقوع إصابات بشرية.
ووفقًا للشرطة، فقد أُلقي القبض منذ يوم
الاثنين على رجل يبلغ من العمر 46 عامًا وثلاثة رجال آخرين أعمارهم 25 و27 و22
عامًا، للاشتباه في تورطهم في إشعال الحريق عمدًا بقصد تعريض حياة للخطر. وقد
أُفرج عنهم جميعًا بكفالة مشروطة ريثما تتواصل التحقيقات.
وأظهرت لقطات فيديو وثّقتها كاميرات المراقبة
شخصين يرتديان أقنعة وملابس داكنة يقتربان من الباب الأمامي للمسجد قبل رش مادة
مسرّعة للاشتعال على المدخل وإشعال النار، بحسب ما ذكرته الشرطة.
وقال كبير مفتشي الشرطة مارك كوليمور:
"تحقيقاتنا مستمرة بوتيرة متسارعة، وتشمل تفتيش المنازل وجمع الأدلة الجنائية
والاستخباراتية. نحن عازمون على تحديد هوية المسؤولين عن هذا الهجوم المروع
وتقديمهم للعدالة. ونحثّ أي شخص يملك معلومات على التواصل معنا عبر الموقع
الإلكتروني أو بالاتصال على الرقم 101، مع الإشارة إلى عملية سبي."
من جانبها، أكدت المشرفة راشيل سويني أن الشرطة
ستواصل التواصل المباشر مع المجتمعات المتضررة من الحادث، لضمان تقديم الدعم
اللازم والاستماع إلى مخاوفهم.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الحادث
بأنه "مروع"، مشددًا على أن "الهجوم على المسلمين هو هجوم على جميع
البريطانيين".
كما دعت وزيرة الداخلية شبانة محمود إلى الوحدة
في مواجهة الحادث، قائلة: "يجب أن نقف معًا. إن أعظم قوة لبريطانيا تكمن في
قدرتها على بناء أمة واحدة من مجتمعات متعددة".