شفق نيوز/ انتصر مهاجر عراقي في بريطانيا في معركة قانونية -انسانية الطابع - مستمرة منذ سنوات، بعدما حاولت وزارة الداخلية مراراً طرده من البلاد، لانه ادخل ابنة أخته الرضيعة المصابة بحروق مميتة لمعالجتها، إلى المملكة المتحدة بطريقة غير قانونية.
وذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقرير لها ترجمته وكالة شفق نيوز، إن العراقي نجاة ابراهيم اسماعيل (35 سنة)، والذي كان فر من التعذيب في العراق العام 2004، وهاجر الى بريطانيا، انتصر في معركته القضائية المستمرة منذ 6 أعوام، مشيرة إلى أنه متزوج من البريطانية ايما، ولديهما ثلاثة أبناء، ويقيمون في مدينة بورتسموث.
وأوضح التقرير البريطاني، أن نجاة اسماعيل صدم بعدما بلغه نبأ إصابة ابنة اخته روين تحسين اسماعيل، البالغة من العمر 7 شهور، بحروق شديدة بنسبة 50%، خلال وجودها مع عائلتها في مخيم لاحتجاز اللاجئين في منطقة دونكيرك الفرنسية، وذلك في يناير/كانون الثاني العام 2016.
ولفت التقرير إلى أن عائلة الرضيعة روين، كانت فرت من تنظيم داعش في العراق وتسعى للسفر من شمال فرنسا الى بريطانيا لطلب اللجوء، من خلال نظام لم الشمل مع أفراد العائلة.
ورغم أن روين تلقت علاجا طارئا في مستشفى دونكيرك، إلا أن عائلتها كانت تقول انه من المستحيل شفائها منع إصابتها بالعدوى بسبب الحروق والظروف الصحية السيئة في مخيم اللاجئين.
ولأن وفاتها كانت محتملة، فإن نجاة اسماعيل قرر التدخل حيث قاد سيارته الى فرنسا لاحضار ابنة اخيه الى بريطانيا ليوفر لها بيئة آمنة ونظيفة وتلقي العلاج الطبي الذي تحتاجه، إلا أنه اعتقل بتهمة تسهيل الدخول غير القانوني إلى أراضي بريطانيا، وحوكم بناء على ذلك، وسجن لمدة عامين في آيار/مايو العام 2017.
ومنذ ذلك الوقت، حاولت وزارة الداخلية البريطانية ثلاث مرات طرده الى خارج البلاد في العام 2019 واعادته الى العراق، وهي محاولات كان يتم تعطيلها قانونيا في اللحظات الاخيرة حيث كان محاموه يكافحون من أجل السماح له بالبقاء في بريطانيا مع عائلته.
وذكر التقرير أن عائلة روين نالت خلال هذه الفترة، حق البقاء في بريطانيا، فيما قال نجاة اسماعيل ان ابنة اخته تتعافى بشكل جيد وتحقق نتائج جيدة في المدرسة.
ونقل التقرير عن نجاة اسماعيل قوله انه وافراد عائلته يشعرون بسعادة غامرة لانهم خطر تفريقهم عن بعض قد زال، واضاف انها "المرة الأولى التي أصبح بمقدوري أن أنام بشكل جيد. أنا الشخص الأكثر سعادة في العالم ولا يمكنني التوقف عن الابتسام"، موجها شكره إلى محاميه قائلا "لقد أنقذت حياتي".
وأشار التقرير إلى أنه خلال جلسات المحاكمة، انتقد القاضي نجاة اسماعيل لأنه خطط لتنفيذ عملية هجرة غير شرعية، إلا أنه تابع قائلا "انني اتفهم انك لم تكن شخصا يقوم بعملية متاجرة بالتهريب من اجل المال، فهؤلاء كانوا من أفراد عائلتك الذين قررت مساعدتهم".
ولفت التقرير إلى أن نجاة اسماعيل، الذي يعاني من اضطرابات الصدمة النفسية والقلق، ربح دعوى الاستئناف ضد ترحيله أمام محكمة الهجرة في يوليو/ تموز الماضي، فحاولت وزارة الداخلية أن تطعن في الحكم، إلا أن محاولتها رفضت مجددا.
ونقل التقرير عن القاضي الذي أيد استئناف الحكم ضد نجاة اسماعيل ان فصله عن عائلته وابعاده الى العراق سيكون خطوة "قاسية للغاية"، مضيفا أنه أخذ بالاعتبار "الظروف الاستثنائية التي أحاطت بارتكاب الجريمة" المتعلقة بإدخال الطفلة روين.