أعلنت الحكومة البريطانية اكتشاف نوع متغير جديد من فيروس كورونا المستجد في بعض مناطق البلاد، وأشارت إلى التحقيقات مستمرة بشأن هذه "الطفرة" في الفيروس.
وتم التعرف على الطفرة الجديدة من الفيروس بعد زيادة في حالات الإصابة بهذا النوع المتحور، في لندن ومقاطعة كنت، الواقعة جنوب شرقي البلاد.
وبحسب الموقع، أُطلق اسم "VUI – 202012/01" على النوع الجديد من الفيروس.
وشهد التطور الأخير للفيروس 17 طفرة على الأقل قد تؤثر على شكله الخارجي، خصوصا على النتوءات الشوكية.
ووفقا للسلطات الصحية، فإن التغير الأخير تسبب بطفرة في البروتين المكون للنتوءات المميزة لسطح فيروس كورونا، والتي تساعده على الالتصاق بالخلايا البشرية وإلحاق الضرر بها.
ومن المحتمل أن تمنح هذه الطفرة، في هذا الجزء تحديدا، الفيروس قدرة أكبر على العدوى والانتشار بسهولة أكبر بين الناس.
وقال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن التغير الجديد في الفيروس يجعله "أكثر قابلية للانتقال" بنسبة تصل إلى 70 بالمئة. إلا أن الدراسات لا تزال قائمة بهذا الشأن.
ووفقا لتحالف "COG-UK" المتخصص بتتبع فيروس كورونا في بريطانيا، فإن النوع المتغير الأخير من الفيروس يحمل مجموعة من الطفرات، بما يشمل طفرة "N501Y".
وطرأت طفرة N501Y بالتحديد على الجزء المحفز لارتباط نتوءات الفيروس بمستقبلات "ACE2" التي تحملها الخلايا البشرية.
ومنذ 13 ديسمبر، تعاملت بريطانيا مع 1108 حالة مصابة بعدوى هذا النوع المتحور من فيروس كورونا المستجد، تم الكشف عن معظمها في المناطق الجنوبية والشرقية من البلاد.
ويلفت موقع "ذا ساينتست" إلى أن هذه الطفرة ليست الأولى من نوعها في هذا الجزء من الفيروس، فقد طرأت طفرة "614G" في بروتين النتوءات مؤخرا، سبقتها طفرة أخرى "614D" في الربيع، ولم تتسبب بحالات أكثر خطورة من العدوى.
ورغم ذلك، أشارت بعض الدراسات إلى أن تلك الطفرات قد تتسبب بانتشار أكبر للعدوى، دون تأثير على شدتها.
"نقوم بالتحقيق في سلالة جديدة من سارس-كوف-2، في كنت والمناطق المحيطة بها على الأغلب"، قالت المستشارة الطبية في شؤون الفحوصات والتتبع في وكالة الصحة العامة الإنكليزية، سوزان هوبكنز.
وأضافت أنه "ليس من غير المتوقع أن يتطور الفيروس"، إلا أنه "من الهام أن نكتشف أي تغييرات بشكل سريع لفهم المخاطر المحتملة والتي قد يفرضها أي متغير".
للمستشارة فإنه "لا يوجد أي دليل حاليا على أن هذه السلالة تتسبب بخطورة أكبر من المرض".
وبحسب التحالف، فإن التغيرات تظهر بشكل طبيعي في جينومات الفيروس المعروف علميا باسم "سارس-كوف-2"، بمعل طفرة إلى طفرتين شهريا في ما يخص السلالة الأكثر انتشارا حول العالم من الفيروس.
ويؤكد التحالف حدوث آلاف الطفرات فعلا على الفيروس منذ ظهوره الأول في 2019، إلا أن الغالبية العظمى منها لم تتسبب بتأثير واضح على مسار الفيروس.
ويشير إلى أنه سيكون من الصعب التنبؤ في ما لو كانت أي طفرة تتمتع بأهمية خاصة فور ظهورها لأول مرة، كون الأمر يحتاج لتتبع آلاف من الطفرات. إلا أن انتباه العلماء يبقى مسلطا على "القلق الأكبر" المتمثل بحدوث تغيرات قد تؤدي إلى رفع نسب العدوى أو فشل اللقاح.
ويشدد التحالف على ضرورة إجراء المزيد من الدراسات على وجه السرعة بشأن الطفرة الأخيرة وآثارها المحتملة.
ويلفت إلى وجود احتمال بأن يؤدي نشر اللقاحات بين أفراد المجتمع إلى ظهور طفرات "تسمح للفيروس بالهروب من تأثير اللقاح".
ورغم ذلك، يستبعد خبراء في مجال الأمراض المعدية أن يتمتع الفيروس في الوقت الراهن بالقدرة على تطوير نفسه بطريقة تجعله مقاوما للقاحات التي تم تطويرها.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن الخبير في مجال الأمراض المعدية في جامعة نورث ويسترن، إيغون أوزر، قوله: "يبدو من الصعب رؤية أن هذا الفيروس سيكون قادرا على تطوير طريقه بعيدا عن فعالية اللقاح".
وتسببت الطفرة الأخيرة للفيروس بإعادة تشديد القيود وفرض إغلاقات في لندن وأجزاء من البلاد التي كانت ترتقب رفع القيود في فترة العطلات.