شفق نيوز/ سيطر الندم على أوزبكي، لقبه "جعفر الطيار" وعمره 20 سنة، وظهر مرتبكاً حين جاءت لحظة قيامه بعملية انتحارية تطوع لها في 18 سبتمبر الجاري بسوريا، وانهمرت الدموع من عينيه لعجزه عن التراجع عما ورّط نفسه فيه، لأن من كانوا معه، وهم مثله من أوزباكستان، لم يدعوا له مخرجاً، وأقنعوه بما غسل دماغه في الحال، فمضى وحده في مدرعة ملأوها له بمواد متفجرة، وقادها إلى قرية "الفوعة" بمحافظة إدلب، وهناك فجرها بنفسه وبآخرين.

[video width="640" height="360" mp4="http://www.ara.shafaaq.com/wp-content/uploads/2015/09/A-Ozbak-23915.mp4"][/video]

إنه شاب جاء بأوائل العام الجاري من أوزباكستان إلى سوريا، والتحق فيها بأوزبكيين معروفين باسم "جماعة الإمام البخاري" التي أعلنت ولاءها العام الماضي لحركة طالبان، ويقاتل أفرادها في صفوف "جبهة النصرة" بمحافظة إدلب وما جاورها في الشمال السوري بشكل خاص، على حد ما قرأت عنه "العربية.نت" في وسائل إعلام متنوعة، تداولت خبره فيما بينها، وكلها نقلت عن المصدر الرئيسي، وهو Radio Liberty الذي ذكر بأن الشاب لم يكن راضياً عما يحصل له في آخر لحظات حياته.

نراه في الفيديو يودع من فضلوا البقاء أحياء، وهو ماض ليموت، ونجدهم يربتون على كتفه لحظة الوداع الأخير وهو دامع العينين، ثم يدخل إلى العربة المصفحة ويتابع فيها بكاءه وتأثره، ونجد أن أحدهم شعر به وكأنه يكاد يتراجع، فعاجله بعبارة: "لا تخف.. فكر بالله" بحسب ترجمة "ليبرتي" لكلامه الأوزبكي، فيما قال له آخر: "جعفر، يا أخي، لا تخف، كلما خفت، تذكر الله" فرد برفع أصبع السبابة اليمنى، قائلا بالإشارة "الله هو الأعلى" المستخدمة بين المتطرفين.

وأراد الشاب في لحظة من اللحظات أن يغطي على رغبته بالتراجع، منعاً لاتهامه بأنه لم يكن رجلاً كما ظنوه، لذلك قال لهم: "أنا خائف فقط من عدم نجاحها" يقصد العملية الانتحارية، فشجعوه بلغتهم وشحنوه بتفاؤل كيفما كان، وبعد أن وجدهم لا يتركون له مخرجاً من مأزق زج نفسه فيه وورّطها بما لم يكن يدرك شره، قاد المدرعة ومضى إلى مصيره، وبعد لحظات انفجر ما فيها وبدت سحابة دخان في الهواء.

الفيديو الذي بثته "جماعة الإمام البخاري" في موقعها الأوزبكي على أنغام نشيد "تاريخ عز لنا" ومنه نقله "راديو ليبرتي" الباث برامجه بلغات عدة، خطف الأضواء في "يوتيوب" وبقية مواقع التواصل، ممن راح الناشطون فيها يفسرون بكاء الشاب وملامحه البائسة تفسيرات متنوعة، إلا أن معظمهم أجمع بأنه بدا نادماً ويأسف على حاله ويبحث عن مخرج، لكنه لم يفلح وعنفوانه قتله.