شفق نيوز / شهد الجسر الاستراتيجيي الرابط بين الجانبين الروسي والأوكراني في مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا انهياراً مع اكتمال انسحاب الجانب الروسي من المدينة، فيما بينت موسكو أنها ملتزمة بعمليتها العسكرية ووضع خيرسون كجزء من سيطرتها.

وقالت وكالة "رويترز" في تقرير اطلعت عليه وكالة شفق نيوز إن "جسر أنتونيفسكي الاستراتيجي، وهو الطريق الوحيد الذي يَعبُر من مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا إلى الضفة الشرقية التي تسيطر عليها روسيا لنهر دنيبرو انهار، وذلك تزامناً مع إعلان روسيا اكتمال انسحاب قواتها من خيرسون".

ونشرت هيئة البث العامة الأوكرانية، الجمعة، صورة "تُظهر أجزاءً كاملة من الجسر قد انهارت، حيث يقع الطريق التالي الذي يعبر نهر دنيبرو على بُعد أكثر من 70 كيلومتراً من مدينة خيرسون"، ولم يتضح بعد سبب انهيار الجسر.

اكتمال انسحاب روسيا من خيرسون

من جهة أخرى، قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إنها أكملت انسحاب القوات من الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا، حسبما ذكرت وكالة تاس للأنباء.

وقالت الوزارة في إفادة يومية نقلتها وكالات الأنباء الروسية، إن "جميع القوات والمعدات نُقلت إلى الضفة اليسرى أو الشرقية لنهر دنيبرو".

الوزارة أضافت أن الانسحاب اكتمل صباح يوم الجمعة.

وأمرت موسكو بالانسحاب يوم الأربعاء بعد أن قالت إن محاولاتها للحفاظ على موقعها وإمداد القوات "غير مجدية" في مواجهة هجوم مضاد أوكراني متصاعد.

وذكرت الوزارة أيضاً يوم الجمعة أنه لم يتبقّ أي قطعة عتاد عسكري أو جندي على الجانب الغربي من النهر، الذي يضم خيرسون العاصمة الإقليمية، وأنها لم تتكبّد أي خسائر في الأفراد أو المعدات أثناء الانسحاب.

وضع خيرسون "كجزء من روسيا" لم يتغيّر

في السياق، قال الكرملين، الجمعة، إن انسحاب القوات الروسية من خيرسون "لن يغيّر وضع المنطقة" التي أعلنت موسكو ضمها من أوكرانيا.

وضمت روسيا خيرسون و3 مناطق أوكرانية أخرى بعد إجراء ما وصفته بالاستفتاءات في سبتمبر/أيلول، التي نددت بها كييف والحكومات الغربية ووصفتها بأنها غير قانونية وقسرية.

المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قال للصحفيين إن وضع المنطقة "ثابت"، وإنه لا يمكن إجراء أي تغييرات عليه، مضيفاً أن روسيا "لم تندم" على إعلان ضم خيرسون والمناطق الثلاث الأخرى في 30 سبتمبر/أيلول.

وفي أول تصريحات علنية للكرملين منذ أن أعلن وزير الدفاع سيرغي شويغو أن القوات الروسية ستنسحب من مدينة خيرسون إلى الجانب الآخر من نهر دنيبرو، قال بيسكوف إن القرار اتخذته وزارة الدفاع وليس لديه "ما يضيفه".

كما أوضح أن روسيا ما زالت ملتزمة بتحقيق أهداف ما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، لافتاً إلى أن الصراع "لا يمكن أن ينتهي إلا بعد تحقيق أهدافه، أو بتحقيق تلك الأهداف من خلال مفاوضات السلام".

وتابع المتحدث باسم الكرملين "لكن نظراً للموقف الذي اتخذه الجانب الأوكراني، فإن محادثات السلام مستحيلة".

وتُعتبر منطقة خيرسون استراتيجية، إذ إنها تقع على حدود شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمّتها موسكو عام 2014، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تمكنت موسكو من السيطرة عليها.

يُذكر أن روسيا كانت قد اضطرت إلى سحب قواتها من منطقة خاركيف شمال شرقي أوكرانيا بسبب الهجمات الأوكرانية، وأثار انسحابها غضباً في روسيا، حيث اعتبر البعض مغادرة المنطقة بمثابة انتكاسة للقوات الروسية في أوكرانيا.

يُشار إلى أن روسيا تشن منذ 24 فبراير/شباط 2022، هجوماً عسكرياً على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم -في مقدمتها واشنطن- إلى فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو.