شفق نيوز/ عادة ما يقدم بعض الآباء على قتل بناتهم تحت غطاء قضايا الشرف وما يسمى بـ"غسل العار"، وهناك أيضاً ضحايا من الفتيات والأطفال والنساء للعنف الأسري، مثل هذه الأخبار والقصص لطالما تتداولها وسائل الإعلام في المجتمعات الشرقية، لكن أن يكون المستوى الدراسي سبباً للقتل فهو أمر غير معتاد.
رانيا العبادي، طالبة جامعية أردنية كانت ضحية "العنف التعليمي" إن جاز التعبير، حيث تعرضت لتعذيب شرس وشديد على يد والدها وبمشاركة والدتها وخالتها، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة قبل نقلها إلى المستشفى، وذلك بسبب انخفاض درجاتها الجامعية، ما قد يفقدها منحتها الدراسية.
ووفقاً لوسائل الإعلام الأردنية، فقد وجّه مدعي عام الجنايات الكبرى في الأردن، للأب الجاني، تهمة القتل المقترن بالتعذيب بشراسة، كما قرّر أيضا توقيف الأب على ذمة القضية 15 يوماً قابلة للتجديد في مركز الإصلاح والتأهيل، في حين تكثّفت المطالبات الشعبية بإنزال أقسى العقوبات بالجناة.
وبحسب التحقيقات الأولية، فإن الضحية طالبة جامعية بالسنة الدراسية الأولى، في كلية السلط للعلوم الإنسانية، تدرس على حساب منحة دراسية، وفي يوم الجريمة علم الوالد أن ابنته حصلت على معدل علامات متدن قد يتسبب بخسارتها للمنحة الدراسة، فأحضر سلكاً كهربائياً وضربها لنصف ساعة دون توقف.
وبعدما فقدت الطالبة وعيها حاول الأب إسعاف ابنته ولكن دون جدوى، واعترف الأب بضرب ابنته، لكنه قال إنه لم يقصد قتلها.
وذكرت تقارير متعلقة بالواقعة، أن القتيلة توفيت من جرّاء الضرب المبرح من والدها، هذا إلى جانب مشاركة والدتها وخالتها، اللتين كانتا تغطيان فمها كي لا تصرخ، عقاباً لها لتحصيلها المنخفض في الجامعة.
وبين مصدر طبي أن الكدمات غطت قرابة نصف جسد الفتاة، ولا وجود لآثار عنف أخرى سوى الضرب الشديد، ووفقاً للمصدر فإن سبب الوفاة النزيف الداخلي.
هذه الحادثة أشعلت غضب الأردنيين، حيث تصدر وسم "رانيا العبادي"، مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة، وتعاطفوا مع القتيلة، مطالبين بإنزال أشد العقوبات بالأب، وتغليظ العقوبات المفروضة على مرتكبي الجرائم في حق النساء، في حين طالب آخرون بعدم إسقاط الحق الشخصي للضحية في الجرائم التي تحدث في نطاق الأسرة.