شفق نيوز/ باتت عمليات اختطاف النساء المتزايدة في الساحل الأفريقي من قبل الجماعات المسلحة، مصدر خوف وقلق مما يترتب عليها من تبعات، خاصة مع تصاعد الهجمات التي أصبحت أكثر قوة في مواجهة جيوش منهكة بعد سنوات من الفوضى الأمنية والسياسية.

وقبل أشهر، تعرضت 52 امرأة للاختطاف من قبل جماعة مسلحة في بوركينا فاسو، وهو تطور دفع الأمم المتحدة إلى التعبير عن قلقها بسبب تكرار هذه الحوادث التي قد تؤدي إلى تقليص دور المرأة في منطقة الساحل التي تعاني الاضطرابات، بحسب وكالة "رويترز".

والنساء في الساحل الأفريقي مضطرات للخروج للعمل بحثاً عن مصادر رزق في منطقة تعاني أزمة إنسانية جراء الصراعات المستمرة، مما يزيد معاناة السكان المحليين.

وتشهد منطقة الساحل الأفريقي، التي تضم خمس دول هي موريتانيا، مالي، النيجر، بوركينا فاسو وتشاد، نشاطاً مكثفاً للجماعات المسلحة التي تستهدف المدنيين والجيوش المحلية بشكل مستمر.

هذه الجماعات تشمل تشكيلات متمردة تسعى لإسقاط السلطات المحلية، وأخرى موالية لتنظيمات مثل "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" المرتبطة بتنظيم القاعدة.

ويعلق الخبير العسكري في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، قائلاً: "الجماعات المسلحة تعتمد إستراتيجية واضحة في الساحل الأفريقي، وهي ترهيب المدنيين بالوسائل كلها، وهذه الجماعات تستهدف النساء بشكل خاص لأنها ترى فيهن هدفاً سهلاً".

وأوضح ديالو، في تصريح خاص لموقع "إرم نيوز"، أن الجماعات المسلحة تدرك أن النساء يخرجن بحثاً عن الغذاء والماء في المناطق المتأثرة بالاشتباكات، فتقوم باختطافهن كرهائن.

وتكرر ذلك، بحسب ديالو "حتى مع نساء وناشطات أجنبيات، بينما أصبحت الجيوش المحلية عاجزة عن حماية النساء في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها".

وشدد ديالو على أن منطقة الساحل وغرب أفريقيا من بين أكثر المناطق في القارة التي يتم فيها استهداف النساء من قبل الجماعات المسلحة، التي تسعى إلى تعزيز نفوذها، مشيراً إلى تقارير تتحدث عن اختطاف مئات النساء على مدار السنوات الماضية، وهو أمر يشكل تهديداً حقيقياً في ظل غياب حلول تضعف هذه الجماعات أو تجبرها على التراجع عن إستراتيجياتها المدمرة.

من جهته، أكد المحلل السياسي التشادي المتخصص في الشؤون الأفريقية، محمد إدريس، أن هناك شهادات مروعة عن استهداف النساء والفتيات من قبل الجماعات المسلحة، ليس فقط في الساحل الأفريقي، بل أيضاً في منطقة القرن الأفريقي.

وقال في تصريح لموقع "إرم نيوز"، إن "حركة الشباب الصومالية وجماعات أخرى في الساحل ارتكبت جرائم بحق النساء، ولا يبدو أن هناك تحركات محلية أو دولية فعّالة للتصدي لهذه الممارسات في ظل التنافس على السلطة والموارد".