شفق نيوز/ كشف التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، يوم الاحد، عن أول وثيقة سرية تتعلق بهجمات 11 سبتمبر التي استهدفت برجيّ التجارة ومبنى البنتاغون في الولايات المتحدة، في الذكرى العشرين لذلك الحدث الذي هز العالم.
وبحسب وسائل اعلام امريكية، تابعتها وكالة شفق نيوز، فان الوثيقة تم الكشف عنها بعد ضغط قوي من عائلات الضحايا الذين طالبوا الرئيس الامريكي جو بايدن بإلغاء مراسم الذكرى العشرين للهجمات إن لم يقرر نزع السرية عن الوثائق التي يقولون إنها ستظهر دعم السلطات السعودية للهجمات.
وبناء على ذلك نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي اليوم، أول وثيقة مرتبطة بتحقيقه في هجمات 11 سبتمبر، ومزاعم دعم الحكومة السعودية للخاطفين، وذلك بناء على أمر تنفيذي من بايدن.
وأظهرت الوثيقة المؤلفة من 16 صفحة والمنقحة جزئيا اتصالات بين الخاطفين وسعوديين لكنها لم تشر إلى دليل على تورط الحكومة السعودية في الهجمات التي أودت بحياة زهاء ثلاثة آلاف شخص.
وأفادت المذكرة التي يعود تاريخها إلى الرابع من نيسان/ أبريل 2016 وكانت سرّية حتى الآن بوجود ارتباطات بين عمر البيومي، الذي كان حينها طالبا لكن يشتبه بأنه كان عميلا للاستخبارات السعودية، وعنصرين في تنظيم القاعدة شاركا في مخطط خطف وصدم الطائرات الأميركية الأربع بأهداف في نيويورك وواشنطن قبل عشرين عاما.
وبناء على مقابلات جرت في 2009 و2015 مع مصدر بقيت هويته سرّية، تكشف الوثيقة تفاصيل اتصالات ولقاءات جرت بين البيومي والخاطفَين نواف الحازمي وخالد المحضار بعد وصولهما إلى جنوب كاليفورنيا عام 2000 قبل الاعتداءات.
كما تؤكد الوثيقة على صلات سبق أن تحدّثت عنها تقارير بين الخاطفَين وفهد الثميري، الذي كان إماما محافظا في مسجد الملك فهد في لوس أنجليس ومسؤولا في القنصلية السعودية في المدينة ذاتها.
وتشير الوثيقة إلى أن أرقام الهواتف المرتبطة بالمصدر تكشف عن اتصالات مع عدد من الأشخاص الذين ساعدوا الحازمي والمحضار عندما كانا في كاليفورنيا، بمن فيهم البيومي والثميري، إضافة إلى المصدر نفسه.
وتكشف أن المصدر أفاد "إف بي آي" بأن البيومي، بعيدا عن هويته الرسمية كطالب، كانت له "مكانة عالية جدا" في القنصلية السعودية. وأفادت المذكرة "شملت المساعدة التي قدّمها البيومي للحازمي والمحضار الترجمة والسفر والإقامة والتمويل".
كما لفتت المذكرة إلى أن زوجة المصدر الذي تحدّث إلى "إف بي آي" أفادت مكتب التحقيقات بأن البيومي تحدّث مرارا عن "الجهاد".
وكشفت الوثيقة عن حدوث لقاءات واتصالات هاتفية وغيرها من أشكال التواصل بين البيومي والثميري من جهة وأنور العولقي من جهة أخرى، وهو داعية ولد في الولايات المتحدة وتحوّل إلى شخصية بارزة في تنظيم القاعدة قبل أن يُقتل بغارة نفّذتها طائرة مسيّرة في اليمن عام 2011.
ورغم نشرها، إلا أن أجزاء عديدة في الوثيقة كانت محذوفة ولم تكشف عن أي رابط مباشر وواضح بين الحكومة السعودية والخاطفين.
وقالت السعودية مرارا إنها لم تقم بأي دور في الهجمات. ولم يرد عن السفارة السعودية أي تعقيب. وذكرت السفارة في بيان يوم الثامن من سبتمبر/ أيلول أن السعودية تؤيد دوما الشفافية فيما يخص أحداث الحادي عشر وترحب بنشر السلطات الأمريكية الوثائق المنزوع عنها السرية المرتبطة بالهجمات.
وقالت السفارة "كما كشفت التحقيقات السابقة ومنها لجنة 11 سبتمبر ونشر ما تسمى 'بالصفحات الثماني والعشرين'، لم يظهر أي دليل على الإطلاق يشير إلى أن حكومة المملكة أو أيّاً من مسؤوليها كانوا على علم مسبق بالهجمات الإرهابية أو كانوا متورطين بأيّ شكل من الأشكال في التخطيط لها أو تنفيذها".
وكان 15 من الخاطفين التسعة عشر سعوديين. ولم تجد لجنة حكومية أمريكية أي دليل يفيد بأن الرياض موّلت بشكل مباشر تنظيم القاعدة الذي وفرت له حركة طالبان الأفغانية ملاذاً آمناً آنذاك. لكن اللجنة لم تحسم مسألة الاشتباه في تورط مسؤولين سعوديين بشكل منفرد.
ورفعت عائلات نحو 2500 قتيلا وأكثر من 20 ألف مصاب وشركات والعديد من شركات التأمين دعاوى على السعودية تطالب بمليارات الدولارات.
يذكر أن الولايات المتحدة أحيت أمس السبت الذكرى الـ20 للاعتداءات المروعة في مراسم رسمية ووسط دعوات إلى توحيد الصفوف بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان الذي تخللته الفوضى وعودة طالبان إلى السلطة.
وعند النصب التذكاري للضحايا في نيويورك جرى الوقوف دقيقة صمت عند الساعة 8,46 صباحا (12,46 ت غ)، وهو التوقيت الذي صدمت فيه أول طائرة مخطوفة برج التجارة العالمي.
ثم بدأ أقارب الضحايا الذين كان كثير منهم يذرفون الدموع، بتلاوة أسماء من قتلوا في الهجمات خلال الحفل الذي حضره الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيسان الأسبقان باراك اوباما وبيل كلينتون وأقيم تحت حراسة أمنية مشددة.