شفق
نيوز/ أغلقت السلطات الهندية، يوم الجمعة، جميع المدارس الابتدائية في العاصمة دلهي
حتى إشعار آخر بسبب تفاقم تلوث الهواء في المدينة، فيما يمتد "الضباب الدخاني"
على بعد أكثر من 100 ميل بكثافة تحجب رؤية نُصب "تاج محل" أحد أشهر
المعالم التاريخية في العالم.
وتتصدر
دلهي والمنطقة الحضرية المحيطة بها، التي يسكنها أكثر من 30 مليون نسمة، باستمرار
التصنيفات العالمية لتلوث الهواء في الشتاء، وهو ما يقدر بأنه يقلل متوسط العمر
المتوقع لسكان العاصمة بما يصل إلى سبع سنوات، بحسب وكالة "فرانس برس".
وأصبح
التلوث مصدراً سنوياً للبؤس بالنسبة لأولئك الذين يعيشون في دلهي، مع فشل
المبادرات الحكومية المتفرقة المختلفة في معالجة المشكلة بشكل ملموس.
وذكرت
رئيسة وزراء دلهي، أتيشي سينغ، على منصة التواصل الاجتماعي "أكس"، أمس
الخميس، أنه "بسبب ارتفاع مستويات التلوث، ستتحول جميع المدارس الابتدائية في
دلهي إلى الفصول الدراسية عبر الإنترنت، حتى صدور توجيهات أخرى".
وتتسبب
أزمة "الضباب الدخاني" السنوية في حدوث العديد من الاضطرابات الأخرى في
جميع أنحاء المدينة وفي جميع أنحاء شمال الهند، بما في ذلك تأخير وإلغاء الرحلات
الجوية والقطارات.
وأبلغت
المستشفيات عن زيادة في عدد المرضى الذين يعانون من مشاكل في التنفس والجهاز
الهضمي المرتبطة بالتلوث، ما يؤدي إلى أزمة صحية في المدينة، بحسب الأطباء.
وحظرت
الحكومة أيضاً، يوم أمس الخميس، جميع أعمال البناء غير الضرورية، وناشدت المواطنين
باستخدام المزيد من وسائل النقل العام، وتجنب استخدام الفحم والخشب للتدفئة، دون
أن تحدد المدة التي ستظل هذه الإجراءات سارية فيها.
وتدهورت
جودة الهواء في شمال الهند على مدار الأسبوع الماضي.
وتم
تسجيل مستويات الملوثات بمقدار "PM2.5"، وهي جسيمات دقيقة خطيرة مسببة
للسرطان تدخل مجرى الدم عبر الرئتين، بأكثر من 50 مرة فوق الحد الأقصى اليومي
الموصى به من قبل منظمة الصحة العالمية.
ويُلقى
اللوم في المقام الأول على حرق القش من قبل المزارعين في أماكن أخرى من الهند
لتنظيف حقولهم للحرث، فضلاً عن أبخرة المصانع وعوادم السيارات.
وتؤدي
درجات الحرارة المنخفضة والرياح البطيئة الحركة إلى تفاقم الوضع من خلال احتجاز
الملوثات القاتلة كل شتاء، بدءاً من منتصف تشرين الأول/ أكتوبر وحتى كانون الثاني/
يناير على الأقل.