شفق نيوز / تواجه أفغانستان أبرد شتاء لها منذ أكثر من 10 سنوات مع تدنٍ كبير جداً في درجات الحرارة، إذ لقي أكثر من 124 شخصاً مصرعهم، ودُمر أكثر من 50 منزلاً، نتيجة موجة برد قارس تضرب مناطق واسعة، فيما ينتظر أكثر من 28 مليون شخص المساعدات العاجلة في البلاد، التي أصبحت واحدة من أكثر بلدان العالم تراجعاً في مؤشرات الأوضاع الإنسانية والمعيشية.
وقال المتحدث باسم هيئة إدارة الكوارث الوطنية في حكومة طالبان، شفيع الله رحيمي، إن "أكثر من 50 منزلاً دُمرت بصورة كلية أو جزئية، كما نفق 70 ألف حيوان"، مشيراً إلى "تفشّي مرض تنفسي أودى بحياة 21 شخصاً في منطقة بامير بولاية بادخشان".
وتزداد خلال موسم البرد سنوياً الأمراض التنفسية، خاصةً بين الأطفال، ولكن هذا الشتاء كان بارداً بصورة غير مسبوقة، كما أن المزيد من الأفغان يعانون اقتصادياً.
وسجلت إدارة الأرصاد في أفغانستان أقل درجة حرارة خلال الشهر الجاري، بلغت 34 درجة مئوية تحت الصفر، في إقليم جور (وسط البلاد).
فيما قالت وزارة الصحة في وقت سابق، إنه تم نقل نحو 5 آلاف طفل للمستشفى خلال أسبوع.
وقال وزير إدارة الكوارث بالوكالة، الملا محمد عباس أخوند، لشبكة "بي بي سي"، إن "العديد من المناطق في أفغانستان أصبحت الآن معزولة تماماً بسبب الثلوج، وتم إرسال مروحيات عسكرية للإنقاذ، لكنها لم تتمكن من الهبوط في أكثر المناطق الجبلية، مبيناً أن "التوقعات للأيام العشرة المقبلة تشير إلى ارتفاع درجات الحرارة، لكن لا يزال هناك شعور بالقلق من ارتفاع عدد القتلى".
كما أشار الملا أخوند: "معظم الأشخاص الذين فقدوا حياتهم بسبب البرد كانوا رعاة أو أشخاصاً يعيشون في المناطق الريفية، ولم تكن لديهم إمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية".
وأضاف: "نحن قلقون بشأن أولئك الذين ما زالوا يعيشون في المناطق الجبلية. أغلقت معظم الطرق التي تمر عبر الجبال بسبب الثلوج، وعلقت السيارات هناك، وتوفي الركاب في درجات الحرارة المنخفضة".
ويشار إلى أن أفغانستان تعاني من الفقر والبؤس، بعد وصول طالبان إلى السلطة، وقطع المساعدات الدولية عنها.
ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، يعاني نصف سكان البلاد من صعوبة في تأمين الاحتياجات الأساسية من المواد الغذائية، فيما تضطر أعداد كبيرة من العائلات إلى بيع بناتها، لتوفير كفاف يومها من الخبز، في بلد وصلت معدلات الفقر فيه إلى 97%.
وفي 15 أغسطس/آب الماضي، سيطرت "طالبان" على أفغانستان، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتمل نهاية الشهر ذاته.