شفق نيوز/ وصف وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، يوم الثلاثاء، قرار الولايات المتحدة بسحب ملايين البراميل من احتياطيها الاستراتيجي "تلاعب بالأسواق"، محذراً من أن فقدان الاحتياطي الاستراتيجي سيؤدي لنتائج "مؤلمة" مستقبلاً.
وقال الوزير السعودي في كلمة له خلال مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في الرياض، إن "الناس يستنزفون احتياطياتهم الاستراتيجية، يستخدمونها كأداة للتلاعب بالأسواق فيما غرضها الرئيسي كان تخفيف نقص المعروض النفطي"، بحسب وكالة "فرانس برس" للأنباء.
وأضاف "من واجبي العميق أنّ أوضح للعالم أن فقد الاحتياطي الاستراتيجي قد يكون مؤلما خلال الأشهر المقبلة".
ولم يذكر الامير السعودي بشكل صريح الولايات المتحدة خلال كلمته، لكنها تأتي بعد أقل من اسبوع من قرار الرئيس الامريكي جو بايدن سحب 15 مليون برميل إضافي من النفط من احتياطيها الاستراتيجي في محاولة لخفض أسعار الذهب الأسود.
وتشكل هذه الكمّية التي سيتمّ ضخّها في السوق في كانون الأول/ ديسمبر، الشريحة الأخيرة من برنامج أعلن عنه الرئيس الأميركي في الربيع ويقضي بضخ 180 مليون برميل لمواجهة ارتفاع أسعار النفط المرتبط بالغزو الروسي لأوكرانيا.
كما تأتي التصريحات في أعقاب إعلان تحالف "أوبك بلاس" خفضًا كبيرًا في حصص الانتاج بمقدار مليوني برميل يوميا اعتبارا من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
واعتبر البيت الأبيض قرار الكارتل النفطي الذي تقوده السعودية اصطفافا إلى جانب روسيا في حرب أوكرانيا.
وهو الطرح الذي رفضته السعودية رسميا مرارا، وجدّد الأمير عبد العزيز استبعاده لذلك اليوم الثلاثاء.
وقال "اسمع باستمرار إلى هل انتم معنا أم ضدنا؟ هل هناك أي مساحة أننا مع السعودية ومع الشعب السعودي؟"، قبل أن تضج القاعة بالتصفيق.
وردا على سؤال كيف يمكن إعادة الشراكة طويلة الأمد بين الرياض وواشنطن إلى مسارها الصحيح، قال "اعتقد أننا في السعودية قررنا أن نكون الشخص الناضج وليكن ما يكون".
وكان وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح وصف في وقت سابق الخلاف الأخير بأنه "غير مبرر" ومؤقت، مضيفاً "سنتغلب على الخلاف الأخير الذي أعتقد أنه غير مبرر".
ويحضر المئات من الرؤساء التنفيذيين وقادة القطاع المالي في الرياض المؤتمر الاستثماري الذي يطلق عليه "دافوس في الصحراء"، ويقول محللون إنه سيسلط الضوء على القوة الجيوسياسية للسعودية رغم توتر علاقتها مع الولايات المتحدة.
وخلال ندوة صباح اليوم، أعرب جيمي ديمون المدير التنفيذي لمصرف "جي بي مورغن" الأميركي عن تفاؤله أن تتحسن العلاقات الثنائية بين البلدين في نهاية المطاف.
وقال إنّ "السعودية والولايات المتحدة كانا حليفين خلال الـ75 سنة الماضي.. وسيعملان على حلّ الأمر"، مضيفا أنّ "البلدين سيبقيان حليفين مستقبلا".
وأطلقت "مبادرة مستقبل الاستثمار" في 2017 كنافذة على العالم لأكبر مصدّر للنفط في العالم، فيما يحاول تنويع اقتصاده بعيدا عن الذهب الأسود تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
من جانبها، تقول الباحثة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن كريستين ديوان إن ولي العهد السعودي "يتبع نهجا عمليا ملموسا" مع المشاريع المرتبطة بأجندة الإصلاح المتعلقة برؤية 2030.
وبحسب ديوان فإنه "في نهاية المطاف، يعلم الذين يحضرون المنتدى أنهم بحاجة لموافقة منه أو من المقربين منه للعمل في المملكة".
ويُتوقع أن يحضر ما يصل إلى 400 مدير تنفيذي أميركي نسخة هذا العام، رغم أن المؤتمر يشهد غياب تمثيل أميركي رسمي لأول مرة.
وأفاد منظم الفاعلية لوكالة "فرانس برس" الاسبوع الماضي، بأنه لم تتم توجيه دعوات إلى مسؤولين أميركيين.
وبحسب ديوان فإن"السعودية بحاجة لجذب الاستثمار والتكنولوجيا والاهتمام الشعبي الأميركي للنجاح".
وتضيف "يبقى أن نرى إن كان يمكن الحفاظ على المشاركة الأوسع حال أصبح المزاج السياسي في الولايات المتحدة معاديا تجاه السعودية".