شفق نيوز- نيويورك
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الثلاثاء، عن استخدام الدعاية والتضليل والعمليات السرية بمساعدة الذكاء الاصطناعي ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من قبل إسرائيل وإيران خلال حرب الـ 12 يوماً.
وذكرت الصحيفة في تقرير، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أن "إسرائيل وإيران حوّلتا منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة معركة رقمية، مستخدمتين الخداع والأكاذيب في محاولة للتأثير على النتيجة، حتى مع تبادلهما الضربات الصاروخية الحركية التي أودت بحياة المئات وأججت الاضطرابات في الشرق الأوسط المضطرب أصلًا".
وقال باحثون وفقاً للصحيفة إن "هذه المنشورات تُمثل شدةً أكبر لحرب المعلومات، إذ بدأت قبل الضربات، واستخدمت الذكاء الاصطناعي، وانتشر انتشاراً واسعاً وسريعاً".
وتابع التقرير، أنه على سبيل المثال، في الساعات التي سبقت قصف القوات الإسرائيلية لسجن إيفين في العاصمة الإيرانية في 23 يونيو/حزيران، ظهرت منشورات باللغة الفارسية على مواقع التواصل الاجتماعي، تُنذر بالهجوم وتحث الإيرانيين على إطلاق سراح السجناء، وبعد لحظات من وقوع القصف، ظهر فيديو على تطبيقي "إكس" و"تلغرام"، يزعم أنه يُظهر انفجاراً عند مدخل السجن، المعروف باحتجازه للسجناء السياسيين، وفي حين كان الهجوم على السجن حقيقياً، لكن المنشورات والفيديو لم يكونا كما بدوا إذ كانا جزءاً من خدعة إسرائيلية.
وفي المقابل، أظهر مقطع فيديو مُفبرك دماراً في مطار بن غوريون في إسرائيل لم يحدث وظهرت صور ومقاطع فيديو لحطام طائرة إسرائيلية، ولاحقاً أمريكية، بناءً على روايات تعقبها باحثون إلى إيران ووسائل إعلامها الرسمية، بحسب التقرير.
وبينما زعمت إيران إسقاطها ثلاث طائرات إسرائيلية من طراز إف-35 على الأقل، نفى مسؤولون عسكريون إسرائيليون خسارة أي طائرة في القتال، ولم تظهر أي أدلة تشير إلى خلاف ذلك.
وحتى أن وسائل الإعلام الإيرانية زعمت أسر طيارة إسرائيلية، تُعرف باسم سارة أحرونوت، إلا أن شركة "نيوز جارد"، وهي شركة تُراقب التضليل الإعلامي، تعقبت الصورة لتجدها صورة لملازم في البحرية التشيلية التُقطت عام 2011.
وأوضحت الصحيفة أن حرب المعلومات، التي تُسمى غالباً العمليات النفسية، قديمة قدم الحرب نفسها، لكن الخبراء يقولون إن الجهد بين إسرائيل وإيران كان أشد وأكثر تركيزاً من أي وقت مضى، وشاهده ملايين الأشخاص وهم يتصفحون هواتفهم بحثاً عن التحديثات حتى مع سقوط القنابل.
ووفقاً لباحثين وبيانات رسمية، فإنه على سبيل المثال، أرسلت إيران تنبيهات باللغة العبرية إلى آلاف الهواتف المحمولة الإسرائيلية تحذر المتلقين من تجنب الملاجئ؛ لأن مسلحين خططوا للتسلل إليها ومهاجمة من بداخلها.
وبدورها، نشرت شبكة من الحسابات على موقع "إكس" المنسوبة إلى إسرائيل رسائل باللغة الفارسية في محاولة لتقويض الثقة في الحكومة الإيرانية، بما في ذلك رسائل روتها امرأة مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي.
من جانبه، قال جيمس فورست، أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة ماساتشوستس لويل: "إنها حقبة جديدة من حرب النفوذ".
وأضاف: "لم يسبق في التاريخ أن شهدنا مثل هذه النتيجة التي أتيحت لنا فيها القدرة على استخدام هذا النوع من الدعاية على نطاق واسع".
ولفتت الصحيفة إلى أن "إسرائيل وإيران اتبعتا نهج روسيا في حرب أوكرانيا، محاولتين التأثير على الرأي العام محلياً ودولياً، مع إضافة القدرة على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة على نطاق واسع في حملاتهما".
وأضافت: "أغرقت جهات الاتصال من كلا جانبي الصراع الإنترنت بصور وفيديوهات مُفبركة أو مُزيّفة، سعياً منها لإضعاف الطرف الآخر وتشويه سمعته؛ وتضمن المحتوى في الغالب على صور من صراعات سابقة، وتلفيقات واضحة للمرشد الأعلى الإيراني ورئيس الوزراء الإسرائيلي".