شفق نيوز/ أدت التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة في العديد من البلدان، إلى تسجيل المئات من حالات الوفاة والإصابة بضربة شمس، إلى جانب اندلاع النيران في الغابات، في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا.
ووفقاً لموقع "فرانس24" الإخباري، فإن موجات الحر الشديد التي تجتاح القارات الأربع مع بداية فصل الصيف في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، يعزز المخاوف من تأثيرات تغير المناخ، ففي الأيام القليلة الماضية، تسببت درجات الحرارة المرتفعة في وفاة المئات بآسيا وأوروبا.
وفي السعودية، لقي مئات الحجاج مصرعهم بسبب حرارة تجاوزت 51 درجة مئوية. كما تعاني دول البحر المتوسط من حرائق غابات، بينما أدت موجة حر في الهند إلى تسجيل أكثر من 40 ألف حالة ضربة شمس و110 وفيات.
وفي الأيام القليلة الماضية، يشتبه في أن درجات الحرارة المرتفعة قد تسببت في وفاة المئات، إن لم يكن الآلاف، في أنحاء مختلفة من آسيا وأوروبا.
دول البحر المتوسط شهدت أسبوعاً آخر من درجات الحرارة المرتفعة التي ساهمت في نشوب حرائق غابات من البرتغال إلى اليونان، وعلى طول الساحل الشمالي لأفريقيا في الجزائر، بحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية.
وفي صربيا، توقع خبراء الأرصاد أن تصل درجات الحرارة إلى نحو 40 درجة مئوية في الأيام المقبلة، نتيجة للرياح القادمة من شمال أفريقيا التي دفعت بجبهة ساخنة عبر منطقة البلقان.
وفي الجبل الأسود المجاورة، نصحت سلطات الصحة السكان بالبقاء في الظل حتى فترة ما بعد الظهيرة، في حين لجأ عشرات الآلاف من السياح إلى الشواطئ. أوروبا تواجه هذا العام موجة من حالات اختفاء ووفاة السائحين، وسط درجات حرارة خطيرة.
وفي الولايات المتحدة، تعاني مناطق في الشمال الشرقي والغرب الأوسط مما يعرف باسم القبة الحرارية، وصدرت تحذيرات لأكثر من 86 مليون شخص من تأثيرات الحرارة.
وتحدث القبة الحرارية عندما يحبس نظام ضغط جوي قوي الهواء الساخن فوق منطقة ما، ما يمنع الهواء البارد من الدخول، ويتسبب في بقاء درجات حرارة الأرض مرتفعة.
وفي الهند، التي يمتد فصل الصيف فيها من آذار/ مارس إلى أيار/ مايو، قبل أن تبدأ الأمطار الموسمية في تخفيف حرارة الجو، سجلت نيودلهي يوم الأربعاء أشد ليلة حرارة منذ 55 عاماً على الأقل، حيث بلغت درجة الحرارة 35.2 درجة مئوية عند الساعة الواحدة صباحاً.
وعادة ما تنخفض درجات الحرارة خلال ساعات الليل، لكن العلماء يؤكدون أن تغير المناخ يتسبب في ارتفاع درجات الحرارة ليلاً.
وأفادت دراسة أجرتها جامعة إكستر عام 2020 بأن درجات الحرارة ترتفع ليلاً بشكل أسرع من النهار في أجزاء كثيرة من العالم.
وذكرت خدمة مراقبة تغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، أن موجات الحر الحالية تحدث على خلفية 12 شهراً متتالياً شهدت أعلى درجات حرارة على الإطلاق مقارنة بالسنوات السابقة.
وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك احتمالاً بنسبة 86% أن تسجل إحدى السنوات الخمس المقبلة أعلى درجات حرارة على الإطلاق، متجاوزة عام 2023.
وعلى الرغم من أن درجات الحرارة العالمية ارتفعت بمتوسط 1.3 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، فإن تغير المناخ يغذي درجات الحرارة القصوى، ما يجعل موجات الحر أكثر شيوعاً وكثافة وأطول أمداً.
ووفقاً لفريق من العلماء لدى مجموعة "ورلد ويزر أتريبيوشن"، فإن موجات الحر التي كانت تحدث مرة واحدة كل عشر سنوات قبل الثورة الصناعية أصبحت تحدث الآن 2.8 مرة كل عشر سنوات، وتكون أشد حرارة بمقدار 1.2 درجة مئوية.
ويؤكد العلماء أن موجات الحر ستستمر في التزايد إذا استمر العالم في إطلاق الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.
ووفقا لمجموعة "ورلد ويزر أتريبيوشن"، فإن درجات الحرارة العالمية إذا ارتفعت بمقدار درجتين مئويتين فوق مستواها الحالي، ستحدث موجات الحر 5.6 مرة كل عشر سنوات في المتوسط، وستكون أشد حرارة بمقدار 2.6 درجة مئوية.