شفق نيوز/ اعلنت جمعية الهلال الاحمر العراقي، يوم الخميس، عن تسليمها مساعدات غذائية وإغاثية إلى الصليب الأحمر اللبناني بغية توزيعها للعوائل النازحة على الحدود اللبنانية الفلسطينية.

وقالت الجمعية في بيان لها ورد لوكالة شفق نيوز، إن "الهلال الأحمر العراقي قام بشحن أكثر من 18 طنا من المساعدات الإنسانية على متن طائرات القوة الجوية في مطار بغداد وتسليمها مساء اليوم الى الصليب الاحمر اللبناني في مطار الحريري في لبنان".

يأتي ذلك وسط تحذيرات من "ارتدادات صعبة وقاسية" لوقف خدمات الأونروا في لبنان، وفقاً لتقرير لقناة "الحرة".

ويروي التقرير قصة لفتاتين من لبنان تعيشان رحلة صراع مع الحياة، بعدما فقدتا والديهما الذين كانا سندهما، حيث رحلا تاركين إيّاهما وحيدتين تواجهان كلاجئتين فلسطينيتين قسوة العيش في بلد يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة".

تعتمد الشقيقتان على وكالة الأونروا لتلقي الرعاية الطبية وجزء من التغطية الاستشفائية، وعندما انتشر خبر احتمال توقف خدمات هذه الوكالة الأممية، لا تعرفان ماذا سيحل بهما، وتقول منى "لا يمكننا الحصول على وظيفة آمنة في هذا البلد، ولا دخل يكفي لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتنا الأساسية، فكيف يمكننا علاج أنفسنا من الأمراض والآلام النفسية والجسدية".

لولا "الأونروا"، لكانت شقيقة منى ربما في عداد الأموات كما تقول، "حيث أصيبت بسرطان الثدي قبل سنوات، ولم يكن لديها القدرة المالية لتلقي العلاج، فكانت الخدمات التي تقدمها الوكالة الأممية كطوق نجاة لها من مرض لا يرحم".

وتضيف في حديث لموقع "الحرة" "شقيقتي ما زالت تعاني من مشاكل نفسية، وتتابع علاجها مع طبيبة تعمل في الوكالة الأممية، فالظروف الصعبة التي مررنا بها تركت آثاراً عميقة في نفسيتها، حيث كانت تعيش في حالة من الخوف الدائم، تتخيل أموراً لا وجود لها في الواقع، حوّلت حياتها وحياتي إلى جحيم، إلى أن بدأت رحلة علاجها، التي كان من المستحيل أن تلتحق بها لولا خدمات الأونروا المجانية".

ويعاني ابن شقيق منى من مرض السكر منذ طفولته، وهو يتابع علاجه في عيادة الوكالة بانتظام ويحصل على الأدوية اللازمة مجاناً، كما يحصل على مساعدة مالية بقيمة 30 دولار كل ثلاثة أشهر، وتقول "رغم أن المبلغ صغير، إلا أنه يساعد على تأمين بعض احتياجات عائلته، لا سيما وأنه عاطل عن العمل، ولولا مدارس الأونروا المجانية لكان طفله من دون تعليم، إذ لا يستطيع والده تحمل تكاليف أقساطه وكتبه".

لكن منذ فترة خففت الوكالة من خدماتها الاستشفائية، حيث اقتصرت الأمر كما تقول اللاجئة سهام على تغطية نسبة بسيطة من العمليات الاستشفائية الطارئة والمهددة للحياة، بعدما كانت تغطي في السابق تصل إلى ما نسبته 50 في المئة وما يزيد من كلفة العمليات، فمنذ أشهر وابني ينتظر موافقة الوكالة على خضوعه لعملية فتاق السرّة، وإلى حدّ الآن لم يحصل عليها.

وتضيف في حديث لموقع "الحرة" "لا ننسى أيضاً عيادة طب الأسنان التي تقدم خدماتها مجاناً، وإن كان الأمر يقتصر على خلع الأضراس من دون علاجها"، مشددة "الجميع يعلم أن العلاج سلعة باهظة الثمن في لبنان، لا يقدر عليها إلا الأغنياء، ومن لديه من يسانده بتحمّل تكاليفها".

كما تحصل سهام وأولادها على دعم نقدي فصلي من الوكالة، وهي تجمع ومنى على أن توقف خدمات الأونروا سيكون "بمثابة دمار شامل للعائلات اللاجئة الفقيرة، حيث ستحرم من أبسط حقوقها الإنسانية، مما سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة التي تعاني منها".

وعلّقت 16 دولة تمويلها لـ" الأونروا"، الذي يبلغ إجماليه 450 مليون دولار أي ما يعادل أكثر من نصف الدخل المتوقع لعام 2024، وفق ما قاله المفوض العام لوكالة "الأونروا"، فيليب لازاريني، والذي حذّر مؤخراً من أن أنشطة الوكالة في جميع أنحاء المنطقة "ستكون معرضة لخطر كبير ابتداء من شهر مارس".

وكانت الوكالة محور جدل منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها بالضلوع في هجمات 7 أكتوبر الذي نفذتها حركة حماس على إسرائيل، فأنهت على الفور عقود الموظفين المتهمين، وبدأت تحقيقا داخلياً، وتم تكليف مجموعة مستقلة بمهمة تقييم الأونروا و"حيادها" السياسي.

ويقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إغلاق هذه الوكالة الأممية، وهي أحد بنود خطته لـ"اليوم التالي" لقطاع غزة بمجرد انتهاء الحرب. وكررت إسرائيل خلال الفترة الماضية اتهاماتها للوكالة الأممية بأنها تغطي على أعمال حماس، ودعت لاستبدالها بمنظمات إغاثة دولية أخرى.