شفق نيوز/ ذكرت وكالة انباء الفاتيكان ان اكثر من 50 وكالة كاثوليكية اجتمعت برعاية الفاتيكان، في اطار منتدى افتراضي عن بعد، للبحث في سبل التعامل مع الحالات الانسانية الطارئة وازمة النازحين وهروب المسيحيين من العراق وسوريا والدول المجاورة.
وشارك البابا فرانسيس في المنتدى عبر تسجيل فيديو مصور، حدد فيه تطلعات الاجتماع الافتراضي، بهدف تنسيق الجهود الانسانية لتخفيف معاناة السكان في العراق وسوريا.
طريق السلام
وقال البابا للمجتمعين "كل جهد، مهما كان صغيرا او كبيرا، ينفذ من اجل الترويج لطريق السلام، هو كما اضافة قطعة حجر بناء الى هيكل مجتمع عادل، يكون منفتحا، وحيث يمكن للجميع ايجاد مكان للتعايش بسلام".
وعقد الاجتماع "اونلاين" يوم ليل الخميس، وشاركت فيه نحو 50 جمعية ووكالة كاثوليكية معنية بالانشطة الخيرية وممثلون عن كنائس وبعثات دينية عاملة في سوريا والعراق ودول مجاورة. وشارك ممثلون عن ارساليات في المنطقة للتأكيد على دعم البابا.
الرفع الفوري للعقوبات
ودعا رئيس منظمة "كاريتاس" الوسيوس جون الى الرفع الفوري للعقوبات الخارجية للتخفيف من معاناة السكان المحليين والسماح لمنظمات الاغاثة للتعامل مع الحاجات الطارئة المرتبطة بقدوم الشتاء ووباء كوفيد19.
ووجه جون مناشدة من اجل زيادة الموارد المالية التي يمكن تخصيصها لبرامج المساعدات لاعادة نباء النسيج الاجتماعي وتلبية حاجات المجتمعات المحلية، وحتى يكون بالامكان تقديم دعم أكبر لمنظمات المجتمع المدني التي توفر المساعدات وتعزز برامج اعادة التأهيل للتنمية.
انهيار المؤسسات
وتليت رسالة من الكاردينال بيترو بارولين، من الفاتيكان، قال فيها ان الازمة الانسانية في دول الشرق الاوسط يفاقمها الجمود السياسي وانهيار المؤسسات، بالاضافة الى "كوفيد19" الذي في الفترة الاخيرة.
وفي مواجهة هذا الوضع الذي وصفه بانه "بالغ الخطورة"، شجع الكاردينال الجميع على مواصلة "المشاريع في العراق والاردن وتركيا" ودعا الى التزام خاص في سوريا ولبنان.
الالتزام الخيري
وحول سوريا، قال الكاردينال بارولين " اليوم اكثر من اي يوم مضى، علينا الا نشيح بوجهنا عن حاجات السكان، وانما علينا ككنيسة، ان نجدد التزامنا الخيري نحو الاشخاص الاكثر عوزا وحاجة".
اما حول لبنان، فقد قال الكاردينال ان البلد اصيب بانهيار لنظامه المالي، وبأزمة اجتماعية-اقتصادية وانفجار مرفأ بيروت".
واضاف ان هناك "حاجة ملحة من اجل التزام قوي ليس فقط لاعادة البناء، وانما ايضا لدهم المدارس الكاثوليكية والمستشفيات، وهما حجرا زاوية للوجود المسيحي في البلد وفي ارجاء المنطقة".
ومن جهته، قال الاسقف بول غالاغر، مسؤول العلاقات مع الدول في الفاتيكان، انه يأمل ان تعزز "اتفاقيات ابراهيم" استقرارا اكبر، وان يتم التعامل مع التحديات المتعددة على الارض من الجانب الانساني الى السياسي، بكل شفافية وشجاعة.
وبعدما اشاد بعمل الابرشيات، اكد على التزام الحبر الاعظم بالعمل من اجل السلام.
جرح الهجرة
اما احوال المجتمعات المسيحية في الدول التي تأثرت بالحروب، فقد تناولها الكاردينال ليوناردو ساندري، من الكنيسة المشرقية، ووصف الهجرة بأنها "جرح" يؤثر على الشبان بشكل خاص، واعرب عن أمله بعمل كل ما يمكن من اجل تجنب "شرق أوسط احادي لا يعكس حقائق غناه البشري والتاريخي".
وقال ساندري "في هذه المنطقة الواسعة، هناك رجال ونساء يتمنون ان يعودوا الى ارضهم، والمساهمة في ميلاد سوريا جديدة، وعراق جديد، بسلام ووفق مبادئ اللاعنف والحوار واحترام الكرامة الانسانية وحقوق الانسان والحريات الاساسية والديموقراطية والمواطنة وحكم القانون والفصل بين الدين والدولة.
وتناول مفوض الامم المتحدة لشوؤن اللاجئين فيليبو غراندي في مداخلته على مسألة المهاجرين والنازحين. اما الكاردينال ماريو زيناري من سوريا، فقد استعرض تجربته الشخصية حول النتائج الانسانية والمادية للازمة في بلاده، والتي بحسب الامم المتحدة يتواجد فيها 11 مليون انسان يحتاجون الى المساعدات الملحة.
ترجمة: وكالة شفق نيوز