شفق نيوز- لندن

أظهر استطلاع جديد للرأي أجرته مؤسسة YouGov البريطانية، أن 60% من الشباب البريطانيين يرون أن إسرائيل تعامل الفلسطينيين بنفس الطريقة التي عامل بها النازيون اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.

وأبرز الاستطلاع، الذي شمل عينة ممثلة من 2245 بالغاً بريطانياً وأُجري عبر الإنترنت بين 1 و2 أيلول/سبتمبر 2025، أن أكثر من واحد من كل خمسة بريطانيين (21%) يتبنى أو يتفق مع آراء تُصنف معادية للسامية، مقارنة بـ16% العام الماضي و11% في عام 2021، وهو أعلى مستوى منذ بدء رصد هذه المؤشرات قبل عقد من الزمن.

وكشف الاستطلاع الذي أُجري بالتعاون مع حملة مناهضة معاداة السامية (CAA) ونشرته صحيفة "التلغراف" البريطانية عن اختلافات واضحة بين ناخبي الأحزاب:

10% من ناخبي حزب الإصلاح يعتقدون أن اليهود لا يوالون بريطانيا كما بقية المواطنين، و24% يرون أن اليهود يسعون وراء المال أكثر من غيرهم، وهي نسب أعلى من أي حزب رئيسي آخر.

ثلث ناخبي حزب العمال (33%) وأكثر من نصف ناخبي حزب الخضر (54%) أبدوا شعورهم بعدم الارتياح لقضاء الوقت مع أشخاص يدعمون إسرائيل علناً، في حين كانت النسبة الأدنى بين ناخبي الإصلاح (7%).

29% من البريطانيين يعتقدون أن إسرائيل وأنصارها يؤثرون سلباً على الديمقراطية، بزيادة عن 22% العام الماضي، وترتفع هذه النسبة إلى 58% بين الشباب و54% بين ناخبي حزب الخضر، و32% في لندن.

وأفاد الاستطلاع أن نحو 19% من الشباب يعتقدون أن هجوم حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 كان مبرراً، و10% لديهم "نظرة إيجابية" للحركة، بينما رأى 14% أنه من الخطأ تصنيفها كمنظمة إرهابية، في وقت عبّر نصف البريطانيين عن شعورهم بارتفاع معاداة السامية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

ورغم أن حملة مناهضة معاداة السامية CAA وصفت النتائج بأنها "تصاعد لمعاداة السامية"، يشير مراقبون إلى أن الخلط بين انتقاد سياسات إسرائيل ومعاداة اليهود يشوه الواقع، ويُستخدم لقمع أصوات التضامن مع فلسطين.

وقالت الحملة إن تشبيه أفعال إسرائيل بالنازيين "من أكثر المجازات المعادية للسامية شيوعاً"، معتبرةً أنه يقلل من شأن المحرقة ويحمّل ضحاياها المسؤولية عن الجريمة نفسها.

وتعكس هذه المخاوف والجدل حول سياسة إسرائيل اتجاهات واضحة بين الشباب والجمهور البريطاني، كما تظهر الأرقام الآتية:

60% من الشباب (18–24 عاماً) يرون أن إسرائيل تتصرف مثل النازيين، و48% من سكان لندن يوافقون على ذلك.

49% من الشباب يشعرون بعدم الارتياح لقضاء الوقت مع أشخاص يدعمون إسرائيل علناً، بينما وافق 18% فقط على ذلك.

31% من الشباب يعترفون بحق إسرائيل في الوجود كوطن للشعب اليهودي، بينما يقول 20% إنها لا تملك هذا الحق.

42% من الشباب يعتقدون أن إسرائيل قادرة على الإفلات من العقاب لأن مؤيديها يسيطرون على وسائل الإعلام، مقارنة بـ26% من إجمالي الجمهور.

ويأتي الاستطلاع قبل مسيرة وطنية في لندن تنظمها جماعات يهودية وحلفاؤها احتجاجاً على "استهداف اليهود من قبل المتطرفين"، في وقت يواصل فيه ناشطون مؤيدون لفلسطين التعبير عن التضامن الشعبي مع الضحايا الفلسطينيين.

وقال متحدث باسم حملة مناهضة معاداة السامية: "من الواضح أن بلدنا يمر بمرحلة حرجة. هذه أعلى أرقام معاداة للسامية سجلناها على الإطلاق، حيث تضاعفت في أقل من خمس سنوات. ستفقد بريطانيا روحها أمام المتطرفين ما لم تستيقظ الأغلبية الصامتة".

ورغم ذلك، يشير محللون إلى أن ارتفاع عدد البريطانيين الذين ينتقدون سياسات إسرائيل يعكس وعياً متزايداً بمحنة الفلسطينيين ورفضاً للانتهاكات المستمرة بحقهم.