شفق نيوز/ عد تقرير بريطاني، يوم الجمعة، أن "احتضان" الإمارات للرئيس السوري بشار الأسد تأتي تتويجاً لسلسلة من العلاقات العائلية والسياسية والاقتصادية "لم تنقطع" بين حكام الدولتين رغم "ظرف" الحرب السورية، وفيما بيّن أن حاكم دبي معجب شخصياً بالأسد، وأن دمشق لا تسير على نهج طهران في تعاملها مع المنطقة، يختصر مسؤولون سوريون مجمل العلاقات بين البلدين بأن "الجليد ذاب".
وقال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني في تقرير نشره وترجمته شفق نيوز؛ إن "لا ينبغي أن تشكل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الى الامارات مؤخراً، مفاجأة لأحد برغم الاضطراب الذي اثارته بين المراقبين في واشنطن"، مذكراً بــ"برودة اتسمت بها العلاقات بين دمشق وابوظبي خلال السنوات الماضية، الا ان العلاقات بينهما عمرها عقود، ظلت قائمة سياسية وعائلياً وإقتصادياً".
وأضاف التقرير البريطاني أن "زيارة الأسد إلى أبو ظبي جاءت تتويجاً لسلسلة من التطورات التي تعود الى العام 2018، عندما أقر وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، بأن طرد سوريا من الجامعة العربية وقطع العلاقات معها، كان خطأ، وهو موقف تبعه قيام وزير الخارجية الاماراتي عبد الله بن زايد بزيارة الى العاصمة السورية في أواخر العام 2021".
وأوضح التقرير؛ أن "دولة الإمارات حافظت على علاقة مفتوحة بدرجة ما مع دمشق حتى خلال ذروة الحرب السورية، حيث كانت هناك رحلات جوية منتظمة وملاذاً للجوء الدائرة المقربة من الأسد، مثلما جرى مع شقيقة الاسد التي اغتيل زوجها آصف شوكت قبل سنوات".
وتابع التقرير ان "العلاقات بين سوريا والامارات بعدما نجت من الاضطرابات الأولية للحرب، ازدهرت بشكل علني خلال السنوات القليلة الماضية ما يشكل تحدياً للولايات المتحدة، بما في ذلك زيارة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى الجناح السوري لـ(اكسبو دبي) حيث غرد على موقع (تويتر) مؤكداً على أهمية سوريا بالنسبة إلى العالم العربي وللحضارة، وواجب حمايتها"، مبيناً أن "محمد بن راشد كتب أيضاً بإعجاب عن الأسد في مذكراته، ورغبته في بناء سوريا، وعن اهمية سوريا بالنسبة الى جميع العرب".
روابط تجارية
وذكر التقرير البريطاني أن "إمارة دبي ساهمت في تحسين العلاقات بين سوريا ودولة الإمارات"، مشيرا إلى "صعود دبي اعتمد بشكل كبير على مساهمات الطبقات المتوسطة والعليا في سوريا، حيث لعب رجال اعمال وسياسيون السوريون على غرار سداد الحسيني ويوسف ياسين ومعروف الدواليبي بالاضافة الى آخرين غيرهم، أدواراً اساسية في النهوض المبكر لكل من الإمارات والمملكة السعودية كدولتين نفطيتين".
وتابع التقرير؛ أن "علاقات الأعمال والتجارة حافظت على نشاطها برغم الحرب السورية وحتى منذ ما قبل اعادة الافتتاح الرسمي للسفارة الاماراتية في دمشق، حيث كانت تعقد اجتماعات غير رسمية بين الطرفين من خلال وسطاء في دبي"، مبينا انه "الى جانب ذلك، كان هناك علاقات عائلية قديمة بين دمشق والإمارات".
ولهذا، يعتبر التقرير انه "لم يكن غريبا ان تطالب الإمارات علانية بإلغاء عقوبات (قيصر) الامريكية التي تطال الجهات التي تتعامل مع دمشق، كما أن الإمارات قامت بتقديم مساعدات طبية للسوريين وساهمت في تسهيل اعادة تأهيل سوريا اقليمياً".
ونقل التقرير عن الاقتصادي السوري عامر الحسين قوله إنه "برغم برودة العلاقات بين دمشق وأبوظبي بين عامي 2012 و 2018، غير ان العلاقة قوية حالياً"، موضحاً أن "العديد من العائلات التجارية والسياسية الرئيسية السورية انتقلت إلى الإمارات، كما أن هناك سياسات غير تمييزية من جانب الدولة سمحت للعديد من الشركات العائلية بمواصلة العمل من دبي والإمارات الأخرى مع الاحتفاظ بروابطهم الأصلية في سوريا".
ولفت الحسين إلى أنه "فيما ينتهي الصراع في سوريا، فإن بإمكان دولة الامارات ان تؤمن قناة للاقتصاد السوري في التجارة الاقليمية والعالمية" وتوفر المساعدة أيضاً في إعادة إعمار البلاد".
خروج من الظلال
وذكر التقرير انه "مع الزيارة الاخيرة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الى الامارات، صار من الواضح أن تركيا تخلت عن سياسة المواجهة مع خصوم لها، بعد أن نجح الأسد في استخدام القضية الكوردية لاقامة شراكة مع المؤسسة الأمنية في أبو ظبي وبالتالي ممارسة الضغط على انقرة".
ولفت التقرير الى "الانباء التي تتحدث عن سحب تركيا عدة مئات من جنودها من سوريا، ونقلهم بدلاً من ذلك الى العراق"، مبيناً أنه "وبالرغم من أن انقرة لم تتحدث عن تقارب لها مع دمشق رسمياً، إلا أن تركيا تولي ثقة أكبر بالإمارات من ثقتها بروسيا في ظل الأحداث الجارية في أوكرانيا".
وتحدث التقرير عن اشارة اخرى تتعلق بسوريا وايران، "اذ انه برغم العلاقات الامنية الوطيدة بينهما، فإن دمشق لا تسير على الخط الايراني في لبنان والعراق، وهما ساحتا اشتباك إقليمي رئيسيتين يحتاج فيهما السعوديون والاماراتيون الى دمشق".
وبيّن التقرير بالقول إنه "في ظل حالة من عدم اليقين حول احداث اوكرانيا، ورفض قادة خليجيين تلقي اتصالات هاتفية من الرئيس الأمريكي جو بايدن، فإنه من المهم الالتفات إلى أن الامارات التي تزدهر كمركز تجاري وان وشريكيها التجاريين المهمين، الصين الهند لديهما استثمارات في سوريا بالرغم من قانون قيصر".
وأكد التقرير البريطاني؛ أن "الإمارات تشهر بهدوء علاقتها السرية مع سوريا إلى العلن".
ونقل التقرير عن وزير سوري سابق يقيم حالياً في دبي، وكان في السابق يعمل على قنوات اتصال خلفية بين دمشق وأبوظبي، قوله إن "احتضاننا لم يهدأ ابداً، فقد اصيب بالجمود فقط، والان حل الصيف مجدداً، وذاب الجليد".
ترجمة: وكالة شفق نيوز