شفق نيوز/ أطلقت السلطات الموريتانية، يوم الثلاثاء، قافلة للمنقبين عن الذهب السطحي، باتجاه منطقة ”الشكات“ (تبعد أكثر من 1000 كم عن العاصمة نواكشوط)، داخل المنطقة العسكرية المغلقة، أقصى شمال البلاد.
وجاء إطلاق القافلة بعد حصول المشاركين فيها على تراخيص للتنقيب داخل ”الشكات“، التي يغلقها الجيش منذ عدة أعوام، في إطار مكافحة الإرهاب وعصابات التهريب في منطقة الساحل.
وتضم القافلة، أكثر من 21 ألف منقب على متن أكثر من 2000 سيارة عابرة للصحراء، والتي كان الجيش يمنع دخولها للمنطقة، لتمييز المهربين الذين يستخدمون مثل هذه السيارات عادة في المنطقة القريبة من الحدود المالية الجزائرية.
وحصل كل منقب على ترخيص للتنقيب في منطقة الشكات، مقابل 10 آلاف أوقية، وهو ما يعادل 27 دولارًا تقريبًا، (1 دولار يساوي 364 أوقية)، فيما تحصل السيارات العابرة للصحراء على ترخيص لدخول المنطقة المسموح بالتنقيب داخلها مقابل 50 ألف أوقية (ما يقارب 140 دولارًا)، في وقت ما زال فيه المجال مفتوحًا أمام الراغبين في التنقيب بتلك المنطقة.
مخاوف من كورونا
ورغم الإقبال من المنقبين على الحصول على تراخيص للتنقيب في هذه المنطقة، إلا أن الهاجس الكبير الذي يقلق في هذه المرحلة، هو انتشار فيروس كورونا، الذي تجتاح موجته الثانية موريتانيا حاليًا، ما أدى إلى تضاعف عدد الحالات الحرجة والوفيات الناتجة عن المرض مؤخرًا، وارتفاع نسبة الإصابات في العاصمة نواكشوط، حيث قدم معظم المنقبين منها إلى أزويرات، عاصمة ولاية تيرس زمور، التي تقع في حيزها الجغرافي منطقة ”الشكات“.
وتقول الجهات الصحية في مدينة أزويرات (شمال)، إنها اتخذت الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار الفيروس بين المنقبين، وفي المدينة التي انطلقوا منها، من خلال فرض الكمامات والتعقيم بشكل صارم على جميع المنقبين، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة.
كما وفرت عدة سيارات إسعاف مجهزة في هذه المناطق، للتدخل في الوقت اللازم، وتقديم الإسعافات والعلاجات اللازمة للمنقبين الذين يحتاجون لذلك.
عائدات مرتفعة
وارتفعت عائدات موريتانيا من التنقيب عن الذهب السطحي، بعد إقبال الموريتانيين عليه بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة، حيث لجأت السلطات إلى قوننته من خلال إنشاء شركة ”معادن موريتانيا“ التي أصبحت مسؤولة بشكل مباشر عن تنظيم القطاع.
وبحسب المعطيات التي توفرها وزارة الطاقة والمعادن الموريتانية، فإن مبيعات نشاط التنقيب التقليدي عن الذهب في البلاد، وصلت خلال الأشهر الثمانية الأخيرة من العام الجاري إلى 5 أطنان من الذهب؛ وفق آخر الإحصاءات المنشورة خلال شهر أكتوبر الماضي.
وقال وزير النفط والطاقة والمعادن الموريتاني، عبد السلام ولد محمد صالح، في وقت سابق من الشهر الماضي، إنه“ليست هناك أرقام محددة ودقيقة حول قطاع التنقيب التقليدي عن الذهب”، مؤكدًا أن ”العمل جارٍ من أجل توفير هذه المعطيات بشكل أكثر دقة“.
وبين أن ما يتوافر حاليًا من معلومات يشير إلى أن إنتاج المنقبين التقليديين يشكل ثلث إنتاج الشركات الكبرى العاملة في المجال مثل شركة تازيازت الكندية، وهي أكبر شركة عاملة في مجال استخراج الذهب بموريتانيا.
وأضاف الوزير، أن مداخيل التنقيب وقيمته المضافة خلال العام الماضي (2019) وصلت إلى 74 مليار أوقية.
ورغم أن جائحة كورونا، أصابت قطاعات واسعة من الاقتصاد الموريتاني بالشلل، خاصة خلال فترة الإغلاق التام للحدود بين الولايات، إلا أنها أنعشت قطاع التنقيب السطحي عن الذهب.
وبحسب إحصاءات تم نشرها خلال الأشهر الأولى من الجائحة، فقد وصلت عائدات المنقبين إلى مستويات قياسية، متجاوزة أكثر من نصف طن من الذهب، فيما دخلت خزائن البنك المركزي الموريتاني كمية من الذهب وصلت قيمتها إلى حوالي 100 مليار أوقية قديمة خلال الأشهر الأولى للجائحة.