شفق نيوز/ رفعت السلطات الأمنية الإيرانية الإقامة الجبرية على المرجع الديني العراقي الشيعي آية الله كمال الحيدري، والتي كانت قد فرضتها عليه بعد تصريحه بآراء فقهية تخالف نظام ولاية الفقيه إضافة إلى انتقاده التراث الشيعي مما أثار حفيظة رجال الدين التقليديين في حوزتي قم والنجف.
وكان الحيدري يقدمُّ برنامجاً دينياً يُسمى "مطارحات في العقيدة" من على قناة "الكوثر" الفضائية الإيرانية، والذي استمر لسنوات عدة تناول فيه التراث السُّني بالبحث والمناقشة بما يؤيد المعتقد الشيعي الإمامي، ثم شرع بعدها في انتقاد التراث الشيعي ليتم إيقاف بث البرنامج بعد أن لاقى اعتراضاً من رجال دين كبار في إيران.
وعلمت وكالة شفق نيوز، من مصادر مقربة من الحيدري، بأن السلطات الإيرانية رفعت مؤخراً الإقامة الجبرية "غير المعلنة" عن الأخير والتي فرضتها عليه بسبب طروحاته الفكرية لبعض المسائل التي خالف بها نظام ولاية الفقيه.
والحيدري يُعد أحد تلاميذ زعيم الحوزة العلمية بالنجف في حينها آية الله أبو القاسم الخوئي حيث حضر عنده دروس البحث الخارج، وهو أيضا من تلاميذ المرجع آية الله محمد باقر الصدر مؤسس حزب الدعوة الاسلامية في العراق، والذي أعدمه نظام صدام حسين في بداية ثمانينيات القرن المنصرم.
وتشير المعلومات الواردة إلى أن الحيدري سيعود إلى العراق وتحديداً إلى مسقط رأسه في مدينة كربلاء "قريبا جداً" بعد أن مكث طوال قرابة 40 عاماً في إيران.
والحيدري ينحدر من أُسرة دينية شيعية يعود نسبها إلى الأشراف، وهو من مواليد العام 1956 ميلادية في مدينة كربلاء، وقد أكمل مرحلتي الإبتدائية، والمتوسطة فيها قبل أن يتفرغ لدراسة العلوم والمعارف الدينية ويتوجه إلى مدينة النجف ليلازم هناك أستاذه محمد باقر الصدر .
وغادر الحيدري إلى إيران في أوائل الثمانينيات من القرن المنصرم للتضييق والمراقبة الذي تعرض له هو وباقي المقربين من باقر الصدر بعد اعتقال واعدام الأخير هو وشقيقته.
ويتميز الحيدري بآرائه الجريئة في طرح المسائل الدينية، وله إسهامات في العديد من البرامج واللقاءات عبر وسائل الإعلام المقروءة، والمسموعة، والمرئية، فهو يخالف نظراءه من المراجع في النجف بعدم الظهور، ويرى بأن المرجع الديني ينبغي أن يكون على تماس وتواصل مباشر مع المجتمع ولا يكتفي بالاستفتاء عن بعد، وله أيضا العديد من المؤلفات، والمحاضرات، والبحوث الدينية.