شفق نيوز/ انتقد وزير الموارد المائية العراقي الاسبق حسن الجنابي، يوم الاحد، مسؤولين حكوميين لعدم تقديمهم أي منجز نظري أو عملي لمعالجة أزمة الجفاف في البلاد، معتبراً أن التغير المناخي "كذبة" يتعكزون عليها.
وقال الجنابي في منشور على حسابه في فيسبوك، تابعته وكالة شفق نيوز، إن "مدى الرؤية حاليا أقل من خمسين متراً، ومن يعرف ومن لا يعرف، خاصة من المسؤولين، يتهم التغير المناخي دون أدنى سند"، في إشارة إلى العاصفة الترابية الكثيفة التي ضربت العراق اليوم الأحد.
وأضاف الجنابي أن "المسؤولين يدفعون بذلك (التغير المناخي) عنهم مسؤولية عدم اتخاذ القرارات الصحيحة في وقتها وهدر الأموال في مشاريع غير مجدية وخاسرة اقتصادياً"، مشيراً إلى أن "الخبراء الذين لا يعرفون (الجك من البك) يتهمون المناخ المسكين".
وتابع: "المستشارون الصامدون حتى النفس الأخير بهذا الدور، والذين زاد ظهورهم الإعلامي على عشرين ألف مرة، يكررون نفس التهمة، دون ان يكتبوا جملة مفيدة واحدة، او ينشروا ورقة او مقالة او بحثاً، أو ينجزوا تقريراً فنياً رصيناً، او ينفذوا تجربة مختبرية او حقلية واحدة، او يشغلّوا موديلاً رياضياً واحداً يحاكي الواقع، ويطوروا سيناريوهات التعاطي مع المشكلات القائمة".
وأشار إلى الجنابي إلى أنه "ما ان يسمع أحدهم بجملة او عبارة جديدة حتى ينطلق بها الى آفاق غير مسبوقة من الترويج اللفظي لأنه يعرف ان لا أحد يخضعه للحساب".
وأردف بالقول "أحدهم عندما كان يستشيرني متواضعاً قلت له مرةً ان المقاربة الدبلوماسية الصحيحة في الأحواض النهرية المشتركة هي مقاربة تقاسم الضرر في ظروف الشح، ومنذ ذلك الحين ولحد اليوم سمعته هو وفريقه يرددونها مئات المرات، دون ان يتعب نفسه ولو قليلاً لتقدير حجم الضرر ومن المتسبب به، وكيف تقاسمه مع الشركاء، وكم هي حصص الأطراف في ذلك الضرر، وهل هذه الأضرار تدفع نقداً أو بالآجل؟".
ولفت إلى أن "الرد الوحيد الذي أسمع به هو بناء سدود، ثلاثة مليارات دولار لسد مكحول، وثلاثة مليارات أخرى لبناء سد على شط العرب، وثلاثة مليارات دولار ثالثة لتصليح قناة البدعة، وغيرها من المشاريع التي لن تنجز".
وتساءل الجنابي "ما هي علاقة التغير بذلك؟ لا علاقة"، مردفاً "جفاف بحيرة ساوة وجفاف الأهوار وانخفاض مناسيب السدود والأنهار وعواصف الغبار كلها لها علاقة بمشاريع انجزت للسيطرة على المياه في العراق وايران وتركيا وسوريا، ولها علاقة مباشرة بإدارة منظومة السدود والسدات وتشغيلها، تأثير التغير المناخي على ما نشهده اليوم أقل من القليل وفق الدراسات الرصينة".
وختم الوزير الأسبق بالقول "الأخ الذي صار وزيراً بالوكالة كثرت اجتماعاته وتصريحاته ولم يقدم مادة علمية واحدة نسترشد بها سوى التصريحات التي حفظها المشاهد عن ظهر قلب، مسكين أيها التغير المناخي".