شفق نيوز/ أعلن رئيس إقليم كوردستان العراق نيجيرفان بارزاني، يوم الثلاثاء، دعمه لمبادرة رئيس الحكومة الاتحادية لعقد حوار بين الأطراف والقوى العراقية للخروج بحل للأزمة السياسية الراهنة التي تشهدها البلاد.
وقال رئيس الإقليم في تغريدة له على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنه "في الوقت الذي نجدد دعوتنا لحوار عراقي اخوي شامل في اربيل، أؤكد دعمنا لدعوة رئيس الوزراء السيد الكاظمي للحوار بين الأطراف السياسية العراقية لإجاد مخرج للأزمة الحالية والعمل معًا للوصول بالوطن الى بر الامان.
وأكد أن العراق بحاجة الى الحوار والتفاهم والمسؤولية المشتركة لإنقاذه.
وكان الرئيس نيجيرفان بارزاني قد أعرب، يوم الأحد، عن قلقه إزاء الأوضاع السياسية الأخيرة التي تشهدها البلاد، داعياً في الوقت ذاته الأطراف السياسية كافة إلى ضبط النفس وخوض حوار مباشر لتخطي المشاكل، واخراج العراق من هذا الظرف الذي وصفه بالحساس.
وكان رئيس مجلس الوزراء دعا في بيان "جميع الأطراف إلى التهدئة، وخفض التصعيد؛ للبدء بمبادرة للحل على أسس وطنيّة، وعدم الانسياق نحو الاتهامات، ولغة التخوين، ونصب العداء والكراهية بين الإخوان في الوطن الواحد".
كما دعا "جميع الأطراف إلى الجلوس على طاولة حوار وطني؛ للوصول إلى حلّ سياسي للأزمة الحالية، تحت سقف التآزر العراقي، وآليات الحوار الوطني".
وكان مصدر في مجلس الوزراء العراقي كشف ، يوم الثلاثاء، ان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يتحرك لعقد اجتماع طاولة مستديرة، لجمع الفرقاء في العملية السياسية.
ويمر المشهد السياسي في العراق بتطورات خطيرة منذ أن اقتحم أنصار التيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر مبنى مجلس النواب في المنطقة الخضراء المحصنة وسط بغداد، واعتصامهم فيه إحتجاجاً على ترشيح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لمنصب رئيس مجلس الوزراء للحكومة الاتحادية المقبلة.
وخرجت يوم أمس الاثنين قرب الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء تظاهرات مضادة للتيار الصدري من قبل جمهور الإطار التنسيقي، وذلك بعد دعوة من "اللجنة التنظيمية لدعم الشرعية والحفاظ على مؤسسات الدولة".
وكانت الكتلة الصدرية قد تحصلت على أعلى الأصوات في الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في تشرين الأول من العام 2021 إلا أن مساعي زعيم التيار أخفقت في تشكيل الحكومة الاتحادية الجديدة جراء وقوف الإطار التنسيقي الشيعي بوجهها من خلال استحصال فتوى من المحكمة الاتحادية بما يسمى الثلث المعطل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الممهدة لتسمية رئيس مجلس الوزراء.
وانفرطت عُرى عقد التحالف الثلاثي بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني بزعامة مسعود بارزاني، وتحالف السيادة برئاسة خميس الخنجر، والتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر عقب استقالة نواب الكتلة الصدرية، وانسحاب التيار من العملية السياسية بأمر من الصدر.
ويعيش المشهد السياسي وضعاً متأزماً وطريقاً مسدوداً لم يسبق له مثيل في تاريخ العراق حيث مرت أكثر من 300 يوم على الإنتخابات المبكرة من دون التمكن من تشكيل حكومة جديدة في البلاد، وبقاء حكومة تصريف الأعمال برئاسة مصطفى الكاظمي.
وكان العراق قد اجرى في العاشر من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي انتخابات تشريعية مبكرة للخروج من أزمة سياسية عصفت بالبلاد بعد تظاهرات كبيرة شهدتها مناطق الوسط والجنوب في العام 2019 احتجاجاً على استشراء البطالة في المجتمع، وتفشي الفساد المالي والإداري في الدوائر والمؤسسات الحكومية، وتردي الواقع الخدمي والمعيشي مما دفع رئيس الحكومة السابقة عادل عبد المهدي إلى الاستقالة بضغط شعبي.
وما ان تم اعلان النتائج الاولية للانتخابات حتى تعالت أصوات قوى وأطراف سياسية فاعلة برفضها لخسارتها العديد من المقاعد، متهمة بحصول تزوير كبير في الاقتراع، وهو ما نفته السلطات التنفيذية والقضائية، في وقت أشادت به الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بنزاهة العملية الانتخابية.